الإثنين 13 مايو 2024

في ذكرى ميلاد صالح سليم.. كيف أخرج "أسير الظلام" إلى النور؟

كنوزنا11-9-2020 | 22:03

يصعب على أي مخرج سينمائي أن يفشل فيلم له ولا يحقق أرباحا أو أي إقبال جماهيري ولا حتى تكاليف إنتاجه، خصوصا إن كانت القصة بديعة، وهذا ما حدث بالفعل لمخرج الروائع السينمائية عز الدين ذو الفقار الذي أمتنعنا بروائع الأفلام الرومانسية والبوليسية ومنها إني راحلة وبين الأطلال والرجل الثاني ، فالفيلم الذي لم يلق نجاحا في أعمال ذو الفقار كان فيلم "أسير الظلام"، والذي أعاده عز الدين للحياة باسم "الشموع السوداء" بطولة الفنان ومايسترو الكرة الشهير صالح سليم الذي تحل اليوم الذكرى التسعون على ميلاده.

 

لم يكن عز الدين ذو الفقار يعلم أن الفنانة الشابة نجاة الصغيرة تسكن في الطابق الأعلى معه في عمارة الزمالك الشهيرة، وذات يوم سمعها تغني في مطبخها وأتاه صوتها عبر المنور، فما كان منه إلا أن سأل زوجته الفنانة كوثر شفيق عن صاحبة الصوت بعد أن أعجبه فأخبرته أنه لنجاة الصغيرة.

 

اصطحب ذو الفقار زوجته وصعدا إلى شقة نجاة ليبدأ التعارف بعد أن ألهمه صوتها أن يعيد إخراج فيلمه "أسير الظلام" مرة أخرى، ومن المفارقات أن الكهرباء انقطعت لتغني نجاة لهما على ضوء الشموع التي أسرعت كوثر بإحضارها من شقتها، ومع صوت نجاة وضوء الشموع ولد اسم فيلم "الشموع السوداء" في تلك الليلة ليكون النسخة الجديدة من "أسير الظلام".

 

اختار عز الدين نجاة لتكون بطلة الفيلم، ولم تكن نجاة نجمة سينمائية بقدر براعتها في الغناء، لكنه وجد هيئتها وصوتها مناسبان لدور البطلة ، وبقي فقط اختيار النجم الذي سيقف أمامها .. وهنا وقع اختيار ذو الفقار على نجم الكرة صالح سليم، وبدأ النقاد والأصدقاء في تحذير ذو الفقار من تلك المخاطرة الكبرى التي يقترب منها باختياره لاعب كرة، نعم هو شهير وبارع في مجال الرياضة لكن لم يكن له غير تجربة واحدة في السينما عندما شارك بدور صغير في فيلم "السبع بنات" مع سعاد حسني وأحمد رمزي.

 

وعرف عن عز الدين ذو الفقار رؤيته الثاقبة، لذا فقد أصر على أن يقوم صالح سليم ببطولة الفيلم، رغم التحذيرات بالفشل الذريع بسبب اختياره بطلا رياضيا غير مؤهل لحمل بطولة كاملة، لكنه راهن على موهبة صالح سليم، فقد رأى هدوءه واتزانه ونبرات صوته القوي وأسلوبه البديع في الإلقاء والأداء، وخلال جلسات تدريب طويلة من ذو الفقار أصبح صالح سليم مؤهلا للقيام ببطولة الفيلم.

 

وعرض فيلم "الشموع السوداء" في 13 مايو 1962، ولاقى نجاحا منقطع النظير، وأصبح الفيلم من علامات الرومانسية في السينما المصرية، وتمكن صالح سليم من إعادة "أسير الظلام" إلى النور مرة أخرى ليظل في بؤرة الضوء حتى الآن، وإن قمنا بمقارنة "الشموع السوداء" بفيلمين آخرين شارك فيهما صالح سليم بالتمثيل، فنجده مبدعا ومتميزا في قسماته وتعبيراته الحانية أو القاسية في الشموع السوداء.

 

حقق صالح سليم في ملعبي الرياضة والسينما نجاحا ساحقا، وكانت السينما مرآة أظهرت جوانب كثيرة من طباعه الرائعة وشخصيته الجذابة، وإن كان الكثير من لاعبي كرة القدم قد شاركوا في أعمال سينمائية، لكنهم جميعا لم يحققوا النجاح الذي حققه صالح سليم ، ليظل الرجل متفردا في كرة القدم والسينما.



    Dr.Radwa
    Egypt Air