أقيمت اليوم السب، في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الثامنة والأربعين، ندوة أدبية بعنوان "شخصيات لها تاريخ.. فاروق شوشة"، بحضور الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والناقد الدكتور محمود فهمي حجازي، وأدارها الناقد الدكتور أحمد درويش.
وقال الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، إن فاروق شوشة استطاع خلال حياته كلها أن يقدم النموذج الأمثل للشاعر الذي لم يتوقف عن العطاء منذ أن كتب ديوانه الأول "إلى مسافرة"، إلى آخر دواوينه الذي صدر هذا الأسبوع "نخلة الماء".
وأكد أبو سنة: "وقع شوشة عقد ديوانه قبل رحيله بيومين، وكأنه يريد تقديم رسالة مفادها أنه يضع الشعر فوق كل شيء، وكان الشعر هو سعادته القصوى، حيث يجعله في مقدمة إنجازاته.. وكنت أريد تهنئته بصدور الديوان، لكن للقدر كلمته".
وانتقل أبو سنة، للحديث عن إنجازات الشاعر فاروق شوشة في الإعلام، قائلاً:ل"م يتوقف عن المساهمة في الإعلام، خاصة برنامج لغتنا الجميلة، حيث استطاع أن يقدم عطاء مستمرًا، وكذلك للمناصب التي احتلها كرئيس للإذاعة المصرية، أو أمينًا لمجمع اللغة العربية، أو عضوًا في مجلس بيت الشعر، أو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، أو لجنة النصوص الغنائية".
وأشار إلى أنه كان أكثر الناس حظًا بالاقتراب من الراحل، قائلاً: "كنت أنظر إليه نظرة خاصة، فلم أنظر إليه كصديق، فهو أكبر من ذلك، بل كنت أشعر أنه من أقرب الناس إلى قلبي، بل يكاد يكون أخي الذي لم تلده أمي، فكان دائمًا يقدم عطاياه النادرة إلى مجتمعه، والشعب العربي كله لأنه بشهرته وإنجازه تجاوز حدود مصر إلى العالم العربي.. وإبداعه خالد عبر العصور".
وأوضح أبوسنة، أن شوشة كان شاعرًا فذًّا منذ ديوانه الأول، أعطاه الله الموهبة اللغوية، ومعرفة واسعة بالثقافة العلمية واللغوية، كما أعطاه الله ذكاء خارقًا قادر في كل لحظة على أن يحسم الموقف بذكاء شديد، وبحكمة نادرة.
بدوره، تحدث الناقد الدكتور محمود فهمي، عن تعاونه مع الشاعر الراحل، فقال: "امتد التعاون مع شوشة لأكثر من ٣٠ عامًا، فكان من أنجح الإعلاميين في ربطه بين الأداء اللغوي والإعلام، حيث أكد من خلال كل أعماله أن العربية لغة حية، وليست مجرد لغة تراثية، فكان تعامله مع اللغة العربية مثلما يتعامل المثقف الأوربي مع لغته، يرى أنها لا تستعص على جمهور الناس".
وأشار إلى مساهماته في مجمع اللغة العربية، قائلاً: "دخلنا المجمع عضوين في وقت واحد، واستمر التعاون بيننا سنوات طويلة، ولاحظت التحول الكبير في مؤتمر المجمع بعد أن أصبح شوشة أمينًا عامًا له، حيث أصبح يركز على مجالات محددة مثل التعليم، واللغة العربية في الإعلام، والحياة العامة".