الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية «درب شكمبا» .. والخدام السبعة

  • 24-4-2017 | 02:25

طباعة

“درب شكمبا” أحد الشوارع الشهيرة بمنطقة السيدة زينب، والتى تحمل تاريخاً وحكايات ربما لا يعرفها الكثيرون عن هذا الدرب رغم قدمه وقيمته التي تعدت مئات السنين تحوي فى طًياتها قصصاً مبهرة وأسراراً مثيرة للفضول، لذا قامت "الهلال اليوم" بجولة ميدانية بدرب شكمبا للتعرف على قصته وخباياه التي لا يمحوها الزمن مهما طال تاركاً أثراً فى نفوس قاطنية حتى الآن.

قصة الدرب

على ناصية درب شكمبا يجلس " سيد شحاتة" داخل دكانه لبيع الأعلاف حاملاً فى ذهنه ذكريات وتاريخ الدرب لحبه الشديد له، راوياً" أنا اتولدت فى الدرب واتربيت فيه وعايش لحد دلوقتى هناك، وهو من أقدم المناطق فى السيدة الزنيب من مئات السنين ومكان تاريخي وأثري، وأنا روحي فيه بس أنا بحزن على حالة دلوقتى عشان مفيش أى اهتمام به"، مشيراً إلى أن الدرب سمي بشكمبا نسبة إلى أحد الباشوات الأتراك ويدعى شكمبا الذى وفد إلى مصر فى عصر الملك فاروق، حيث كان يقطن به بعد منحه من قبل أحمد أغا قاميش أحد حاشية الملك آنذاك منزلاً ليكون بالقرب منه لكون شكمبا أحد الأصدقاء المقربين إليه.

قماميش باشا والجواري

ويضيف " شحاتة" أن أحمد أغا قماميش باشا أنه كان يقوم بجلب الجواري والحريم إلى الملك فاروق، وكانت تلك هى وظيفته الأساسية داخل القصر، لافتا إلى أن تلك المنطقة كانت من ضمن أملاكه، ولم يكن بها سوى عدد من الفيلات المحاطة بالحدائق والجناين وكانت تعتبر إحدى المناطق الراقية لمن يسمون بأولاد الذوات والباشوات.

الخدام السبعة

ويوضح أن قاميش باشا لم يكن لديه ورثة مما جعله يمنح 7 من خدامه ذوي الأصول المصرية جميع ممتلكاته من ضمنها درب شكمبا، ومع مرور الوقت قاموا بتأجير تلك الأراضي، وتم البناء عليها العديد من المنازل التى تصل أعمارها إلى 50 عاماً مشيراً إلى وقتنا هذا لا يزال ورثة هؤلاء الخدام يحصلون إيجارات تلك الأراضي، والتى تصل قيمتها الإيجارية إلى 3 ونصف جنيه فى السنة حيث كان يعد هذا المبلغ آنذاك ضخم يوازي الآلاف الجنيهات فى الوقت الحالي.

أشهر الفيلات والاشخاص

ويتابع الستيني حديثه قائلاً:" الدرب ده كان كله جناين وكانت منطقة نظيفة جدا ولحد دلوقتى فيها فيلل لبشوات كانوا عايشين زمان فى المنطقة، وتعتبر أماكن اثرية، وكان من سكان الدرب يوسف ومرسي الحطاب من أكبر المؤلفين والمخرجين فى مصر"، موضحاً أن من أشهر الفيلات بالدرب فيلا المنفلوطي باشا والتى تصل مساحتها الى 1050 مترا، ولكن بعد وفاته تم بيعها لأحد الأشخاص ولا تزال موجودة داخل المنطقة علاوة على وجود أحد الأعمدة الاثرية التى يصل عمرها إلى مئات السنين، ولكنه لا يلقى أى اهتمام من وزارة الآثار رغم قيمته التاريخية.

العمود الأثري

ويشير" سيد" إلى أن أهالي المنطقة حاولوا عدة مرات انتشال العمود بكافة الطرق والوسائل، ولكنهم فشلوا لصلابته بالرغم من كونه من الأعمدة الجيرانتية لأنه يصعب تكسيره أو تحريكه، مضيفاً أن المنطقة تعاني من الإهمال، وتحتاج إلى ترميم بعض المنازل القديمة والأثرية علاوة على انتشار القمامة بشكل كبير بسبب غياب الحي والمحافظة عن دورهما تجاه تلك المنطقة.

إهمال وزارة الآثار

ويتمنى" شحاتة" أن تلقى المنطقة الاهتمام من قبل وزارة الآثار، وترميم كافة المنازل الأثرية الآيلة للسقوط، حيث يمكن أن يكون الدرب مزاراً سياحياً ليقمته التاريخية العظيمة التي لا تقدرها الجهات المسؤولة ما يضعها تحت وطأة الإهمال.

مكتب الخدام السبعة

ورصدت الهلال اليوم فى جولتها الميدانية بالدرب العديد من المنازل الأثرية  وأحد المكاتب لورثة الخدام يتم من خلالها دفع القيمة الإيجارية واضعين لافته تفيد بذلك الأمر، وأنهم الورثة الشرعيون لتك الأراضي مما يؤكد حقيقية ما يروى عن المنطقة.


 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة