الأطماع والتهديدات الخارجية، لا تنتهي ولكن تختلف صورها من زمن لآخر، فمع احتفالنا بذكرى انتصارات أكتوبر العطرة والتى كانت مواجهات مباشرة مع العدو وجها لوجه، وألحقت به هزيمة نكراء لن تمحى ولن تنسي، استعادت بها الكرامة والشرف العسكري والشعبي على حد سواء.
نجد أن اليوم لم يختلف عن الأمس وعدو اليوم هو عدو الأمس، ولكن مع تحالفات جديدة وأساليب مختلفة، تتضمن الإرهاب الذي امتدت سواعده لكل أطياف وأبناء الشعب.
ولكن اليوم يمد أبناء الوطن الذى لا يشرفه انتمائهم إليه يدهم ليصافحوا عدوه، الذين وضعوا يدهم فى يده من خلال جماعة الإخوان الإرهابية التى تعاونت مع إسرائيل عن طريق بعض الدول المجاورة فى المنطقة بكل أسف لتمهد لها سبل القتل والتدمير داخل الوطن، وظنوا أنهم يستطيعونالفرار بجرائمهم، ولكن الشعب بجيشه وشرطته كان وما زال لهم بالمرصاد ولن يترك ماحققه الوطن من انتصارات وتحرير لأرضه بدماء أولاده المخلصين.
انه استهداف محكم للوطن والوطنية من خلال ابنائه وفتح طريق الشر امام القوى التى اختلف اليوم مفهوم الاحتلال فقد غيرت ذلك المفهوم من خلال نشر وتوغل الارهاب داخل اراضى الوطن فهو الصورة الجديدة لمحاولة السيطرة والتوغل داخل الاراضى والحدود الجغرافية لمصر التى جابهت قديما قوى كان يطلق عليها اسطورة غير قابلة للهزيمة ولكن مصر لقنتها الصفعة التاريخية التى لن تنسي وتحاول مع تحالفات جديدة توجيه ضربات لمصر.
ورغم التعقيدات البالغة لهذه الأوضاع فإنها تقدم فرصة لتأكيد الهوية المصرية وعودة مصر للتركيز علىى الشأن الداخلي والتحديات التىى على الأرض- كى تستطيع أن تحقق اختراقا نحو التعامل مع الأوضاع، ومن هنا يأتى التحدى الحقيقى لقدرات الشعب المصرى على تشكيل محور متكامل ووطنى يقف مع قواته المسلحة فى مواجهة أعدائها واعداء الوطن والتنسيق بين الجهود في التعامل مع هذه الأزمات والتحديات.
ومع استمرار السياسة الخارجية المصرية في التحرك على أساس المفهوم الذي تبلور بعد 30 يونيو، من أن يكون لمصر قاعدة دولية واسعة بشكل يتيح لها تعدد الخيارات والبدائل يمنحها القوة للصمود والمواجهة لمختلف التهديدات التى تجابهها.
إن ماتقدمه مصر من صمود أمام قوة التهديدات الخارجية والاطماع يمثل ملحمة جديدة تسطر فصلا جديدا وهاما فى تاريخها بجانب انتصاراتها السابقة، ولكنها مصر التى لا يتخلى ابنائها عن الدفاع عنها بدمائهم حتى لو انفلت من عقدها بعض الخونة من أولادها.