مع نسمات الصباح الأولى توافدت الجموع إلى بيت من بيوت الله للصلاة .. الآباء والأمهات اصطحبوا أبناءهم للاحتفال بأحد السعف وهو واحد من أهم طقوس أسبوع الآلام ولم يكن يتصور أحد أن يتحول الاسم إلى واقع مرير حين أقبل بعض المجرمين على إفساد الفرحة والبهجة، ليس فقط فى طنطا بلد السيد البدوى صاحب المعجزات والكرامات، ولا أيضا فى الإسكندرية عروس البحر المتوسط وإنما فى كل ربوع مصر، فأطفأوا الأنوار وجلبوا الأحزان ولوثوا السعف الأخضر بالدماء، لتسطر أرواح الشهداء ملحمة جديدة من ملاحم التحدى والإصرار على مواجهة الإرهاب الأسود.
وقع الانفجار الأول والذى أسفر عن ٢٧ قتيا و 78 جريحا فى كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا قبيل الساعة العاشرة صباحا فيما وقع الانفجار الثانى قرابة الساعة 12 ظهرا فى الكنيسة المرقسية بمدينة الأسكندرية وخلف ١٧ شهيدا و ٤٨ جريحا.
وقال اللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعام أن الانفجار الأول وقع داخل كنيسة طنطا أثناء الصاة فى الصف الأول عند المذبح ورجح أن يكون التفجير ناتجا عن عبوة ناسفة وضعت بالداخل. ونشرت الكنيسة القبطية المصرية على صفحتها الرسمية على فيسبوك صورا مؤثرة للمأساة تظهر فيها أشاء وجثث تغطيها الدماء.
كما ذكرت الكنيسة القبطية على صفحتها أيضا أن البابا تواضروس الثانى كان يحيى قداس أحد الشعانين صباحا فى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية إلا أن الأقدار شاءت أن يغادر قبيل الانفجار الثانى بلحظات.
وأعلنت وزارة الداخلية أن انتحاريا يرتدى حزاما ناسفا ارتكب اعتداء الإسكندرية مشيرة إلى أن ضباطا وأفراد من الشرطة بن الشهداء.
الحدث الإجرامى الذى هز مشاعر المصريين على مختلف انتماءاتهم ورسم الحزن على وجوههم دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى فرض حالة الطوارئ فى الباد لمدة ثلاثة أشهر بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية.
وفى كلمته تعقيبا على حادثى التفجيرين الإرهابين اللذين ضربا كنيسة مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالإسكندرية وراح ضحيتهما عشرات الأبرياء ما بن شهداء وجرحى، أوضح الرئيس السيسى أن إعان حالة الطوارىء يأتى لحماية أمن البلد ومنع أى مساس بقدرتها أو بمقدراتها، وطالب الرئيس الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها لضبط الجناة والمجرمن ومن خلفهم فى أسرع وقت لمحاسبتهم.
وتحدث الرئيس السيسى عن الخطاب الإعلامي، مطالبا بضرورة التعامل مع الموضوع بمصداقية ومسؤولية ووعى حتى لا يألم الناس ، وطالب البرلمان ومؤسسات الدولة بالتصدى بمسؤولية لمجابهة التطرف فى مصر.
وأعلن الرئيس السيسى أنه تم اتخاذ قرار بتشكيل المجلس الأعلى لمقاومة ومكافحة الإرهاب فى مصر، وإصدار قانون لإعطاء هذا المجلس صلاحيات تمكنه من تنفيذ المطلوب من توصيات لضبط الموقف كله على كافة المناحى إعلامية كانت أو قضائية أو قانوينة .. وأكد المجلس القومى الأعلى سيصدر بقانون تتيح له كل الصلاحيات لمجابهة التطرف والإرهاب .
وطالب الرئيس السيسي، المصرين بأن يتحملوا هذا المصاب الأليم، لقد اثبتم خلال السنوات الماضية صلابة يتعجب لها الناس، ليس فقط فى مواجهة الإرهاب وإنما فى المصاعب الاقتصادية والحياتية، فكل التقدير للشعب المصري، مؤكدا أنه لن يستطيع أحد النيل من هذا البلد .
وقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى تعازية لكل الشعب المصري، وقال: «من سقطوا اليوم ليسوا مسيحيين.. من سقطوا اليوم هم مصرين » وأعاد الرئيس السيسى إلى الأذهان أحداث 3 يوليو من العام 2013 وأنه طالب بتفويض لمقاومة الإرهاب والعنف المحتمل .
من جهة أخرى أدان رئيس الوزراء شريف إسماعيل وأكد رئيس الوزراء عزيمة الدولة القضاء على مثل هذه الاعمال الارهابية، واجتثاث الإرهاب الأسود من جذوره.
فيما أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب فى بيان إدانته بشدة التفجير الإرهابى الخسيس الذى يمثل جريمة بشعة فى حق جميع المصرين. وأعرب شيخ الأزهر عن خالص تعازيه إلى قداسة البابا تواضروس الثانى والكنيسة المصرية والشعب المصرى وأسر الضحايا.
إدانات عربية ودولية أدان مجلس الأمن الدولى ودول ومنظمات وهيئات كثيرة تفجير كنيستين بمصر اليوم الأحد تبناه تنظيم الدولة الإسامية وقتل فيه عشرات المدنين وأصيب العشرات، وأعربوا عن تضامنهم مع مصر.
وقال المجلس إن الدول الأعضاء «أعربت عن تعاطفها الواضح والعميق وقدمت تعازيها لأسر الضحايا وحكومة مصر، معربة عن الأمل فى شفاء المصابن .»
وأكد أعضاء المجلس أن «الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدولين »، وحض جميع الدول الأعضاء على التعاون مع الحكومة المصرية فى تقديم مرتكبى الاعتداءات إلى العدالة.
وأدان الأمن العام لأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استهداف الكنيستين، وأعرب عن عميق تعاطفه مع أسر الضحايا وحكومة وشعب مصر.
من جهته أدان الرئيس الأميركى دونالد ترمب تفجير الكنيستين شمالى مصر، وكتب فى تغريدة على صفحته بموقع تويتر «من المؤسف جدا أن نسمع عن الهجوم الإرهابى فى مصر »، وأضاف أن الولايات المتحدة تدين بشدة التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مصر، وأكد أن لديه ثقة كبيرة بأن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى قادر على التعامل مع هذه المستجدات الطارئة.
وأعرب خادم الحرمن الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن خالص تعازيه ومواساته للرئيس عبدالفتاح السيسى وللشعب المصرى الشقيق ولأسر ضحايا التفجيرين الإرهابين، اللذين استهدفا كنيستى مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالإسكندرية صباح اليوم.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس » عن خادم الحرمن إدانته واستنكاره الشديدين، فى برقية عزاء بعث بها، الأحد، للرئيس السيسي، لهذين العملين الإرهابين الإجراميين الآثمين، مؤكدا وقوف المملكة العربية السعودية مع مصر وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، متمنيا للمصابن الشفاء العاجل.
كما بعث الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودى ببرقيتين مماثلتن للرئيس السيسي.
وأكد الاتحاد الأوروبى إدانته وتضامنه مع مصر فى مكافحة الإرهاب بعد الهجومن اللذين وقعا فى كنيستين بطنطا والإسكندرية الأحد، وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية فيه فيدريكا موغيرينى إنه «يجب محاسبة المسؤولين عن الهجومن .»
وعبرت منظمة التعاون الإسامى عن إدانتها بشدة التفجير الإرهابى الآثم الذى استهدف كنيسة مار جرجس، وقدم الأمن العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين التعازى لعائلات القتلى ولمصر حكومة وشعبا.
وشجب الرئيس اللبنانى ميشال عون التفجيرين اللذين استهدفتا كنيسة مار جرجس فى مدينة طنطا المصرية والكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، وبعث برسالة إلى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وبابا الأقباط تواضروس الثانى قال فيها إن لبنان يتضامن مع مصر فى مواجهة الإرهاب وكل ما يهدف إلى زعزعة أمنها .
وفى ألمانيا، ندد وزيرا الخارجية والداخلية زاغمار غابرييل وتوماس ديميزير بأشد العبارات بالهجوم على كنيسة مار جرجس وعبرا فى بيانى إدانة منفصلن عن صدمتهما البالغة «من الاعتداء على مؤمنن أثناء ممارستهم لعبادتهم الدينية بيوم عيد لهم »، وعبرا عن مواساتهما لأسر الضحايا وتضامنهما مع المصابن. من ناحيته، أعرب فرانشيسكو بابا الفاتيكان عن تعازيه لمصر، وقال «دعونا نصلِّ من أجل ضحايا الهجوم الذى حصل للأسف اليوم ». وأضاف «أعبر عن تعازيّ العميقة لأخى قداسة البابا تواضروس الثانى وللكنيسة القبطية ولكل الأمة المصرية .»
شهود العيان
روى شهود عيان، بعضا من المشاهد المروعة التى صاحبت التفجير الإرهابى فى كنيسة مارجرجس فى مدينة طنطا مركز محافظة الغربية بمصر.
وقال بيشوي مجدي «شيء بشع. كنا نجمع الناس «أشاء القتلى » من على الأرض بالكوم. ناس مقطعة.. من فقئت عيناه..ومن خرجت أحشاؤه.. ومن تناثر مخه من جمجمته المحطمة.. ومن قطع الانفجار ساقيه. » وأضاف «الكنيسة تحطمت. كل الخشب طار من مكانه وكل الصور أيضا. كل الزجاج تحطم. معروف أن ارتفاع الكنيسة يتراوح بن ثمانية وعشرة طوابق. معروف أن سقف الكنيسة أعلى نقطة في طنطا.. الدم وصل إلى سقف الكنيسة .»
وراح ضحية الهجوم الإرهابي في الكنيسة 30 قتيا على الأقل واًصيب 78 آخرون، وقالت السلطات إن التفجير الذي تبناه داعش نجم عن عبوة زرعت في قاعة الكنيسة.
وقال صليب صبحي شماس كنيسة مارجرجس «كرسي الأسقف دمر نهائيا.. كأن لم يكن. عشرات الشمامسة سقطوا بين قتيل وجريح. صفوف المقاعد الأمامية لحقت بالجالسن عليها إصابات مباشرة .» وأضاف «من حق الناس أن تغضب مما تشعر بأنه تقصير أمني. الشعب ثائر فعلا .»
وقالت فيفيان فريج «النار ملأت الكنيسة. » وتضيف «من الممكن أن يكون شخص بحزام ناسف فعلها .
***
والد الشهيدة أسماء: ابنتى أدت واجبها وكانت تعشق عملها
كتبت: أميرة إسماعيل
تحدث الحاج أحمد الخرادلي «الموظف بمكتب البريد » عن تفاصيل وفاة ابنته، العريفة الشهيدة أسماء، والتى كانت مكلفة بحراسة الكنيسة المرقسية بالأسكندرية فقال: في يوم الحادث، تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد اقاربى بالأسكندرية ليسأل عنها حتي يتأكد إن كانت ضمن ضحايا الحادث أم لا وأجبته بأن أسماء من ضمن المكلفن بحراسة الكنيسة.
ويكمل الحاج أحمد: أسرعت إلى الأسكندرية للاطمئنان علي ابنتي وزميلاتها في العمل وذهبنا لمستشفي الشرطة والعسكري ولم أجدها في أي مستشفي مما نقل إليها المصابون لأجدها أخيرا في المشرحة، وقد تعرفت عليها بنفسي، رغم كل الإصابات الموجودة بها، وللعلم ابنتي كانت تحب عملها جدا وهي من سعت للتقدم إلي المسابقة التي أعلنتها الداخلية عن حاجتها إلي عساكر درجة أولى بنات وكانت ابنتي الفائزة الوحيدة علي مستوي القرية ممن تقدمن للمسابقة وكانت ابنتي تؤمن بالدور الذي تقوم به تجاه وطنها وعملها وللعلم زوجها يعمل في السياحة وقد أصابه الخبر بالصدمه ولكن الله هو المنتقم والقادر علي أخذ حقوق الشهداء جميعا ونحمد الله أولا وأخيرا علي كل شئ.
وابنتي زوجة وأم لطفلتين، إحداهما في سن الرضاعة والأخري تسأل من وقت لآخر... فن ماما؟! وبالتالي فإن الوجع سيظل مستمرا بمعاناة هاتن الطفلتن فلا ذنب لهما سوي أن يد الإرهاب اغتالت أقرب الناس إليهما وهي أمهما.
أما عن رد فعل والدتها، فقد حاولنا إخفاء الخبر عنها، فكل أهل القرية جاءوا لي في الأسكندرية للوقوف بجانبي في هذا الوقت الصعب، وفي النهاية عرفت أمها بالخبر وهي الآن في حالة تعب وإعياء شديدين وتردد دائما الحمد لله على قضاء الله.. أما مني حويك رئيس الوحدة المحلية التابعة لها قرية الشهيدة فقالت: سمعة أسماء الطيبة ستظل في الأذهان.
***
تفاصيل الحادث
كتب: محمد عبدالعال
وفى مستشفى المنيرة العام التقت «حواء » بعض مصابى الإنفجارات حيث كشف مصابين بحروق فى حادث تفجير كنيسة مار جرجس بطنطا.
حيث كشف ديمترى رزق مهندس بوزارة الزراعة بالمعاش والمصاب بثقب فى الأذن وحروق فى الوجه والكفن من الدرجة الثانية عن تفاصيل الحادث الإرهابى قائلا إنه يتردد على الكنيسة للصاة كل يوم تقريبا ولم يكن يتوقع حين ذهب للصاة يوم الأحد الماضى أن يحدث ذلك الانفجار الضخم معربا عن بشاعة الحدث الإجرامى وقسوة منظر الدماء وأشاء الشهداء على الأرض .
وأوضح ديمترى أنه حدث هرج ومرج داخل الكنيسة أثناء الصاة عقب انفجار ضخم جاء من الصفوف الأولى وعند مقاعد الرجال تحديدا ولم يستطع وقتهاالسيطرة على نفسه ولم يشعر بخروجه من الكنيسة إلا بعد استقلاله عربة الإسعاف، مشيرا إلى أن ما حدث يزيد من علاقته بالله ويقربه منه أكثر مشددا على تماسك نسيج الوطن خاصة وأنه كان أحد المشاركين فى حرب أكتوبر ويعلم معنى الحرب وقيمة الدماء مؤكدا أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أراحت قلبه وخاصة بعد إعلانه حالة الطوارى للقضاء على الإرهاب فى البلاد .
ويقول أيوب جرجس وكيل وزارة الزراعة سابقا والمصاب بحروق من الدرجة الثانية: الأمن كان على أبواب الكنيسة من الجهات الأربع منذ الصباح الباكر وكانت هناك بوابات إلاكترونية التى يمر بها المصلون وما أتذكره أن الإنفجار قد وقع فى الساعة ال 10 صباحا بعد اكتظت قاعة الصلاة عن أخرها وبدء القداس .
ويستطرد كان هناك دخان كثيف وأصوات مدوية سمعتها من الصفوف الأولى للقداس وكان الإنفجار قريبا ما تسبب فى استشهاد البعض وإصابة الجرحى بالحروق وكانت الإصابات أقل حدة فى الصفوف الأخيرة ثم نقلت إلى مستشفى المنشاوى بطنطا ومن ثم إلى مستشفى المنيرة بالسيدة زينب.
***
مصابو الغربية
كتب: مصطفى الشرقاوى
تروى هيام رزق شهادتها على وقائع تفجيرات كنيسة مارى جرجس بطنطا صباح الاحد قائلة: الصلوات بدأت من الساعة السادسة صباحا وكنا فى حالة من البهجة والسعادة وبعد مرور 3 ساعات تقريبآ رأينا شخصا فى الصف الأول يقوم برفع يده وكأنة يفعل شيئا غريبا ثم انفجرت الكنيسة وتحولت فى أقل من دقيقة إلى برك من الدماء وأشاء على المقاعد وصرخات وعمليات بحث عن الأقارب والأصدقاء بن الجرحى والقتلى ولا أحد مستوعبا هول ماحدث.
بينما قالت ميرفت عياد إحدى مصابات الحادث الإرهابى: اعتدت التردد على الكنيسة والالتزام بأداء الصلوات جميعها وكعادتى ذهبت إلى هناك فى الساعة السادسة إلاخمس دقائق وكانت الكنيسة فى حالة فرحة لقدوم العيد وأداء الصلوات وكنا جميعا نرتدى ثيابنا الجديدة احتفالا بعيد السعف ثم بدأت الصلوات وأتذكر أننى عندما دخلت الكنيسة لم أر البوابات الإلكترونية مفعلة تماما، ولا أى جهاز إنذار يدل على وجود متفجرات بحوزة أحد وبعد الانفجار حاولت النهوض من مكانى لأبحث عن جيرانى وأصدقائى ومن أعرفهم حتى اطمئن هل هم مصابون أم ارتقوا إلى السماء وكان أغلب المصابين يصرخون ويتألمون فمنهم من كان ينزف من وجهه والبعض الآخر ملقى على بطنه وفوقه إما مصاب أو شهيد وكنت أحاول مساعدة من أجده لايزال على قيد الحياة.
فيما قالت فريدة فهمى حنا أنها تشعر باستياء من الحادث ، نتيجة الاهمال الكبير فى مستشفى الفرنساوى بطنطا على حد قولها وعدم وجود المستلزامات الطبية الكافية واللازمة لإسعاف المصابن كما أنه خال من الاستعدادات الضرورية لمثل هذه الحوادث الكبيرة.
***
البرلمان ينتفض
كتبت: منار السيد
سيطرت حالة من الحزن والغضب على أعضاء مجلس النواب جراء الاعتداءات الإرهابية ما دفع رئيس المجلس إلى دعوة النواب لعقد جلسات عاجلة لوضع تشريعات وضوابط تحمى الدولة من الإرهاب الغاشم. فى البداية يقول إيهاب الخولي، أمين سر اللجنة التشريعية بمجلس النواب: هناك العديد من العوامل التى أفسحت المجال للمتشددين والإرهابين لبث الأفكار المتطرفة فى عقول الأطفال والشباب منها: المناهج التعليمية التى تحتوى على بعض الأفكار المتطرفة التى لا تناسب مقتضيات العصر، وتراجع مستوى الخطاب الديني، وعدم زرع الوطنية فى قلوب أبنائنا منذ الصغر، مضيفا: يستخدم الإرهاب وسائل وطرقا حديثة فى تنفيذ جرائمه الإرهابية، وقد بدا ذلك فى تحول الحوادث الإرهابية من إطاق أعيرة نارية وسيارات مفخخة إلى استخدام انتحاريين فى تنفيذ الهجمات الإرهابية ما يحتاج إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحماية الدولة.
ويشير الخولى إلى أن المجلس أصدر العديد من التشريعات التى تدعم
الدولة فى محاربتها ضد الإرهاب الغاشم مثل قانون 8لعام 2015 ، وقانون الإجراءات القانونية الذى طرحه البرلمان فى شهر نوفمبر الماضى وأضاف إليه بعض التعديلات وأرسلها إلى الحكومة التى طلبت مهلة لإعداد مؤتمر عدالة للنظر فيه وحتى الآن لم يصل القانون للبرلمان للتصويت عليه، لافتا إلى أن النائب صلاح حسب الله تقدم بتعديلات لقانون الإجراءات الجنائية لمواجهة ثغرات القانون التى يستخدمها دفاع المتهمين فى القضايا الإرهابية لإطالة مدة المحاكمة، مؤكدا أنه تمت الموافقة على هذه التعديلات من قبل اللجنة التشريعية والدستورية والجلسة العامة بالمجلس.
وعن أهم هذه التعديات أوضح أن القانون يعطى للمحكمة حق رفض الشهود فى القضية الجنائية مع ذكر الأسباب فى حيثيات الحكم، كما يمنح النيابة العامة أو سلطة التحقيق المختصة باستمرار التحفظ على المتهمن المقبوض عليهم لمدة 14 يوما يمكن تجديدها مرة واحدة فقط بدلا من 7 أيام ، مشيرا إلى أن البرلمان أعطى فرصة للحكومة مدتها 15 يوماً لإرسال مشروع قانون الإجراءات الجنائية، وإذا لم يتم إرساله فى المدة المحددة سيتم العمل بمشروع القانون الذى أقره المجلس.
قانون التظاهر
ويتابع: وافق البرلمان على التعديلات الخاصة ببعض أحكام القانون رقم 107 لعام 2017 الخاصة بأحقية تنظيم الاجتماعات والمظاهرات السلمية وهذه التعديات تعطى الحق لذوى الشأن التظلم من القرار الصادر عن القاضى بناء على القواعد المعمول بها فى قانون المرافعات المدنية والتجارية، كما أن اللجنة قد خلصت إلى أن السلطة تكمن وحدها بيد القضاء، بينما يقتصر الدور الخاص بالسلطة التنفيذية على الإخطار، مؤكدا أن الموافقة على هذه التعديات تحافظ على الأمن والأمان فى ظل الظروف التى تمر بها بالبلاد مع عدم الإخلال بحرية الرأى والتعبير.
الطوارئ
من جانبه ثمن النائب علاء عبدالنبي، عضو اللجنة التشريعية قرار الرئيس بإعلان قانون الطوارئ لما له من دور فاعل فى إعادة الاستقرار وقطع دابر الإرهاب، مشيرا إلى أنه قانون استثنائى لإعادة الأمن لمصر والتصدى لمحاولات الإرهاب فى زعزة أمن واستقرار مصر، موضحا أنه ينص على أنه يحق لرئيس الجمهورية إعلان حالة الطوارئ بعد أخذ رأى مجلس الوزراء على النحو الذى ينظمه القانون، ويجب عرض هذا الإعان على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية ليقرر ما يراه بشأنه، ويشمل قانون الطوارئ خطوات اتخاذ الأجهزة الأمنية بعض التدابير الأمنية اللازمة لمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف وضمان تحقيق الاستقرار فى البلاد والحفاظ على المجتمع، وأبرزها مراقبة الرسائل ورصد المكاتبات والمكالمات بين العناصر الإرهابية، فضلاً عن مراقبة الصحف والنشرات.
الإرهاب الفكري
أما النائبة مارجريت عازر، عضوة لجنة حقوق الإنسان فدعت إلى القضاء على جذور الإرهاب وعدم الاكتفاء بالقضاء على بؤره، موضحة أنه يمكن تحقيق ذلك من خال تنقيح مناهج التعليم من الأفكار المتشددة والمتعصبة، بالإضافة إلى بعض المدارس الإخوانية التى ما زالت ترفع شعار الجماعة الإرهابية وتبث روح الكراهية والتعصب فى الأطفال، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الجمعيات الشرعية التى يصب عائد ربحها لتمويل هذه الجماعات الإرهابية، داعية لوضع تشريعات وقوانن لمراقبة أموال هذه الجمعيات للتصدى لمنابع الإرهاب ومحاربة كافة طرق التمويل والدعم الذى تحظى به الجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها، وتكاتف المصرين جميعا وراء القيادة السياسية لسحق الإرهاب خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن دعم الشعب للجيش والشرطة سيساعد على سرعة عودة الانضباط للشارع المصرى والقضاء على الإرهاب.
الخطاب الدينى
بعد أن أكد رئيس مجلس النواب عقب الحادث الأليم أن البرلمان سيتولى أمر الخطاب الدينى دون انتظار الحكومة بدأت مساعى اللجنة الدينية لتنفيذ ذلك حيث صرحت النائبة أمانى عزيز، عضوة اللجنة الدينية أن اللجنة فى تواصل مع الجهات المعنية لوضع إستراتيجية كاملة للخطاب الدينى بداية من مراحل التعليم الأولية وعدم التفرقة والتمييز بين الطالب المسلم والمسيحى فى حصة الدين وإخراج المسيحى ليتلقى حصته خارج الفصل، بل يمكن تجهيز حجرة بالمدارس مخصصة لحصة التربية الدينية وتدريسها بشكل جدى على أيدى متخصصن ووضعها من المواد الأساسية، وهذا الأمر الذى ستركز عليه اللجنة وهو الخطاب الدينى فى المراحل التعليمية، بالإضافة إلى أن اللجنة فى صدد وضع إستراتيجية متكاملة لتحديد ضوابط الخطاب الدينى لمجابهة الإرهاب.