اكتشف علماء الأحافير جحورا في ياقوتيا حفرتها كائنات مجهولة في قاع المحيط قبل 540 مليون سنة. وقد تكون هذه أقدم دليل على وجود كائنات حية مدفونة في الرواسب البحرية.
وتفيد مجلة Precambrian Research ، بأن الباحثين اكتشفوا هذه الجحور في منطقة نهر أولينيك بياقوتيا وتعود إلى بداية العصر الكمبري، الذي أصبح نقطة تحول في تاريخ المحيط الحيوي، حيث ظهرت حينها كائنات حية ذات هيكل عظمي صلب.
ويقول فاسيلي ماروسين من معهد جيولوجيا النفط والغاز والجيوفيزياء التابع لفرع أكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا، "كانت النظم الإيكولوجية البحرية في بداية العصر الكمبري، قريبة من حيث التركيب، إلى النظم الحالية، أكثر من التي كانت قبله".
وكما هو معروف، قبل 530 مليون سنة، عاشت كائنات مختلفة كانت تحفر قاع المحيط. ومثل هذه الكائنات موجودة حاليا وتساهم بنشاط في خلط مواد رواسب القاع مع مياه المحيط.
ويضيف ماروسين، ولكن الجحور التي اكتشفت اقدم من هذه وتعود إلى 540 مليون سنة، أي بداية العصر الكمبري. ويقول "بصورة عامة هذه إحدى أقدم الدلائل إن لم تكن الأقدم على وجود هذه الكائنات الحية في ظروف خالية من الأكسجين". وهذا يشير إلى أن هذه الكائنات تكيفت مع حبس أنفاسها لفترة طويلة. وقد تكون المنافسة في الحصول على المواد الغذائية سبب هذا التكيف، ما يعني وجود نظم إيكولوجية معقدة في قاع المحيط في بداية الكمبري.
ويقول ماروسين، "جدران هذه الجحور من البيريت، الذي يختلف تركيبه عن تركيب الرواسب. ما سمح، بإعادة بناء نظام الممرات من الداخل باستخدام طريقة التصوير المقطعي بالأشعة السينية".
وأضاف موضحا، البيريت تكون نتيجة نشاط بكتيريا عاشت في هذه الجحور بعد حفرها. ويعتبر هذا "الأثر الكيميائي" نجاحا كبيرا للعلماء، لأنه ساعدهم على بناء شبكة ثلاثية الأبعاد لهذه الممرات، دون إلحاق الضرر بها. وهذا ما أكد على أنها فعلا جحور قديمة.