أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أن لبنان
يمر بمرحلة دقيقة واستثنائية تتطلب أن يتصرف الفرقاء السياسيون اللبنانيون
بصورة سريعة وعلى مستوى المسئولية لإيقاف التدهور المالي والاقتصادي
المتسارع، والعمل على تلبية احتياجات الشعب اللبناني.
وقال السفير حسام زكي – في مداخلة له مع برنامج "بيروت اليوم" المذاع على
شبكة (إم تي في) التلفزيونية اللبنانية – إن جامعة الدول العربية تتابع عن
كثب الوضع في لبنان، وما يشهده من مشاورات وتعقيدات تتعلق بتشكيل الحكومة
الجديدة، مشيرا إلى أن حاجة لبنان للإنقاذ هي محل إجماع عربي ودولي، كما أن
السياسيين اللبنانيين أنفسهم يرددون هذا الأمر.
وأعرب عن دهشته إزاء استمرار الفرقاء السياسيين اللبنانيين في ذات النهج
القديم والمعتاد، والذي يقوم على التجاذب السياسي والمشاورات المطولة
ومحاولة فرض رأي من هنا أو هناك، وإضاعة الوقت انتظارا لأحداث ومتغيرات أو
استحقاقات إقليمية أو دولية، محذرا من خطورة مثل هذه الأمور في ظل الوضع
الراهن الذي يمر به لبنان.
وقال السفير حسام زكي: "لبنان عزيز علينا جميعا، ونحن نتابع عن قرب كل
التعقيدات الراهنة، ويعز علينا أنه حينما يمر بمرحلة على هذا المستوى من
الدقة، لا نجد الفرقاء السياسيين يتصرفون بالمستوى المطلوب الذي يقتضي
المسارعة لإنقاذ البلد.. إذ يبدو المشهد للوهلة الأولى وكأن انفجار ميناء
بيروت البحري لم يقع قبل أسابيع قليلة، أو كأن تحركات الشارع لم تحدث".
وأضاف: "نفهم الواقع اللبناني بشكل جيد وكيف تسير الأمور والرغبة اللبنانية
الدائمة بالحصول على توافق سياسي، ولكن هذا التوافق يعطل أحيانا كل شيء
بشكل كبير، ولكن هذه هي الطريقة اللبنانية بالتعامل مع الأمور، ولهذا فنحن
نقبل بها ونحاول أن نساعد قدر الإمكان".
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية اضطلعت بأدوار عديدة ومهمة تجاه لبنان،
وتأخذ في تحركها اعتبارات عديدة وعناصر كثيرة حرصا على عدم وقوع انقسام
عربي جديد في ظل الأزمات العديدة التي يعاني منها البيت العربي، وأن تحرك
الأمين العام للجامعة العربية يجب أن يستند إلى أكبر قدر ممكن من التوافق
العربي.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك حالة من عدم الاكتراث العربي بلبنان،
لفت السفير حسام زكي إلى أن "كثرة التجاذب اللبناني" والاستمرار في ذات
الأساليب القديمة والمعتادة من شأنه أن يصيب الجميع، عربيا ودوليا،
بالإرهاق من كثرة الأزمات اللبنانية، وقد يترتب عليه أن يدير البعض ظهره
للبنان انتظارا إلى حين أن يتفق اللبنانيون بين بعضهم البعض، مشددا في نفس
الوقت على صعوبة القبول بهذا في ظل واقع يقتضي التصرف السريع لإيقاف
التدهور المالي والاقتصادي والمعيشي.