يحيي العالم خلال الفترة من أول أغسطس إلى السابع من نفس الشهر (الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية) وشعاره هذا العام "دعم الرضاعة الطبيعية لكوكب أكثر صحة" حيث يركز على تأثير تغذية الرضع على البيئة، تغير المناخ وضرورة حماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية من أجل صحة الكوكب وشعبه، متماشيا مع أهداف التنمية المستدامة 2030 (WBW-SDG 2030 ) والتي تسلط الضوء على الروابط بين الرضاعة الطبيعية وتغير البيئة / المناخ.
ويحتفل بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية خلال تلك الفترة من كل عام منذ عام 1992، في أكثر من 170 بلداً من أجل تشجيع الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرضع في جميع أنحاء العالم، ويُحتفل بهذا الأسبوع تخليداً بذكرى إعلان (إينوشنتي) الصادر عن مسؤولي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في عام 1990 والداعي إلى حماية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها ودعمها.
لقد شهدت العقود الماضية تزايداً مستمراً في البيانات على المنافع الصحية للرضاعة الطبيعية والتوصيات بممارستها، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية التصريح، فإن الرضاعة الطبيعية تسهم في الحد من معدلات وفيات الأطفال وتتيح منافع صحية تدوم حتى مرحلة الكهولة.
ويعد لبن الأم هو أول غذاء طبيعي يتناوله الرضع، وهو يوفر كل ما يلزم للرضيع من طاقة وعناصر مغذية في الأشهر الأولى من حياته، كما يستمر ذلك اللبن في تغطية نحو نصف احتياجات الطفل الغذائية أو أكثر من ذلك خلال الشطر الثاني من العام الأول، ونحو ثلث تلك الاحتياجات خلال العام الثاني من حياته، ويسهم لبن الأم في النماء الحسي والمعرفي وحماية الرضع من الأمراض المعدية والمزمنة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية مهمة منذ ولادة الطفل، ولا يمكن الاستغناء عنها واستبدالها باللبن الصناعي وأن فيروس كورونا لا ينتقل من خلال لبن الأم فهو آمن، وذلك وفقا للأبحاث والدراسات التي أجريت مؤخرا، لذلك توصى الأم بالرضاعة الطبيعية، حتى وإن كانت مصابة بالفيروس أو مشتبه في إصابتها، ولكن بشروط.
وأوضحت أن الشروط الواجب توافرها عند الرضاعة الطبيعية من أم مصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا هي غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون واستخدام الكحول خاصة قبل لمس الطفل، وضرورة ارتداء قناع طبي أثناء أي تلامس مع الطفل، بما في ذلك أثناء الرضاعة.. وأثناء العطس أو السعال في الأنسجة يجب التخلص الفوري وغسل اليدين مرة أخرى.. كما أكدت على تنظيف وتطهير الأسطح بشكل روتيني بعد لمسها، واتباع جميع تدابير الوقاية من العدوى الأخرى المدرجة، ومواصلة الرضاعة الطبيعية.
وقال "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إنه مع تسارع جائحة كورونا في البلدان النامية، يشعر المسؤولون بقلق خاص إزاء الخسائر غير المتناسبة التي يسببها الفيروس المستجد لبعض السكان، لاسيما النساء المعرضات "لخطر متزايد" للوفاة أثناء الولادة.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قلقة بشكل خاص إزاء "التأثير على الأشخاص الذين يكافحون من أجل الوصول إلى الخدمات الصحية ... للنساء والأطفال والمراهقين"، وأن الجائحة تطغى على الأنظمة الصحية في العديد من البلدان، ونبه إلى أن العديد من النساء يواجهن "خطرا متزايدا" للوفاة أثناء الولادة.
وأشار تيدروس إلى أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قامت مؤخرا، بالتحقيق في خطر قيام الأمهات بنقل الفيروس المستجد إلى حديثي الولادة، وخلص التحقيق إلى أن فوائد الرضاعة الطبيعية تفوق مخاطر انتقال الفيروس، وينطبق ذلك أيضا على النساء اللائي يشتبه أو تم التأكد من إصابتهم بكوفيد – 19 المرض الذي يسببه الفيروس المستجد.
وأضاف :إن الرضاعة هي أحسن وسيلة لتزويد الولدان بالعناصر المغذية التي يحتاجونها، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية بدءاً من الساعة الأولى بعد الولادة حتى يبلغ الرضيع ستة أشهر من عمره،وينبغي بعد ذلك إضافة الأغذية التكميلية مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل سنتين من العمر أو أكثر.