لليوم
الثاني، واصل الناخبون الإقبال على لجان الاقتراع لانتخاب مجلس الشيوخ هذا
الاستحقاق الدستوري الهام الذي يمثل غرفة نيابية ثانية مكملة لمجلس النواب، حيث لم
يغب عن المشهد منذ أمس كافة أطياف وفئات المجتمع، فحرص الشباب والسيدات والفتيات
وكبار السن على ممارسة حقهم الدستوري والإدلاء بأصواتهم منذ بدء التصويت في جميع
أنحاء الجمهورية.
فيما أكد
سياسيون أن المصريين حرصوا على المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري وكانت نسب
الإقبال كبيرة ومرضية، وأن الدولة نجحت في توفير مشهد انتخابي مثالي برغم التحديات
الراهنة، موضحين أن مجلس الشيوخ سيكون إضافة للحياة النيابية لترسيخ دعائم
الديمقراطية كما سيكون بمثابة العقل الثاني المساند لمجلس النواب ومؤسسات الدولة في
اتخاذ الكثير من القرارات.
ويحق لنحو
63 مليون ناخبا مصريا مقيدا في قاعدة البيانات، التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ
2020، تم توزيعهم على 14 ألفًا و92 لجنة فرعية، بإشراف قضائي كامل بمشاركة 18 ألف قاضى
-أساسي واحتياطي-، ومعاونة 120 ألف موظف، وتستمر فعاليات التصويت حتى التاسعة مساء
اليوم الأربعاء.
مناخ
انتخابي مثالي رغم التحديات
وفي هذا
السياق، قال عمرو درويش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن المشهد الانتخابي في انتخابات
مجلس الشيوخ منذ انطلاقها أمس مشهد مقبول بنسبة كبيرة وحجم الإقبال يعد مرضيا، فرغم
الظروف والتحديات الراهنة إلا أن الدولة نجحت في توفير مناخ انتخابي مثالي عبر توفير
الاحتياجات والإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الدولة أيضا حرصت على تنظيم عملية التباعد الاجتماعي
بين الناخبين، مضيفًا أن الهيئة الوطنية للانتخابات ستعلن النتيجة خلال أيام وحجم الإقبال
والمتوقع أن تكون نسبته مقبولة.
وأوضح درويش
أن مجلس الشيوخ يختلف بشكل تام عن اختصاصات مجلس الشورى الذي ألغي بموجب دستور
2014، فنحن الآن أمام مجلس باختصاصات وصلاحيات مختلفة، فهذا المجلس سيكون العقل الثاني
المساند لمجلس النواب ومؤسسات الدولة في اتخاذ الكثير من القرارات من بينها تعديل مواد
الدستور والنظر في معاهدات الصلح والمعاهدات الدولية وإقرار السلام الاجتماعي.
وأكد أن المجلس
سيكون مسئولا عن ترسيخ دعائم الديمقراطية وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فصلاحياته
ستكون مكملة لمجلس النواب ومساندة للقيادة السياسية، مضيفا أن المجلس من المفترض أن
يتم إعطاؤه مساحة وفترة زمنية للتعامل مع المجتمع ونرى مخرجاته ولجانه وكيفية التعامل
مع المجتمع الدولي.
وأشار إلى
أن المجلس منتظر منه أن يكون ذراعا قويا للدولة المصرية في مواجهة التحديات.
إضافة للحياة النيابية
ومن
جانبه، قال أحمد صبري، عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين شئون المجلس المحلية بحزب مستقبل
وطن، إن انتخابات مجلس الشيوخ هي استحقاق دستوري لغرفة ثانية للبرلمان تعود بعد غياب
يقارب 7 سنوات بعد إلغائها بموجب الدستور في 2014، لتعود بشكل جديد ونظام انتخابي جديد،
مضيفا إنه بواقع صلاحيات المجلس في الدستور سيكون له دورا كبيرا في الحياة التشريعية
والنيابية.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الغرفة البرلمانية الثانية سيكون لها دورا معاونا
لمؤسسات الدولة فيما يخص المعاهدات والاتفاقات الدولية والقوانين المكملة للدستور وسيكون
له صلاحيات كبيرة في وضع ومراجعة خطط التنمية المجتمعية والاقتصادية وترسيخ دعائم الديمقراطية.
وأضاف أن المجلس
يجمع بين نظامي القائمة والفردي وقسمت المحافظات لـ27 دائرة انتخابية كل دائرة منها
تمثل محافظة، موضحا أن المشهد بالأمس منذ انطلاق التصويت في ظل تحديات كبيرة تواجهها
الدولة المصرية والعالم أجمع وهي أزمة فيروس كورونا، إلا أن الدولة اتخذت الإجراءات
الوقائية اللازمة لتأمين المواطنين فضلا عن الإجراءات الأمنية للشرطة والقوات المسلحة.
وأكد أن الأمور
كانت تسير على أفضل ما يرام في معظم اللجان والتصويت كان يتم بصورة سهلة دون معوقات،
مضيفا أن نسب التصويت كانت ملاحظة في المراكز البعيدة عن المدن وعواصم المحافظات، فضلا
عن مشاركة كبيرة للأسر والعائلات الكبيرة.
وأشار إلى
أن نسب الإقبال كانت كبيرة أمس والساعات الأولى من اليوم، لكنها تراجعت في فترة الظهيرة
بسبب ارتفاع حرارة الجو، مضيفا أن المشهد اليوم يستكمل ما سطره المصريون بالأمس ليكون
هذا الاستحقاق الدستوري إضافة لمؤسسات الدولة كما كان مجلس النواب إضافة مهمة.