عندما خسر زوج بريسيليا توماس دا سيلفا وظيفته في تحميل وتفريغ الشاحنات
بسبب تدابير الإغلاق الناجمة عن كوفيد-19 في ساو باولو، وجدا نفسيهما أمام
خيار صعب، فإما دفع إيجار المنزل أو إطعام أطفالهما الستة.
وعلى إثر ذلك، اضطرا لبناء كوخ في حي عشوائي (أو ما يطلق عليه محليا
"فافيلا") على الأطراف الشمالية للمدينة، تحوّل إلى رمز للدمار الذي يلحقه
الوباء بالبلاد.
وبدأ حي /جارديم جولييتا/ العشوائي يكبر ضمن موقف سيارات مخصص للشاحنات الصغيرة.
وقبل نحو أربعة شهور، بدأ حشد من المشرّدين حديثا تحويله إلى حي عشوائي
"فافيلا" بشكل كامل، في وقت تسبب الفيروس بعواقب كارثية في البرازيل، ثاني
بلد في العالم لجهة التضرر بالوباء بعد الولايات المتحدة.
وباتت نحو 700 عائلة تعيش حاليا في الحي. ويبدو أن المزيد يصلون يوميا،
حاملين أثاثهم على رؤوسهم عبر الأزقة غير المرصّوفة على وقع صدى أعمال
الحفر لبناء أكواخ جديدة.
وما زال العديد من المنازل يفتقد إلى المراحيض بينما استخدمت ستائر بلاستيكية كأسقف.
ويتسم الحي بالاكتظاظ بينما تشكّل النظافة الصحية تحديا في ظل غياب كامل
نظريا للتباعد الاجتماعي، مما يسلّط الأضواء على قابلية الأحياء العشوائية
العالية للتأثر بالفيروس.
لكن السكان يحاولون جاهدين تحويل المكان إلى حيّهم الرسمي.
وداخل كوخ مصنوع من خليط من مخلّفات الأخشاب حيث صنعت الأسرّة كذلك من
ألواح خشبية، تحمل دا سيلفا (35 عاما) ابنها الرضيع وتروي كيف وجدت عائلتها
المكونة من ثمانية أفراد نفسها غير قادرة على تحمّل تكاليف إيجار المنزل
البالغة 500 ريال (نحو مائة دولار) في الشهر.