الأحد 23 يونيو 2024

المسلسل بعيد عن السياسة قريب من المعالجة الاجتماعية والإنسانية .. تامر حبيب : «لا تطفيء الشمس» يحمل أكثر من مدلول

23-4-2017 | 11:27

حوار : موسى صبرى

اعتمد المؤلف والسيناريست تامر حبيب على إبراز جوانب اجتماعية وإنسانية مختلفة تماماً عن تلك التى نوقشت فى فيلم «لا تطفئ الشمس» عن قصة الكاتب الصحفي الراحل إحسان عبدالقدوس بطولة شكرى سرحان ونادية لطفى وفاتن حمامة وأحمد رمزى، حبيب ركز على الرواية الأصلية مع الاحتفاظ بالشخصيات؛ ليقدم نصاً درامياً مغايراً ليظهر في عمل درامي في رمضان القادم.

حاولت «الكواكب» التعرف على أوجه الاختلاف بين الفيلم والمسلسل وكيفية استعراض الخطوط الدرامية فى الأحداث بين الشخصيات.. كل هذا فى ثنايا هذا الحوار.

لماذا وقع الاختيار على رواية من أعمال الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس لتقديمها فى عمل درامى؟

أنا عاشق ومحب لكتابات هذا الكاتب العملاق الكبير، فقد بدأت قراءة كتاباته ورواياته عند سن الثالثة عشرة من عمرى وظللت متيماً بكتاباته وأعكف على قراءتها بتمعن - فجذبنى أسلوب الحكى والتفاصيل التى كان يتحلى بها فى أعماله، وتذوقت أسلوبه الأدبى الذى تمنيت أن أنهل منه وأسير على نفس نهجه وذوقه الرفيع، خاصة موضوعاته التى تتعرض لطبيعة الرجل والمرأة والعلاقة بينهما فتولد عندى هاجس داخلى أن أقدم أدبه فى مشاريع فنية، وسبق أن قدمت فى السنة الرابعة أثناء دراستى بمعهد الفنون المسرحية مشروع تخرج عن رواية «النظارة السوداء» التى كتبها، ولم يكن بشكل احترافي، كما يبدو فى هذا العمل الذى أخوض به الماراثون الرمضانى هذا العام وهناك تجربة على نفس النسق ولكن تم تأجيلها نتيجة بعض العراقيل، التى لم نستطع التغلب عليها وتتمثل فى عامل الوقت الذى لم يسعفنا لإنجاز الرواية، أما رواية «لا تطفئ الشمس» فكانت جاهزة لذلك لم نخاطر بهذا المشروع- وفضلنا تقديم هذا المسلسل.

وهل هناك دوافع لاختيار هذا النص تحديداً ضمن روايات هذا الكاتب الكبير؟!

هذه الرواية جذبتنى منذ الوهلة الأولى لعرضها وتناولها درامياً، بسبب طبيعتها، خاصة أن هناك خطوطاً درامية وموضوعات متشابكة حول الإطار الذى يحيط بالرواية لم تحكَ من قبل فى مشروع فنى، لذلك سأحاول إبرازها فى مسلسل «لا تطفئ الشمس» هذا العام كما أنني شعرت بأن هذا النص من أنسب الروايات التى يمكن أن تتبلور فى مشروع درامى طويل خاصة أنها تعتمد على البطولة الجماعية فى المقام الأول، فبها ست شخصيات رئيسية متساوية الأهمية بالنسة للعمل، حيث نركز على المشاعر الإنسانية والعاطفية لهذه الشخصيات من منظور اجتماعى بحت، وعلاقة الأم بأولادها.

وما أوجه التشابه والاختلاف بين النص الدرامى الذى كتبته وبين فيلم «لا تطفئ الشمس»؟

التشابه يكمن فى أن الفيلم والمسلسل ينهلان من منبع واحد وهو الرواية الأصلية والشخصيات والخطوط الدرامية أماالاختلاف فيتمثل فى أن الموضوع الذى نناقشه فى المسلسل مختلف كلية عن الموضوع الذى نوقش فى الفيلم من حيث الأحداث الدرامية وتطورات الشخصيات والتفاصيل مع كل شخصية فالمجتمع الذى أكتب عنه هو مجتمع 2017 لن يكون بحال من الأحوال مجتمع أوائل الستينيات، فأنا أكتب نصاً يتناسب مع الرواية الأصلية وليس صورة للفيلم.

وكيف أظهرت هذا الاختلاف عبر تطور الأحداث فى السياق الدرامى للمسلسل؟

الحب والمشاعر الإنسانية لن تتغير عبر الزمان ولن تختلف من جيل إلى آخر ومن زمن لآخر، فالعائلة موجودة منذ قديم الأزل ولكن شكلها قد يختلف مع مرور الزمن، وهذا ما أظهرته فى المسلسل وأحاول فرض كافة التطورات التى طرأت على هذه المشاعر الإنسانية والحالات العاطفية وتكوين العائلة فى هذا الزمن.

ولكن يؤخذ عليك ككاتب عدم التطرق إلى الجوانب السياسية التى ناقشتها الرواية والفيلم؟

على الكاتب أن يتطرق إلى الموضوع الذى يراه مناسباً من الرواية الأصلية ولا غضاضة فى ذلك خاصة أننى لا أحب التعرض إلى الجانب السياسى فى الرواية ورغم أن هناك جوانب سياسية كان تأثيرها كبيراً على الأوضاع الاجتماعية، إلا أننى لم أتطرق اليها فى المسلسل وهذه حرية شخصية، كما أن ظروف العدوان الثلاثى فى الفيلم مختلفة عن الظروف السياسية التى حدثت إبان ثورة 25 يناير، فلا توجد معالجة سياسية فى النص ولكن معالجة اجتماعية بحتة لم تظهر بالفيلم.

ألا تخشى مقارنة المسلسل بالفيلم كما يحدث دائماً عندما يتم تحويل فيلم لمسلسل أو العكس؟

لم يكن الفيلم مرجعية أساسية لكتابة المسلسل على الإطلاق، فالرواية الأصلية هى الأساس الذى بنينا عليه المسلسل، وأصدق دليل على ذلك أن مخرج العمل محمد شاكر خضير تعمد إغفال مشاهدة الفيلم لأنه يعتمد على الرواية بشكل أساسى وثابت، فهناك اختلافات جذرية بين المسلسل والفيلم، لذلك لا توجد مقارنة بينهما.

ولكن أبطال المسلسل ليسوا بنفس حجم أبطال الفيلم.. ما تعليقك؟

اختيار الأبطال مهمة المخرج الأولى وليست من مهامى، ولكننا نتناقش حول هذه الشخصيات ورسم ملامحها الفنية والأنسب لطبيعة الدور، فكل منا له اختصاصاته، أما عن الأبطال ومقارنتهم بأبطال الفيلم، فاختيار الفنان محمد ممدوح جاء بناءً على السمة الرئيسية للشخصية ذات الطبيعة المترددة التى تصارع من أجل إيجاد كيان لنفسها كما أنها شخصية منغلقة على ذاتها وتحاول التحرر من القيود التى تفرض عليها، فاعتمادنا لم يكن على وسامة الشخصية بل الأبعاد النفسية والتركيبة الدرامية التى جاءت فى الرواية الأصلية فلا يجوز مقارنة محمد ممدوح بشكرى سرحان الذى جسد نفس الدور فى الفيلم وكان من الممكن أن يقدم حسين فهمى أو فنان آخر هذا الدور، واختيار فاتن حمامة التى تخطى عمرها الثلاثين عاماً أثناء تقديم الفيلم رغم أن الرواية الأصلية تتحدث عن فتاة مراهقة ولكن براعة فاتن حمامة فى الدور أظهرت الفارق لذلك اقتربنا من الرواية بتقديم الفنانة جميلة عوض فى هذا الدور ولو كنت رسمت الشخصيات مثل الفيلم لاستعنت بمنى زكى أو منة شلبى فيه بدلاً منها، وأوضحت فرق السن بين المراهقة والأستاذ وقصة الحب بينهما، وهو ما لم يوضحه الفيلم كما أن الفيلم همش دور الأم والذى قدمته الفنانة عقيلة راتب نظراً لعنصر الوقت ولكن المسلسل يعطى المساحة الكافية للأم، التى تجسد دورها النجمة ميرفت أمين.

وهل هناك إسقاط مباشر أو العكس لتقديم هذا النص فى هذا التوقيت تحديداً؟

«لا تطفئ الشمس» إسقاط على شمس الوطنية والاشتراكية، وقد تحمل أكثر من مدلول حول العراقيل التى يفرضها بعض الأشخاص على حياتك، ولكن هناك حياة أخرى تريد أن تعيشها كما تتمنى حتى لا تطفئ شمس، فهذا هو المغزى والرسالة التى أريد توضيحها فى العمل الدرامي.

سببت حقوق الملكية الفكرية للرواية الأصلية تعارضاً بينك وبين ورثة إحسان عبدالقدوس؟

المنتج أشترى الرواية الأصلية دون اعتراض من الورثة ولنا الحق فى استغلالها فى التليفزيون دون تشويهها فأنا مسئول عن النص فقط وليس الرواية فالروائى مسئول عن روايته والكاتب مسئول عن السيناريو الخاص به.