الجمعة 24 مايو 2024

ذكرى ميلاد رائد السينما «بدر لاما»

23-4-2017 | 21:32

كتب : خليل زيدان
ما أجمل أن تكون مبتكراً وصاحب بصمة يخلدك التاريخ بها، ويوافق اليوم ذكرى ميلاد الفنان بدر لاما رائد من الرواد الأوئل في السينما إن لم يكن هو وأخوه إبراهيم لاما من حملا الجناح الآخر لنشأة السينما المصرية بجانب الرائدة الأولى عزيزة أمير.

ولد بدر لاما في 23 أبريل 1907 بمدينة يافا بفلسطين، وعندما اشتد عوده هاجر هو وشقيقه إبراهيم لاما إلى الأرجنتين ومكثا بها عدة سنوات، ويبدو أن الحظ أسعدهما في رحلتهما وجمعا ثروة كبيرة فقررا العودة إلى مصر واستقرا بمدينة الأسكندرية وأقاما داراً فاخرة، وأحضرا معهما معدات سينمائية، وبالفعل قاما بإنشاء نادٍ سينمائي أطلقا عليه نادي مينا وهو أول نادٍ من نوعه في الوطن العربي يهتم بالسينما، وبعده مباشرة أسسا شركة إنتاج سينمائي وهي شركة كوندور فيلم، التي أنتجت أول أفلام الأخوين لاما وهو فيلم "قبلة في الصحراء" والفيلم يعتبر ثاني فيلم روائي في تاريخ السينما، وأصرا أنه أول فيلم لولا أن سبقتهما عزيزة أمير بفيلم ليلى وهو أول فيلم روائي أنتج عام 1927.

قام بدر لاما ببطولة أول أفلام شركتهما، وقام شقيقه إبراهيم لاما بكتابة السيناريو وإخراج الفيلم، وأسند البطولة بدرية رأفت زوجة بدر لاما وايفون جوين وجلاديس بلي ومحمود المليجي وبدرية رأفت وروحية خالد وتم عرض الفيلم لأول مرة بالقاهرة في سينما متروبول يوم الأربعاء 25 يناير 1928 وعرض في الإسكندرية بعدها يوم الإثنين 12 مارس 1928 بسينما محمد علي.. ونجح الفيلم وأصبحت الإسكندرية منافسة للقاهرة في نشأة السينما، وأنتج بدر لاما هو وأخوه إبراهيم فيلمهما الثاني وهو فاجعة فوق الهرم، وقام إبراهيم بتأليف وإخراج الفيلم وأسند البطولة إلى أخيه بدر بمشاركة الفنانة الشابة آنذاك فاطمة رشدي وشاركهما التمثيل رتيبة رشدي ووداد عرفي وعرض الفيلم لأول مرة بسينما متروبول في القاهرة في 5 ديسمبر 1928.. ونجح الفيلم الثاني لهما أيضاً ثم قاما بنقل نشاطهما إلى القاهرة فهي العاصمة الأولى للإنتاج الفني وبها دور عرض أكثر .

مثل بدر لاما 21 فيلماً وهي من باكورة الإنتاج السينمائي في الوطن العربي منها معجزة الحب وشبح الماضي ونفوس حائرة والكنز المفقود وقيس وليلى وصرخة في الليل وصلاح الدين الأيوبي ونداء الدم وابن الصحراء وعريس الهنا ورابحة والبدوية الحسناء.. وعقب الانتهاء من فيلم البدوية الحسناء أصيب بدر لاما بذبحة صدرية توفي على أثرها في 11 أبريل عام 1947 وشيعت الجنازة في اليوم التالي من السرادق الذي أقيم لذلك بميدان كوبري الليمون وأقيمت ليلة العزاء بمنزله باستوديوهات لاما بشارع شكور باشا بحدائق القبة.