كشفت دراسة جديدة شملت ما يقرب من نصف مليون شخص، أن مؤشر كتلة الجسم عامل خطر أقوى بكثير من الجينات، للإصابة بمرض السكري من النوع 2.
وقال خبير وراء الدراسة، إن معظم حالات المرض يمكن إما منعها أو عكسها إذا ظل مؤشر كتلة الجسم لدى شخص ما أقل من نقطة التوقف الشخصية، التي يتم عندها تحفيز مستويات السكر في الدم غير الطبيعية.
وأوضح بريان فيرينس، الأستاذ بجامعة كامبريدج، أن كل شخص لديه عتبة مختلفة تجعله معرضا لخطر الإصابة بمرض السكري، موضحا سبب إصابة بعض الأشخاص ذوي الوزن الصحي بهذه الحالة، دون معاناة البعض الآخر، الذين يشهدون زيادة واضحة في الوزن.
وأضاف إن نتائج الدراسة يمكن أن يكون لها "آثار مهمة" على نهج الفحص والوقاية والعلاج وحتى عكس الحالة.
وشهدت الدراسة، التي شملت 445765 مشاركا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تقسيم الأشخاص إلى 5 مجموعات وفقا للمخاطر الجينية لمرض السكري، وخمس مجموعات وفقا لمؤشر كتلة الجسم.
وبلغ متوسط عمر المشاركين، الذين كان أكثر من نصفهم من النساء، 57 عاما وتمت متابعتهم حتى بلغ متوسط أعمارهم 65 عاما.
وخلال تلك الفترة، أصيب 31298 منهم بمرض السكري من النوع الثاني.
وقال الباحثون إن أولئك في مجموعة مؤشر كتلة الجسم الأعلى، لديهم خطر الإصابة بمرض السكري بمقدار 11 ضعفا مقارنة بأدنى مجموعة من مؤشر كتلة الجسم، واحتمال أكبر للإصابة بمرض السكري من جميع مجموعات مؤشر كتلة الجسم الأخرى، بغض النظر عن المخاطر الجينية.
واكتشف المحققون أيضا أن طول الفترة الزمنية التي يرتفع فيها مؤشر كتلة الجسم للشخص، لا يؤثر على خطر الإصابة بمرض السكري.
وقال البروفيسور فيرينس: "هذا يشير إلى أنه عندما يتجاوز الناس عتبة معينة لمؤشر كتلة الجسم، فإن فرص إصابتهم بالسكري ترتفع وتظل عند المستوى نفسه عالي الخطورة، بغض النظر عن طول فترة زيادة الوزن".
وفي شرح إضافي لأهمية الدراسة، أضاف: "يمكنك منع معظم حالات السكري عن طريق الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم أقل من عتبة الشخص. ولكنها (الدراسة) تشير أيضا إلى شيء لم نركز عليه في الماضي، وهو أنه يمكننا أيضا على الأرجح عكس معظم حالات مرض السكري إذا خفضنا مؤشر كتلة الجسم بشكل كبير إلى ما دون عتبة مؤشر كتلة الجسم نسبيا بعد وقت قصير من الإصابة بمرض السكري. وأعتقد أن مؤشر كتلة الجسم له عتبة وليس تأثيرا تراكميا على خطر الإصابة بمرض السكري، وله بالفعل آثار كبيرة محتملة على كيفية تفكيرنا في تغيير الفحص والوقاية والعلاج وعكس مرض السكري".
وقال إن العمل مستمر حتى يسمح للباحثين بتقدير عتبة شخص ما، وأنه يأمل في تحقيق اختراق في ذلك بحلول نهاية هذا العام أو أوائل العام المقبل.
وقالت مؤسسة القلب البريطانية إن النتائج، التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، تسلط الضوء على الحاجة إلى قياس مؤشر كتلة الجسم بانتظام وتتبع مستويات السكر في الدم للأشخاص المعرضين لخطر كبير.
وقال البروفيسور جيريمي بيرسون، المدير الطبي المساعد للمنظمة: "هذه الدراسة المهمة لنحو نصف مليون شخص تظهر أن مؤشر كتلة الجسم هو عامل خطر أكثر أهمية لمرض السكري من النوع 2 مما كنا ندركه سابقا.
وعندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم عتبة الشخص، تزداد مستويات السكر في الدم، ما يؤدي إلى ظهور مرض السكري من النوع 2، والذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية. إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن إجراء تغييرات صغيرة وطويلة المدى في نمط حياتك مثل تقليل أحجام الوجبات وزيادة النشاط البدني، يمكن أن يساعد في خفض مؤشر كتلة الجسم، وهو أمر جيد للقلب والأوعية الدموية".