ابتكر العلماء طريقة للتخلص من غبار القمر الضارة، التي تلتصق بقوة ويمكن أن تلحق الضرر بالأجهزة والمعدات، وقد تسبب الحساسية لرواد الفضاء على القمر.
وتفيد مجلة Acta Astronautica، بأن إزالة غبار القمر والتخلص منها وفق هذه الطريقة، هي باستخدام دوش من الإلكترونات في كل مكان.
ويذكر أن غبار القمر كانت مشكلة حقيقية واجهت طواقم بعثات أبولو، لأنها كانت ترتفع خلال سيرهم على شكل غيوم من سطح القمر، وهي ناعمة جدا وكان من الصعب إزالتها من بدلاتهم ومن المعدات التي يستخدمونها.
ويقول سيو وانغ، من جامعة كولورادو في بولدر، "هذا امر مزعح فعلا. لأن غبار القمر تلتصق على جميع الأسطح والمواد-البدلات الفضائية، المعدات، البطاريات الشمسية والخوذ، ويمكن أن تتلف المعدات".
وأكثر من هذا، تسببت غبار القمر بإصابة رائد الفضاء هاريسون شميت بالحساسية عند وجوده على سطح القمر عام 1972 .
ولكن من أين هذه الغبار على سطح القمر وما سبب خصائصها المزعجة؟
تتكون الغبار على سطح القمر نتيجة تساقط النيازك الصغيرة وتقلبات درجات الحرارة (درجة الحرارة نهارا أعلى بـ 300 درجة مئوية من الليل). وهذا الغبار ناعم قطره أقل من 25 ميكرومترا، وغير منتظمة الشكل، تشبه شظايا الزجاج، وسبب التصاقها بالأشياء هو أن ذراتها تحمل شحنة كهربائية مصدرها أشعة الشمس والأشعة الكونية.
والآن للتخلص من هذه الغبار يقترح الخبراء استخدام تيار الكترونات لمعالجة أسطح الأشياء لمنع التصاقها بها، لأن ذرات الغبار في هذه الحالة ستحصل على شحنة سالبة، وبما أن الشحنات المماثلة تتنافر لذلك لن تلتصق بالأسطح، وتبدو العملية في الظاهر وكأن تيار الالكترونات يغسل الغبار.
وقد اختبرت هذه الطريقة في حجر مفرغة من الهواء بمختبرات ناسا، واتضح للخبراء أن دوش الإلكترونات ينظف الأسطح بما فيها الزجاجية وبدلات رواد الفضاء، حيث خلال 1-2 دقيقة يزيل 75-85% من الغبار.
ويعمل الباحثون حاليا على رفع فعالية هذه الطريقة، لأنها قد تصبح جزءا لا يتجزء من حياة رواد الفضاء على القمر مستقبلا.