الأحد 9 يونيو 2024

ذكرى صلاح جاهين.. صنع البهجة ورحل مكتئباً!

21-4-2017 | 14:29

تحل اليوم ذكرى رحيل متعدد المواهب الشاعر والكاتب والممثل والرسام صلاح جاهين، نعم تعددت مواهبه وأجاد الكثير من فنون أسعدت الجماهير العربية، ومع ذلك رحل مكتئباً حزيناً.. في ذكراه نستعرض عدة جوانب من حياته.

يعد صلاح جاهين من أشهر شعراء العامية في مصر، فهو مولود في 25 ديسمبر 1930 بحي شبرا لوالد يعمل في السلك القضائي، واستمد من والده أنماط الحياة ومعظم لهجات أهل محافظات مصر بسبب تنقل والده للعمل كقاضِ في الكثير من المحافظات، وبعد أن أتم صلاح المرحلة الثانوية التحق بكلية الفنون الجميلة ولكن تركها ليكمل دراسته بكلية الحقوق تنفيذاً لرغبة والده ليعمل مثله بالقضاء.. لكنه بدأ حياته مهتماً بالأدب، لذا التحق بالعمل في مجلة بنت النيل، ثم عمل في مجلة التحرير عام 1952 التي كانت تطبع في دار الهلال، وأثناء تواجده في دار الهلال في إحدى المرات تعرف على زوجتة الأولى السيدة سوسن زكي الرسامة بمجلات الدار ثم ثزوج منها وأنجب منها ابنته أمينة وابنه بهاء، في تلك الحقبة التي شهدت قيام ثورة يوليو بدأ صلاح جاهين كتابة الأشعار التي تؤيد الثورة وتدعمها وتبسط مفاهيمها لكل طبقات الشعب، وحرص "جاهين" أن تكون كل أشعاره بالعامية وقد غنتها أم كلثوم وعبد الحليم حافظ تخليداً لثورة يوليو وقائدها الزعيم جمال عبد الناصر.

عمل صلاح جاهين أيضاً رساماً للكاريكاتير بمجلة رزو اليوسف وصباح الخير، ثم التحق بجريدة الأهرام عام 1963، وظلت رسوماته تنقد الأوضاع الإجتماعية وأصبح لها جمهورها المتابع يومياً، وفي جريدة الأهرام تعرف على شابة تصغره في العمر وهي منى قطان إبنة الصحفية جاكلين خوري وهي فلسطينية الأب لبنانية الأم، كانت تأتي إلى والدتها لتصحبها إلى المنزل، وعرض عليها الزواج ورغم فارق السن واختلاف الديانة تم الزواج منها وأنجب أبنته سامية.

أصيب صلاح جاهين بحالة اكتئاب بعد نكبة 1967 وشعر أنه عمل على تضليل الشعب وسافر للعلاج في روسيا، ثم عاد بعد ذلك ليعلن ليبدأ مرحلة جديدة من الكتابة الفنية، فكتب عام 1972 سيناريو وأغاني فيلم خلي بالك من زوزو واستمد فكرة الفيلم من حياة راقصة شهيرة شاركت بفنها في الكثير من أفلام الزمن الجميل، وقد أثار الفيلم جدلاً واسعاً بين الطلاب، واعتبروه يقلل من شأن الحركات الطلابية رغم نجاح الفيلم وعرضه بدور السينما لفترة طويلة، وبعد عامين كتب سيناريو فيلم أميرة حبي أنا لسعاد حسني أيضاً ثم سيناريو فيلم عودة الإبن الضال وشفيقة ومتولي.

شارك صلاح جاهين بالتمثيل في عدة أفلام منها لا وقت للحب مع فاتن حمامة ورشدي أباظه، وفيلم من غير ميعاد والقاهرة، ووداعاً بونابرت، واللص والكلاب، والمماليك، وشاركت زوجته بالتمثيل في بعض الأفلام التي أنتجها.

 وتعتبر الرباعيات أشهر ما كتب صلاح جاهين بجانب أوبريت الليلة الكبيرة التي تلقى أعجاباً ورواجاً حتى الآن.. ورحل صلاح جاهين بعد أن عاودته حالة الاكتئاب مرة أخرى في مثل هذا اليوم من عام 1986.