الجمعة 31 مايو 2024

مصر والكونغو.. علاقات قوية وروابط تاريخية مصدرها «النيل»

22-4-2017 | 12:23

يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الرئيس جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بقصر الاتحادية.. لبحث الملفات المشتركة بين البلدين، وتدعيم الروابط والصلات التاريخية بينهما، ومناقشة سبل تدعيم العلاقات الثنائية في كافة المجلات.

وتتميز العلاقات المصرية الكونغولية  بقوتها ومتانتها عبر التاريخ، نظرًا لكون الكونغو إحدى دول حوض النيل، وشهدت العلاقات بين البلدين فى العقدين الأخيرين تطورا إيجابيا وتنام ملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا.

ومن المعروف أن هناك تطابقًا كبيرًا في وجهات النظر بين القاهرة وكنشاسا، بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مياه النيل، حيث يؤكد البلدان دائمًا على ضرورة وأهمية استمرار التفاوض بين كافة دول الحوض للوصول إلي التوافق الأمثل للمضي قدماً في المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق كافة مصالح دول الحوض.

وتعود بداية تقوية العلاقات بين البلدين، إلى المباحثات الثنائية التي عقدها الرئيس السابق، مع الرئيس الكونغولي كابيلا ،مايو 2010، حيث تناولت وقتها مجالات التعاون القائم حالياً في إطار العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو، وكان على رأس الموضوعات المطروحة للنقاش التعاون في إطار اتفاقية تجمع الكوميسا، والتعاون في المجالات العسكرية، والتنموية، والتطورات الراهنة فى الكونجو الديموقراطية.

علاقات اقتصادية قوية

وتتميز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بقوتها ومتانتها، ففي ديسمبر 2010 عقد رئيس الوزراء مباحثات ثنائية مع ريمون ميلونجا‏،‏ وزير التعاون الدولي والإقليمي بالكونجو الديمقراطية‏،‏ بحضور وزيرة التعاون الدولي ، تناولت عدة محاور‏،‏ منها زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والكونجو الديمقراطية‏ ، وفتح المجال أمام رجال الأعمال المصريين للقدوم إلي الكونجو للاستثمارات في قطاعات متعددة‏.‏

كما بحث وزير الخارجية مع ميلونجا‏ وزير التعاون الدولي والإقليمي بالكونغو الديمقراطية سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ، والمشروعات التي تقوم بها الجهات المصرية في مجالات الصحة والطاقة والزراعة والحد من الكوارث سواء من خلال التدريب أو إيفاد الخبراء المصريين لرفع قدرات الأجهزة والمؤسسات الكونغولية في تلك المجالات.

مشاركة قوات حفظ السلام المصرية في الكونغو

وفى عام 2009 شاركت قوات مصرية لحفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة "مونوك" لمراقبة الأوضاع التي حدثت نتيجة للاضطرابات التي تعرضت لها منطقة شرق الكونجو، وذلك فى إطار الحرص على دعم مصر للاستقرار والتنمية فى الكونجو .

العلاقات الاقتصادية

ترتبط مصر والكونغو بعلاقات اقتصادية قوية، ففي 30 مايو 2015 اتفقت وزير البيئة والتنمية المستدامة الكونغولي بيانفيني ليوتا المسؤول عن المياه على تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتفعيل المنحة المصرية البالغة 10.5 مليون دولار المؤجلة منذ عام 2012، وان تقوم القاهرة ضمن هذه المنحة بالإسهام في وضع الخطة القومية لإدارة مواردها المائية بعموم دولة الكونغو.

مجالات المياه

يعتبر التعاون في مجال المياه من أهم المجالات التي تربط بين مصر والكونغو كونهما إحدى دول حوض النيل، حيث أعلن الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري السابق، في 2015 انه تم الاتفاق علي قيام مصر بحفر 30 بئرا جوفيا مزودة بشبكات توزيع تعمل بطلمبات لتوفير مياه الشرب في المناطق القاحلة لخدمة السكان والثروة الحيوانية وإسنادها إلى 4 شركات حفر لضمان سرعة التنفيذ واعدا رئيس الجمهورية الكونغولي بافتتاح عدد منها خلال الشهرين القادمين وإنشاء مركز تنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية لتوفير نظام خاص للتنبؤ بالهيدرولوجيا والأرصاد الجوية لمنطقة جمهورية الكونغو الديمقراطية .

وأوضح مغازي وقتها أنه تم الاتفاق علي تنفيذ مشروع إعداد دراسة جدوى لإنشاء بنية تحتية كهرومائية، على أن يتم تفعيل هذا المشروع الهام خلال زيارة بعثة استكشافية مصرية أول يوليو2015 تضم خبراء المعاهد البحثية المتخصصة وخبراء وزارة الكهرباء والطاقة المصرية إلى نهر السميليكي لاختيار الموقع المناسب للمشروع وتحديد فرص توليد الطاقة الكهرومائية فى هذه المنطقة.

كما تم الاتفاق علي إقامة مزرعة مصرية نموذجية علي مساحة 100 فدان قريبة من العاصمة كنشاسا لنقل الخبرات الزراعية المصرية للكوادر الكونغولية والاتفاق علي استقبال القاهرة لـ 12 من الكوادر الفنية الكونغولية للتدريب بالفرنسية علي التطبيقات التكنولوجية المتطورة في مجال المياه.

العلاقات الثقافية

وترتبط مصر مع الكونغو بعلاقات ثقافية قوية، حيث تقوم مصر عبر سفارتها فى كنشاسا بتنظيم دورات في اللغة العربية للدبلوماسيين الكونغوليين وذلك في إطار جهود تعزيز التعاون الفني والثقافي مع الجانب الكونغولي في مختلف المجالات، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية الكونغولية، وقد لاقت هذه الدورات إقبالا كبيرا من الدبلوماسيين الكونغوليين، حيث كان قد تحدد العدد المبدئي بـ 15 دارسا، ثم وصل العدد حاليا إلي 50 دارسا تقريبًا.