يستلهم المصريون روح أكتوبر في
جميع التحديات التي واجهت الدولة المصرية، فنجحوا في بناء مصر
الحديثة وقهروا الصعاب وصنعوا الأمجاد رغم المخططات التي تواجههم وتحاول كسر
إرادتهم، إلا أنهم استطاعوا أن يثبتوا للعالم قدرتهم على صناعة الدولة
الحديثة والتنمية المستدامة بروح الذكرى الـ 47 لانتصارات السادس من أكتوبر التي تحل اليوم.
وأكد الرئيس السيسي، أن المصريين دائما يسلتهمون من عظمة
التاريح والسير في دربه لتحقيق الإنجازات وصناعة التاريخ وقهر التحديات لتحقيق
أمال الشعب جميعا.
وقال الرئيس، في كلمته اليوم بمناسبة ذكرى أكتوبر إن
المصريين يحتفلون بذكرى انتصارات أكتوبر التي تستعيد من ذاكرتها قصة كفاح شعبها
عبر تاريخها الممتد منذ آلاف السنين مستلهمةً من عظمة ماضيها نورًا تسير على دربه،
لتحقق لحاضرها الأهداف المنشودة التي تسعى إليها والآمال العريضة التي يتطلع إليها
شعبها.
وظل المصري، مسلتهما دروب الماضي لتحقق المجد لحاضرها
الأهداف المنشودة التي تسعى إليها والآمال العريضة، فخلال السنوات التي تلت ثورة
30 يونيو، استطاعت مصر إزالة رواسب الماضى، واستعادة مكانتها وتأثيرها السياسى
إقليميا ودوليا، والتفاعل الإيجابى مع قضايا الأمة العربية، وتعزيز الدور المصرى
الأفريقي قبل وأثناء وبعد رئاستها الاتحاد الأفريقى، وكذلك دورها المتوسطي من خلال
توثيق العلاقات الثنائية مع دول حوض البحر المتوسط، خاصة قبرص واليونان، حيث
التعاون المثمر فى مجال اكتشاف واستغلال الغاز الطبيعى.
فضلا عن الطفرات التي تتعلق بالأوضاع الاقتصادية، التى كانت
قد بلغت من السوء مبلغا خطيرا حتى أن احتياطى مصر من النقد الأجنبى وصل فى يونيو
2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادى وقتها، بحوالى 2%
فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية، مما يعني أن حجم الاقتصاد المصرى لم يكن
ينمو، وإنما كان يقل وينكمش، وبدأت الدولة مسيرة الاصلاح الاقتصادي، التي تتحقق
ثمارها الآن بفضل صبر وصمود الشعب المصري، حتى وصل الاحتياطي النقدي كمثال على هذا
النجاح الى 36 مليار دولار، وفق آخر التقديرات، مسجلا بعض التراجع بسبب تداعيات جائحة
كورونا، بعد أن وصل أكثر من 40 مليارا في مارس الماضي.
وتظل حرب أكتوبر من أهم التحديات التي خاضها المقاتل
المصري، التي أبهرت العالم وقهرت الأسطورة الإسرائيلية والجيش الذي لا يقهر، ووقعت
مصر بعدها اتفاقية سلام مع إسرائيل لتنتهي أصوات الرصاص ولتصبح معاهدة كامب ديفيد
واحدة من أكثر المعاهدات أهمية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لتنظلق مصر
نحو بناء الدولة وتخطي الصعاب.
ورغم أن هذه الحرب شهدت أعنف معارك الدبابات في التاريخ إلا
أنها أثبتت أن الدبابات والمدرعات شديدة الضعف أمام الصواريخ، المصرية، وأدركت
إسرائيل أنها لن تتمكن بعد ذلك من تحقيق انتصارات سهلة.