الجمعة 5 يوليو 2024

بعد تخصيص 50 مليون جنيه لصالح الحرف اليدوية بالصعيد.. خبراء الاقتصاد: الصعيد يفوز بنصيب الأسد في التنمية الصناعية.. ويطالبون بدراسة الحرف الأكثر احتياجا قبل توزيع المخصصات

تحقيقات22-9-2020 | 16:39

أشاد خبراء الاقتصاد بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص ٥٠ مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لصالح ترويج الصناعات اليدوية بالصعيد، مؤكدين أن هذا القرار يأتي ضمن الإجراءات التي تتخذها الحكومة من أجل تنمية الصعيد.

 

وكان الرئيس السيسي اجتمع أمس الاثنين مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، وطارق الفقي محافظ سوهاج، وأشرف الداوي محافظ قنا.

 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول استعراض تطورات “البرنامج الحكومي للتنمية المحلية في صعيد مصر بمحافظتي سوهاج وقنا".

 

قبلة حياة للحرف اليدوية بعد كورونا

ومن جانبه قال رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، الدكتور خالد الشافعي، إن كافة الصناعات الحرفية واليدوية الصغيرة تأثرت بالسلب بأزمة فيروس كورونا، وتخصيص 50 مليون أو أكثر سواء لهذه الصناعات في الصعيد أو أي مكان آخر هو خطوة إيجابية لدعم هذه القطاعات الاقتصادية المتضررة.

 

وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن التضرر الواقع حاليا على الصناعات اليدوية سيستمر لحين انتهاء أزمة كورونا وعودة الطلب على الخدمات والمنتجات لسابق وضعها، وهنا الشركات لم تعد لديها قدرة على الاستمرار بهذا الوضع، وهناك شركات ومصانع أغلقت بالفعل وهذا واقع لا يمكن إنكاره، وهذا ليس في مصر فقط لكن في كافة الدول.

 

وأشار إلى أنه في مصر تجرى محاولات لإنقاذ الصناعات الصغيرة واليدوية، خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا وتضرر حركة البيع والشراء بالنسبة لقطاع كبير من مصنعي الحرف اليدوية والصناعات متناهية الصغر، وهو ما يضعهم في مأزق كبير في عدم وجود طلب على منتجاتهم بالفترة الحالية، لذلك ظهرت مبادرة تمويله من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة ولو نظرنا إلى حجم تمويل المشروعات فقد تخطى مليار جنيه منذ بدء أزمة كورونا.

 

وأكد أن جهاز المشروعات الحكومي أعلن إتاحة تمويل سريع بهدف الحفاظ على العمالة ومواجهة أي تداعيات قد تؤدي إلى تسريح العمالة، لذلك تم إقرار هذه المبادرة لتكون سريعة في إجراءات التنفيذ من اجل إنقاذ أي صناعة تتضرر جراء تفشى فيروس كورونا، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها جهاز المشروعات قرارات للحد من آثار كورونا لكنه صدر قرار نهاية مارس 2020 بتأجيل أقساط قروض المشروعات لمدة 6 أشهر دون احتساب غرامات تأخير، وهى إجراءات لإنقاذ هذه القطاعات من تعثرها حاليا، وهذا توجه حكومي لإنقاذ الصناعات اليدوية والتراثية.

 

وأشار إلى أن الحل هو القروض الاستثنائية لأنها بسيطة في إجراءاتها الأمر الذي يمكن هذه المشروعات من إيجاد بدائل تمويلية في حال تعثرها، كما أنها ضمانة لاستمرارية هذه المشروعات ويساعدها في توفير السيولة اللازمة لتمويل مصروفات التشغيل والإنتاج، لكن على أصحاب هذه المشروعات إدارة الأموال بحكمة وعدم استمرار ضخ الإنتاج في القطاعات التي توقف عليها الطلب.

 

وأكد أن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة يولي اهتماما خاصا بالصناعات اليدوية والحرفية، والفترة المقبلة تشهد تنظيم معرض تراثنا لإنقاذ هذه الصناعة، ما نحتاجه فعلا هو الترويج الجيد لهذه الصناعات، إضافة إلى توفير تمويلات لها وضمها للمنظومة الرسمية عبر تبسيط الإجراءات أمامها.

 

الصعيد يفوز بنصيب الأسد

وأشاد الدكتور كمال الدسوقي، رئيس المنظمة العربية للتنمية المستدامة، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخصيص 50 مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم الترويج للصناعات الحرفية التي يشتهر بها أبناء الصعيد.

 

وقال الدسوقي، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن الدولة في خطتها الأخيرة قامت بتوزيع المناطق الصناعية على أنحاء الجمهورية، حيث تم تخصيص نحو 50 منطقة صناعية لصالح محافظات الصعيد من أصل 135 منطقة صناعية.

 

وأضاف أن الصعيد فاز بنصيب الأسد بنسبة 37% من المشروعات الصناعية الجديدة، بعدما كان يعاني من الإهمال والتهميش على مدار السنوات الماضية في مجال الصناعة، مشيرا إلى أن هناك مصانع كاملة التجهيز يتم تسليمها لشباب الصعيد.

 

وأشار إلى أن الدولة مهدت الطريق لإقامة المناطق الصناعية في الصعيد، وذلك عن طريق تطوير البنية التحتية وإنشاء طرق وكباري تسهل الوصول إلى المناطق الصناعية بالصعيد.

 

وأوضح أن هيئة التنمية الصناعية هي المسئولة عن تجهيز الأراضي الصناعية، مشيرا إلى أن ٥٠ مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم الترويج للصناعات الحرفية التي يشتهر بها أبناء الصعيد، يشجع على بقاء الصناعات الحرفية التي كادت أن تندثر.

 

20% حجم الاستثمارات الحكومية في الصعيد

قال الدكتور على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدنية الثقافة والعلوم، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخصيص ٥٠ مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم الترويج للصناعات الحرفية التي يشتهر بها أبناء الصعيد، يؤكد جهود الدولة تجاه تنمية الصعيد، حيث بلغ حجم الاستثمارات الحكومية الموجه لتنمية الصعيد نحو 160 مليار جنيه خلال 5 سنوات.

 

وأضاف الإدريسي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن حوالي 20% من إجمالي الاستثمارات الحكومية وجهت نحو تنمية الصعيد، وذلك وإطار السعي لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة ومساعدة المصانع في الصعيد والتعاون من أجل الترويج للصناعات الحرفية داخل وخارج مصر بهدف زيادة المبيعات والأرباح وتقديم المنتج المصري في أفضل شكل.

 

وأوضح أن التعاون من جانب صندوق "تحيا مصر" ليسهل على المنتجين في الصعيد مشكلة التسويق لمنتجتهم عن طريق تخصيص ما يقرب من ٥٠ مليون جنيه يستفيد منها آلاف المصنعين في الصعيد، وتسهم هذه الخطوات في تحريك عجلة الإنتاج بقوة في الصعيد.

 

قبل توزيع الدعم يحب الدراسة أولا

وفي نفس السياق أشاد الباحث البيئي أسامة غزالي، صاحب أول أطلس للحرف اليدوية، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخصيص ٥٠ مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم الترويج للصناعات الحرفية التي يشتهر بها أبناء الصعيد.

 

وقال غزالي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن تخصيص مبالغ للصناعات الحرف اليدوية يحتاج إلى دراسة قبل توزيع الدعم الموجة، مشيرا إلى أن مشكلة الحرف اليدوية في الصعيد ليست في عدم وجود دعم ولكن عدم توزيع مخصصات هذا الدعم بشكل صحيح في القطاع الأكثر احتياجا.

 

وطالب بضرورة عمل دراسة جدوى لدراسة مشاكل واحتياجات كل حرفة من الحرف المتواجدة في الصعيد، ووضع خطة لتسويق والترويج، قبل البدء في توزيع مخصصات الدعم، مؤكدا أنه إذا تم الاهتمام بالتسويق وأهملنا حقوق المصنع فإن المنظومة لم تنجح بالشكل المطلوب.


    الاكثر قراءة