الجمعة 3 مايو 2024

خيانة الإخوان.. مصيرهم في مزبلة التاريخ يوم لا ينفع ندم الخائن

أخبار6-10-2020 | 02:03

ليس غريبًا أن تجد من يخالفك الرأى أو حتى يغضب منك ويعارضك بشدة إن تطلب الأمر، وهناك بالفعل مئات بل آلاف الحالات لمواطنين يختلفون مع الحكومة وقراراتها، بل يختلفون مع بعض قرارات الرئيس نفسه ويعلنون هذا بكل حرية وينتقدون ويعلنون مواقفهم.. لم يخوّنهم أحد ولم يتجاوز فى حقهم بل يستمع إليهم ، ويناقش أفكارهم.


ليس غريبًا أن تختار توجهك أو ترسم طريقك مهما كان مختلفا أو بعيدا عن التيار العام، ومهما كان صادما للآخرين فليس لأحد حق أن يحدد للناس مسارهم أو يفرض عليهم توجها أو يرسم لهم طريقاً بالإجبار، ومصر الآن تستوعب كل الاتجاهات والأفكار والآراء، لا ولاية على أحد ولا سلطان إلا للقانون الذى نحتكم إليه جميعاً، نختلف لكن فى حدود القانون الذى يحمى أمننا القومى وثوابتنا ومصالح الدولة العليا التى لا يختلف عليها أحد.


لكن أن يصل الأمر إلى تجاوز كل شيء وتخطى كل الخطوط الحمراء للوطن والوصول إلى مرحلة الخيانة العلنية على الهواء ودون أدنى خجل فهذا ما يستحق أن نقف عنده ونسأل من يسقط فى هذا الوحل.. لماذا تخون بلدك؟

لماذا وصلت بك البجاحة إلى حد العمالة وقبلت أن تكون خنجرا مسموما فى ظهر وطنك وتقبض كى تسيء إليه وتهاجمه وتشوهه وتحصل على مقابل هدمه؟


العالم كله يتقبل الاختلاف مهما وصلت درجاته والعداء مهما كان مستواه، لكن أحدًا لا يتقبل ولا يرضى بالخيانة بل يتفق الجميع أنها عار يلاحق ليس فقط من يرتكبها بل وكل من ينتمى إليه عائليا وسياسيا ومن يدافع عنه أو يتحمس له أو يقف بجانبه، ومن يمارسون الخيانة للوطن فى الخارج كتبوا على أنفسهم وأسرهم عارا لن يمحى مهما طال الزمن ومهما برروا وابتدعوا من أسباب، فالجميع يتابعونهم ويرصدون أفعالهم المشينة والتى لا يجدون لها وصفا آخر غير الخيانة مدفوعة الأجر، صحيح المقابل كبير وكلنا تابعنا وعلمنا أرقام المرتبات التى يحصل عليها هؤلاء والمزايا التى تقدم لهم، بالطبع هى كبيرة بالنسبة لهم لأنهم لم يكونوا يحلمون بهذه الدولارات ولا يتصورون أنهم سيسكنون فيلات وقصورا، لكن هذه المبالغ ليست كبيرة أبدا على من يدفعها لهم لأنها لا تساوى عنده ثمن طائرة أو صاروخ يمكن أن يخسره فى عملية عسكرية فاشلة دون أن يحدث أثرا، بينما هؤلاء المأجورون يمكن أن يحدثوا أضعاف ما يمكن أن تحدثه مواجهة عسكرية غير مضمونة وتكلف مليارات، الخونة يقبضون مقابل العمل على هدم بلدهم بالتشكيك والفتن ونشر الأكاذيب وتشويه البناء والإصلاح، وتجنيد الشباب المخدوع وبيع الوهم..

والغريب أن الجميع سواء كان المستأجر أو الخونة يعلمون تماما أنهم لن يسقطوا مصر ولن يهزوا شعرة من رأس شعبها الواعى، ورغم ذلك يمارسون هذا الدور القذر، كم من خونة عبر التاريخ، وكم من مؤامرات دبرت ضد مصر وكم من حروب تعرضت لها،لكنها بقيت واختفى أعداؤها.


بالتأكيد من يدفع للخونة لا يعنيه كم يدفع ولمن وما مصير الخائن الذى قبل أن يعمل تحت أمره لأن من يدفع لا يخسر شيئا فهو يحقق أهدافه أيا كان حجمها أو نسبة ما تحقق منها بأقل الخسائر ودون أن يتورط بشكل مباشر، ومن يدفع لديه استعداد ليدفع لعشرة أضعاف من يدفع لهم الآن، لكن الذى يخسر بحق هو الخائن نفسه فمهما اعتقد أنه مهم، ومهما كذب على نفسه وخدع الناس بتصوير نفسه على أنه يجاهد فإنه فى النهاية سيقف أمام المرآة بعد أن ينفض المولد، وسوف ينفض يوما دون شك، ليجد نفسه حقيرا لا قيمة له ولا ثمن، ولا وطن، فبلده الذى خانه وقبل أن يتآمر عليه ويشارك فى هدمه لن يقبل أبداً أن يعود إليه ِ، والبلد الذى استعمله سيلقيه فى أقرب سلة مهملات مثل أى منديل ورقى استنفد أغراضه منه، هذا هو مصير الخائن الذى لن تنفعه دولاراته وثروته التى كونها من الخيانة والعمالة ولن تفيده الجماعة التى استأجرته ولن يفيده جهاز المخابرات الذى تاجر به واستعمله وأخذ منه أعز ما يملك، ولن ينفعه الندم لأنه ارتضى أن يكون حقيرا، ولو استرجع هؤلاء تاريخ الخونة لأدركوا معنى هذه الجريمة التى ارتكبوها وأن كل خائن ظل مصدراً للعار لأهله وملعوناً من الجميع ومنبوذاً حتى فى سيرته بعد موته، فالخائن مصيره دائماً مزبلة التاريخ يا من تدعون قراءة التاريخ.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa