السبت 23 نوفمبر 2024

الرئيس اللبناني: المسئولون عن حادث انفجار بيروت سيقدمون إلى العدالة

  • 7-8-2020 | 17:11

طباعة

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن المسئولين عن حدوث الانفجار المدمر الذي تعرضت له العاصمة بيروت يوم الثلاثاء الماضي، الذين ستكشف عنهم التحقيقات، سيقدمون إلى القضاء وأنه سيحرص على تطبيق العدالة الناجزة من دون تسرع، معتبرا أن المطالبات بـ"تحقيق دولي" في الحادثة تستهدف تضييع الحقيقة.


وقال الرئيس اللبناني -في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة- إن يحرص أشد الحرص على جلاء الحقيقة كاملة في انفجار الميناء البحري لبيروت، مشيرا إلى أن من بين الأولويات أيضا توفير المواد الغذائية والطبية للعاصمة ووضع مخطط لإعادة الإعمار بحيث تعود أفضل مما كانت عليه.


وأضاف: "العزاء في الضحايا يكون بتحقيق العدالة في الحادثة، وأمام هذه العدالة لن يكون هناك كبير أو صغير، أي لن تكون العدالة انتقائية كالعادة حيث الصغار يعلقون والكبار ينفذون، فأبواب المحاكم كلها مفتوحة".


وأشار إلى أن المسئولية عما حدث تتوزع على 3 مراحل تتمثل في كيفية دخول المواد المتفجرة إلى الميناء، وكيف وضعت، وكيف حفظت لسبع سنوات، لافتا إلى أن حكومات عديدة تعاقبت وكذلك الأمر بالنسبة لأشخاص تعاقبوا على المسئولية، وبعضهم كتب إلى السلطات المختصة محذرا من خطورة بقاء هذه المواد المتفجرة في الميناء.


وتابع الرئيس اللبناني "طبعا كان هناك عدم إدراك أو إهمال في القيام بالأعمال اللازمة، كما أن هناك ثمة احتمال التدخل الخارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة، وقد طلبت شخصيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى لبنان أمس، أن يزودنا بالصور الجوية إذا ما كانت متوفرة لدى فرنسا لكي نستطيع أن نحدد ما إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صاروخ، وإذا لم تكن الصور متوفرة لدى الفرنسيين فسنطلبها من دول أخرى، حتى يتسنى لنا أن نحدد ما إذا كان هناك اعتداء خارجي أو أن ما وقع ناشئ عن إهمال".


وأكد عون أنه حريص على سريع البت في هذا الملف، غير أنه يرفض التسرع. مضيفا: "لا يمكن القبض على أي وزير أو أي مواطن وإدخاله السجن قبل إجراء التحقيق اللازم".


وتطرق الرئيس اللبناني إلى الطرح الذي أعلنه "ماكرون" أمس بالتحقيق الدولي في الحادث، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي "ربما كان يسدي نصيحة لأن هذا أمر لم يُطرح معي".


وأشار إلى أن لبنان أمام تغييرات وإعادة رؤية لنظامه السياسي القائم على التراضي والتوافق، بعدما تبين أن هذا النظام يتسبب في حالة من الجمود والشلل السياسي، إذ لا يمكن اتخاذ قرارات حيوية قابلة للتنفيذ على نحو سريع من دون توافق وهو أمر صعب التحقيق.


وردا على سؤال حول إمكانية تدويل الأزمة التي يمر بها لبنان، شدد الرئيس اللبناني على أنه يرفض هذا الأمر بصورة قاطعة. مضيفا: "إذا لم نتمكن من حكم أنفسنا، فلا يمكن لأحد أن يحكمنا، ولن تمس السيادة اللبنانية خلال عهدي".


وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن هناك محاولات من قبل قوى سياسية لاستثمار الغضب الشعبي الناتج عن الكارثة، وأن هناك "من يحلم بالوصول إلى السلطة عبر استعمال كل الوسائل المتاحة". على حد تعبيره.


واعتبر أن الانفجار الذي وقع أدى إلى "فك الحصار الدولي الذي كان يتعرض له لبنان".. مشيرا إلى أنه تلقى اتصالات من قادة ورؤساء فاعلين من مختلف دول العالم تضامنا مع الشعب اللبناني والاستعداد لتقديم المساعدة، وأن المساعدات بدأت بالفعل في الوصول من مواد طبية وغذائية وغيرها، لافتا إلى أن مخزون المعدات الطبية كان قد شارف على الانتهاء بسبب هول كارثة الانفجار والعدد الهائل من الجرحى الذي يتجاوز 4 آلاف شخص.


وتطرق عون إلى الحديث حول إمكانية استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة "وحدة وطنية" قائلا إن هذا الطرح يتطلب تحضير الأجواء المناسبة، وأنه لا يمكن المضي قدما في هذا الأمر لنصل في ما بعد إلى الانقسام الذي شهدناه في الحكومات السابقة.

    الاكثر قراءة