الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

أخبار

حمدي رزق: الرئيس "الإنسان" يضرب مثلا لكل مسؤول في موقعه بضرورة الاهتمام بالعاملين

  • 18-9-2020 | 23:09

طباعة

أشاد الكاتب الصحفي حمدي رزق، باللفتة الإنسانية للرئيس عبدالفتاح السيسي، كيف بلغ به الإحساس الرحيم بالأمهات العاملات، بعدما كلف الحكومة بدراسة حالتهن خلال العام الدراسي المقبل والذي سيكون أغلبه في المنزل وعبر الإنترنت.

 

وقال رزق في مقاله المنشور بجريدة المصري اليوم: "يقينًا نحن أمام حالة إنسانية يجسدها الرئيس فى عطفته الطيبة على أخواته العاملات، الرئيس يتعاطى وفق قاعدة مصكوكة، شعب لم يجد من يحنو عليه، والحنو «مش كلام وفنجرة بق» ولكنه الإحساس بمتاعب الآخرين، والتخفيف عنهم، ومراعاة ظروفهم، الإحساس فعلاً نعمة".

 

وهذا نص المقال:

 

يا أخى.. الإحساس نعمة، والإحساس بالآخرين ذروة النعم، وقال الحكيم: «أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا/ لولا الشعور الناس كانوا كالدمى».. ولا يكفى أن تساعد الضعيف بل ينبغى أن تدعمه، وتمكنه من أن يتحصل على نصيبه من الحياة، (من التمكين).


تخيل رئيس الجمهورية فى لجة موج سياسى عاتٍ يضرب شواطئ المنطقة، ويهدد الحدود، ومخططات ومؤامرات وإخوان وجائحة وهلمّ جرا من مسؤوليات جسام تثقل الكاهل وتقسم الوسط ويبيض من هولها شعر الرؤوس.


الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لحظة إنسانية نادرة يفكر فى سيدة مصرية بسيطة ملتزمة بعملها، ماذا تفعل فى ظرف عام دراسى سيكون الأطفال فى البيت يتعاطون دروسهم عبر الإنترنت، وهى فى شغل عنهم، طلب الرئيس السيسى دراسة هذه الحالة، وتوجيه إنسانى بمراعاة هذه المستجدات!.


تعجب من لفتة الرئيس، وكيف بلغ به الإحساس الرحيم بالأمهات العاملات، يقينًا نحن أمام حالة إنسانية يجسدها الرئيس فى عطفته الطيبة على أخواته العاملات، الرئيس يتعاطى وفق قاعدة مصكوكة، شعب لم يجد من يحنو عليه، والحنو «مش كلام وفنجرة بق» ولكنه الإحساس بمتاعب الآخرين، والتخفيف عنهم، ومراعاة ظروفهم، الإحساس فعلاً نعمة.


وطلب الرئيس من رئيس الوزراء وضع خطة سريعة لحل مشكلة السيدات العاملات بتنظيم ساعات عملهن لتناسب وضع الأبناء فى سياق عام دراسى استثنائى، فعل إنسانى راقٍ من إنسان طيب فعلًا وقولًا.


الرئيس (كإنسان) يضرب مثلا لكل مسؤول فى موقعه، الإحساس بأحوال من هم تحت قيادته، يحنو عليهم، ويتفقدهم، ويعمل على راحتهم، ويراعى ظروفهم، ويطبطب عليهم، ويربت على ظهورهم المحنية من شدة التعب، الناس تعبانة، وفى أمس الحاجة لكلمة حلوة، لطبطبة.


أن تحس بالناس، هذا من حسن إيمان المرء.. «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران/ 159).


وأمرنا الله بالإحسان والإحساس فقال: «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة/ 83).


الإحساس بالناس ليس من قبيل التعطف، ولكنه واجب مستوجب، شرعيًا (دينيًا) وأخلاقيًا (إنسانيًا)، ووظيفيًا (اللوائح تنظم العلاقات النموذجية بين المتعاملين، ليس فيها صلف ولا تجبر ولا تنكيل).. لماذا تغيب مثل هذه العطفة الإنسانية عن العلاقات الوظيفية، لماذا يشيع التنكيل، لماذا التسيد البغيض، واختفاء الرحمة فى المعاملات والميل للإهانة والانتقام والثأرية والتجبر على خلق الله؟!.. فعلا الإحساس نعمة، ومَن يكرهها يعمى.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة