كتب- علي عقيلي
القطة لا تأكل صغارها وإن جاعت، والكلبة لا تجني على جرائها مهما حدث، هذه هي فطرة الحيوانات التي خلقها الله – تعالى – عليها، فما بالنا بفطرة الرحمة التي غرسها الله سبحانه وتعالى في الآباء والأمهات من بني البشر؛ فإذا بنا نصعق في الأيام القليلة الماضية على عدد ليس قليل من الجرائم البشعة التي ارتكبها الآباء والأمهات في حق أبنائهم وصلت إلى القتل العمد، في مشاهد مأساوية يندى لها الجبين، وينفطر لها القلب حزنًا على فلذات الأكباد الذين افتقدوا لأبسط معاني الرحمة في جنان من كانوا سببًا مباشرًا في وجودهم على هذه البسيطة.
أم تعذب طفلها حتى لا يعكر صفوها مع الزوج
"عرب العبابدة" في مدينة الخانكة بالقليوبية شهدت واقعة اهتزت لها المحافظة بكاملها؛ عندما تجردت أم من كل مشاعر الأمومة، وشاركت زوجها الاعتداء على طفلها "محمود" ابن الخمس سنوات، بالضرب المبرح، وخلع الأظافر، والحرق في أماكن حساسة بجسده، وصلت إلى حرق "عضوه الذكري"؛ بسبب تعكيره لصفو العلاقة الحميمة للأم مع زوجها. وأقر الزوج بارتكابه وقائع تعذيب ضد الطفل "محمود"؛ في محضر الشرطة؛ لأنه كان كثير الحركة والشغب داخل المنزل؛ ما يعكر صفو العلاقة الحميمة مع أم الطفل؛ وهو ما دفعه لتعذيب الطفل انتقامًا منه على فشله في الاستمتاع الجنسي مع والدة الطفل.
أب يقتل ابن بسبب بكائه المستمر
شهدت منشأة ناصر واقعة يقف أمامه العقل حائرًا أمام بشاعتها؛ فهذا أب يعتدي على ابنه الرضيع البالغ من العمر ثلاثة أشهر بالضرب المبرح جرّاء بكائه المستمر؛ ثم بعد ذلك يعلقه في مروحة مغلقة بسقف الحجرة؛ حتى يفارق الحياة أمام عينيه.
أب يذبح ابنته قربانًا للجن
فجعت مدينة الصف، بمحافظة الجيزة، بجريمة بشعة تتنافى مع أبسط معاني الإنسانية؛ حيث أقدم أب على التضحية بابنته من أجل الحصول على المال؛ حيث اتهمت والدة الطفلة "منى" البالغة من العمر أربعة عشر عامًا والدها بقتل طفلته؛ لتقديمها قربانَا للجن؛ موضحة أن أحد الدجالين طلب من والد المجني عليها تقديم فتاة عذراء للجن؛ لفتح مقبرة فرعونية، والحصول على الأموال الطائلة؛ جرّاء بيع ما فيها من قطع أثرية ثمينة.
أب يحرق صغيرته بالمكواة إرضاءً لزوجته
وفي المرج تخلى أب عن كل نوازع الرحمة؛ وقام بتعذيب طفلته "أية" البالغة من العمر عشر سنوات؛ إرضاءً لزوجته؛ حيث يقوم بتسخين المكواة، وحرقها في أماكن حساسة في جسدها؛ وكذلك يقوم بربطها وحرمانها من الطعام والشراب.
من جانبه قال الدكتور محمد هاشم بحري أستاذ الطب النفسي، مسئول أحد لجان الطب الشرعي؛ قتل الآباء لأبنائهم حالات فردية؛ لكنها ملفتة للنظر؛ لأنها كارثية؛ فطبقًا للأبحاث التي أجريت أثر ما يسعد الأب هو نجاح الابن، وأكثر ما يتعس الأب هو فشل الابن.
وأرجع بحري سبب القتل في الأسرة الواحدة، إلى الأمراض العقلية مثل؛ الاكتئاب العقلي، والانفصام العقلي، حيث يتوقف تفكير الإنسان نهائيًا، ويعتقد أنه سبب مشاكل العالم؛ وهنا يفكر في قطع نسله بقتل فيقتل أولاده.
متابعًا كذلك المخدرات تؤدى إلى توقف عقل من يتناولها نهائيًا، وفي حالة حدوث أي خلاف ينتهي الأمر إلى القتل، وأيضًا يقع زنا المحارم في الأسرة الواحدة؛ بسبب توقف العقل.
وأوضح بحري، أن الأب الذي شنق ابنه في المروحة؛ يعاني مرضًا عقليًّا، لافتًا إلى أن هناك فارقًا بين المريض والمجرم. واستبعد بحري، وقوع مثل هذه الجرائم في الأسرة الواحدة؛ بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها غالبية المجتمع المصري.
وأشارت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى الآثار السلبية الزيادة السكانية والزحام على الحالة النفسية والصحية؛ التي تخلق جوًّا من التوتر وضيق الأفق لدى المواطنين.
وأضافت أن انتشار المخدرات وتراجع القيم والأخلاق، ومفاهيم العلاقات الإنسانية والأسرية، وأصول التربية أدى بالمجتمع إلى ظهور مثل هذه الحالات الكارثية.