حذر برلمانيون، من المراوغات
السياسية التي تطلقها تركيا بشأن رغبتها في فتح حوار مع مصر، مشددين على أن تركيا
تعاني عزلة كبيرة خلال الفترة الأخيرة بعد تجاوزاتها غير المقبولة التي تمثل
ضغطا واضحا على المجتمع الدولي دفع الجميع إلى قيادة تحركات ضدها وعلى رأسها الاتحاد
الأوروبي.
ونقلت وكالة رويترز عن الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان قوله إن تركيا لا مانع لديها في الحوار مع مصر.
وأوضح أردوغان، خلال مؤتمر صحفي بعد
صلاة الجمعة في اسطنبول: «لا مانع لدينا في الحوار مع مصر، وإجراء محادثات مع القاهرة
أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك».
تأتي تصريحات أردوغان، بعد أيام من
تصريجات نقلتها وكالة الأناضول التركية، على لسان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، أشاد خلالها بالجيش المصري، ووصفه بأنه «عظيم» ويحظى باحترام تركيا.
وقال أقطاي، في تصريحات نقلتها وكالة
الأناضول التركية الرسمية، الأحد، إن الجيش المصري لن يقاتل نظيره التركي في ليبيا،
وأضاف: «الجيش المصري جيش عظيم، نحن نحترمه كثيرا، لأنه جيش أشقائنا».
وتابع المتحدث باسم الرئيس التركي قائلا:
«لا نتمنى ولا ننتظر من الجيش المصري أن يعادي تركيا، وهذا لا يعني أننا خائفون منه».
وأكد أقطاي أن التواصل بين تركيا ومصر
ضروري رغم الخلافات بين رئيسي البلدين، وقال إن لا معلومات دقيقة لديه حول تفاهمات
بين أنقرة والقاهرة حول ليبيا لكنه أضاف: «حسبما أسمع وأرى فإن هناك تقاربا وتواصلا
بين الأطراف»
تراجع مرير
وأشادت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة
الشئون الخارجية بمجلس النواب، بالتحركات المصرية الأخيرة خاصة في التعاون
والتشاور الأخير مع فرنسا التي تعد لاعبا مهما وتقود تحركات أوروبية ضد الانتهاكات
التركية في ليبيا ومنطقة المتوسط بما وضع تركيا في عزلة واضحة وإحراجا داخل حلف
الناتو التي يعد أقوى التحالفات الدولية، مؤكدا أن استمرار القيادة السياسية في
تحركاتها يضيق الخناق على الممارسات التركية ويردعها ويفتح المجال أمام السلام
الحقيقي في المنطقة.
وقالت عضو لجنة الشئون الخارجية
بمجلس النواب لـ" الهلال اليوم" إن تصريحات أردوغان بشأن رغبته في فتح
حوار مع مصر، يدلل على نجاح السياسية والدبلوماسية المصرية في ردع أردوغان دون
عويل أو تسليط كما فعلت تركيا مع قوى الشر التي سلطت أبواقها بمساعدة قطرلتشويه الإنجازات المصرية وتحريض الشعب لإعاقة تقدم الدولة.
وأشارت عضو لجنة الشئون الخارجية، إن
نجاح السياسة المصرية بأتي بسبب عدم وجود أطماع لها كما الحال بالنسبة تركيا ولكن سياستها نابعة
من أجل حماية الأمن القومي ومنع تمدد الإرهاب في المنطقة ومساعدة المجتمع الدولي
في الحد من انتقال الإرهاب العابر للحدود، مشددة على أن تركيا تشهد انهيارا
واضحا دوليا وإقليميا وعليها التراجع في سياستها وأطماعها حتى لا تسقط بشكل سريع
وهذا من نبهت إليه المعارضة التركية مؤخرا .
أردوغان يراوغ سياسيا
بينما رفض النائب أحمد عبد الجزار،
عضو لجنة الشئون العربية، أي محاولات
تركية للتواصل مع مصر وفتح حوار معها، مؤكدا أنها لم تقدم على ذلك إلا بعد أن
أصبحت تواجه بركانا دوليا وإقليميا ضد سياستها المتفطرسة والعدائية سواء في ليبيا
أو منطقة المتوسط.
ولفت عضو لجنة الشئون العربية
لـ"الهلال اليوم" إلى أن تصريحات أردوغان بشأن رغبته في فتح حوار مع مصر
مراوغة سياسية نتيجة الضغوط الحصار الذي يتعرض لها خاصة بعد أن لعب القيادة
السياسية دورا محوريا في إعاقة تقدمه في ليبيا وأفسدت مخططاته في البحر المتوسط،
لافتا إلى أن أردوغان يدعم مخططات جماعة الإخوان الإرهابية ومرتبط بالتنظيم الدولي
للإرهاب الذي يسعى لإسقاط مصر كما حدث في أغلب دول المنطقة.
وأوضح "الجزار" أن مصر
أفسدت المخططات التركية في المنطقة العربية فضلا عن جعلها محل انتقاد واسع
للمعارضة التي فضحت ممارسات أردوغان أمام شعبه، فضلا عن تأكيدها أن معاداة أنقرة
للقاهرة يمثل خسارة كبيرة لبلادهم ولا بد من إعادة فتح حوار معها والتقرب منها حتى لا تخسر تركيا كل شيء.