أكد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال كتاب "من أوراق السادات" للكاتب الصحفي أنيس منصور، أنه أراح ضميرة عندما اتخذ قرار طرد الخبراء الروس من مصر، مؤكدا أنه انتصر لمصريته وردًا على اهانة السوفييت له وللدولة المصرية وأن هذا القرار اتخذه بعد نفاد صبره.

ويقول الكاتب: "صور نفسه أنه صبور جدًا وأنه تعلم الصبر من الفلاحين.. ولكن السوفيت لم يدروا أن للصبر حدود".

وتابع: شرح الرئيس أبعاد وخلفيات هذا القرار الخطير وأنه لم يكن يريد قطع علاقته بموسكو وحافظ على علاقته معهم وشرح لهم أن هذا القرار مصري مائة فى المائة، ويصف السادات أن هذا القرار أدخلهم فى طريق طويل عريض متعرج شائك هو الذى يؤثر فى علاقتنا مع الروس منذ ذلك الوقت ويتضح من هذ القرار أن السادات لا ينس "ثأره" فيقول بعد هذ القرار "أحسست أن جبلا ثقيلا سقط من فوق قلبى.. واننى كأى فلاح ظل مختبئا وراء شجرة أو تحتها، والشمس تشرق وتغرب .. ولكن شيئا فى نفسى لا ينام .. لايعرف الليل ولا النهار .. لايعرف الجوع والعطش والتعب .. هذا الشئ أن هناك ثأرا .. إننى أخذت بثأرى ومن حقى بعد ذلك ان استريح وان أذهب إلى الإسكندرية فمنذ 67 حتى صدور هذا القرار لم أذهب الى البحر ككل عباد الله.. فقط يوما واحدا فى نهاية كل أسبوع ثم أعود الى القاهرة ولكن فى هذ الصيف من يوليو 1972 وجدت من الضرورى أن أستريح وأن انزل البحر .. فكنت أشعر قبل ذلك أن ماء البحر لا يقوى على حملى، لاننى أحمل شاطئا على صدرى .. أما الآن فانا خفيف على الماء لقد خفت همومى كلها.