السبت 29 يونيو 2024

المبادرة الأمريكية في عيون الليبيين.. خبراء: صعبة التنفيذ ولن يتخلى الجيش الوطني عن سرت والجفرة.. العبيدي: لن تتحقق إلا بالقضاء على المليشيات الإرهابية.. والبشبيشي: الهدف الأساسي منها سرقة النفط

تحقيقات10-8-2020 | 15:22

أكد عدد الخبراء في الشأن الليبي أن حديث الولايات المتحدة الأمريكية حول جعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح أمر يصعب تنفيذه أو قبوله علي أرض الواقع.

وأضاف الخبراء أن الولايات المتحدة تحاول من جديد وضع نفسها في الملف الليبي بعد غياب طويل نظرا للتواجد الروسي وزيادة النفوذ الفرنسي في شرق وغرب أفريقيا، مشددين على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول إبراز نفسه في الشأن الدولي قبيل الأنتخابات المقبلة.

وزار أمس رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية والتدخلات التركية.

وأفادت مصادر ليبية بأن صالح التقي عددا من المسؤولين المصريين والسفير الأمريكي في القاهرة وذلك لبحث إعادة هيكلة المجلس الرئاسي.

وفي وقت سابق كشفت مصادر عن أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت خلال الأيام الماضية التوسط لحل الأزمة الليبية والوضع القائم حول سرت والجفرة، في ظل التحشيدات التركية للمرتزقة السوريين والمليشيات المسلحة التابعة لفائز السراج.

وقالت المصادر، إن واشنطن عرضت من خلال السفارة الأمريكية والقيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” على الجيش الوطني الليبي الانسحاب من مدينتي سرت والجفرة، قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت المصادر، أن واشنطن ستسعى خلال الفترة المقبلة لممارسة ضغوطها لتمرير “العرض غير المتوازن”، مشيرة إلى أنها طالبت أيضا بفتح النفط دون ضمانات أو وضع شروط لمؤسسة النفط لعدم ذهاب عائداته من أموال الليبيين إلى فائز السراج، التي يستخدمها في الإنفاق على مليشياته المسلحة.

ونوهت المصادر أن واشنطن تستغل التحشيدات التركية حول سرت والجفرة في إملاء عروض منحازة لجانب الوفاق وليست في مصلحة الليبيين، مبينا أن غرضها من ذلك استعادة مصالحها بإعادة ضخ النفط في السوق الدولية واستفادة شركاتها، وخروج الروس من ليبيا على حسب ادعائها.

وفي المقابل، قالت السفارة الأمريكية في بيان لها إن مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللواء ميغيل كوريا والسفير ريتشارد نورلاند أجريا مشاورات افتراضية عبر دوائر الفيديو المغلقة مع مسؤولين ليبيين للدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لإيجاد حلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة وإعادة فتح قطاع النفط الليبي بشفافية كاملة، حسب زعمها.

وأشار البيان إلى أن المشاورات جرت بين الأطراف الليبية بشكل منفصل، مع كل من (ما يدعى) مستشار الأمن القومي بحكومة الوفاق تاج الدين الرزاقي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري.

ولفت البيان إلى أن اللواء كوريا والسفير نورلاند استعرضا خلال المشاورات الحاجة إلى عملية تقودها ليبيا لاستعادة سيادة البلاد وإخراج الأجانب منها، مشددا على أن الولايات المتحدة انخراطها بشكل نشط مع مجموعة من القادة الليبيين المستعدين لرفض التدخل الأجنبي الضار وخفض التصعيد والعمل معًا من أجل حلّ سلمي يعود بالنفع على جميع الليبيين، على حد قوله.

وقال البيت الأبيض غي وقت سابق: “ندعو جميع الأطراف – سواء تلك المسؤولة عن التصعيد الحالي، أو تلك التي تسعى إلى إنهائه – إلى تمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي – بشفافية كاملة، وتنفيذ حلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والتوصل إلى صيغة نهائية لوقف إطلاق النار بموجب محادثات اللجنة العسكرية 5+5 برعاية الأمم المتحدة”.

 

القضاء على المرتزقة

وقالت مسئولة العلاقات المصرية الليبية بمجلس قبائل ليبيا علياء العبيدي، إن الرأي السياسي الأمريكي يتغير حسب ما هو على الأرض، مشيرة إلى أنه بمعنى آخر لا وجود لانسحاب الجيش أو منطقة منزوعة السلاح إلا بعد القضاء على المليشيات وتسليم مليشيات مصراتة لأسلحتها .

وأضافت "العبيدي" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن ذلك ما هو مدرج الآن على أجندة سياسة أمريكا، خصوصا بعد التوضيحات الجديدة من جانب البرلمان الليبي والجيش بدعم من الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة.

وأوضحت "العبيدي" أنه يتبقى أمر آخر وهو ضرورة القضاء على المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، مشيرة إلى أن هناك اتفاق إقليمي دولي حول ضرورة إخلاء البلاد من شتات القاعدة وداعش وغيرهم من الجماعات الإرهاببية غير المرغوب في وجودها على قيد الحياة.

وتابعت العبيدي أن ليبيا محمية أمريكية منذ أيام القذافي هي ملعب أمريكي يدار من قبل الأوربيين، مؤكدة أن هناك معركة حتمية سوف تدور رحاها في المنطقه الواقعة بين مصراتة وأبو قرين الهدف منها القضاء على جميع المرتزقة من قبل الجيش لتامين الأمن في كافة ليبيا والشروع في تأسيس الدولة قبل نهاية العام الحالي.

وشددت مسئولة العلاقات المصرية الليبية بمجلس قبائل ليبيا أن تنظيم الاخوان الإرهابي في ليبيا لديه شعور بنهاية وجوده في البلاد، مشيرة إلى أنه من يدير الحروب هم من يملكون القوة.  

 

صراع على النفوذ

وفي السياق ذاته قالت الدكتورة هبة البشبيشي الباحثة في الشئون الأفريقية، إن الوجود الأمريكي الآن في الملف الليبي يأتي قبيل الانتخابات الأمريكية.

وأضافت البشبيشي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن العودة الأمريكية لشمال أفريقيا نظرًا لزيادة الوجود الفرنسي، مشيرة إلى أن ما يحدث في ليبيا صراع على النفوذ في تلك المنطقة.

وأوضحت البشبيشي أن فرض آمريكا نفسها الآن على الأزمة وخاصة منطقة سرت بعد علمها بوجود روسي قوي في الملف الليبي لإنهاء الازمة مما يشكل تهديدًا علي المصالح الأمريكية خاصة أنها تعد روسيا عدوها الأول، مضيفة أن الولايات المتحدة كان ترفض الوجود الفرنسي وبعدها ظهر الوجود الروسي مما شكل تهديدا للنفوذ الأمريكي بالمنطقة.

وأكدت البشبيشي أن المخطط الأمريكي صعب التنفيذ على أرض الواقع نظرا لعدم وجود قواتها، مشيرة إلى أن الدخول الأمريكي في الشرق الأوسط أصبح غير مقبول خاصة بعد ما حدث في القضية الفلسطينية.

وتابعت الباحثة في الشئون الأفريقية أن تراجع الجيش الليبي إلى سرت والجفرة كان تكتيكيا وحربيا لما بعد ذلك، مشيرة إلى أن ما سيحدث هو إسكات صوت البنادق وإعادة توزيع العوائد النفطية بشكل عادل.

وأكدت البشبيشي أن الصراع في ليبيا على النفط فقط، فالغرب وأمريكا لا يهدفون إلى ليبيا موحدة أو إنهاء الأزمة بل استغلال ثروات البلاد لصالحهم.