كانت المفاجأة والخداع الاستراتيجي عاملين حاسمين في تحقيق انتصار أكتوبر 1973، منذ الساعات الأولى لحرب السادس من أكتوبر، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس والوصول إلى الضفة الشرقية في 6 ساعات، بما سبب صدمة لقادة العدو الإسرائيلي، الذين كانوا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي هو "الجيش الذي لا يقهر".
وكان النجاح في العبور وتحطيم خط بارليف، ووصول القوات المصرية إلى قلب سيناء المحتلة، مفاجأة للجيش الإسرائيلي، حيث كان قادته يؤكدون أن خط بارليف كساتر ترابي عملاق وقناة السويس كمانع مائي طبيعي سيعيقان أي محاولة لعبور القوات المصرية.
قالوا عن خط بارليف:
كان هذا الخط هو حصن الدفاع الأول للقوات الإسرائيلية في سيناء، حسب تأكيدهم، حيث قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام 1969: "لن تنال عمليات العبور المصرية - إن حدثت - من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف، لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًا ويمكن القول إنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد".
كما أكد ديان في كلية الأركان الإسرائيلية، قبل أيام من حرب أكتوبر وتحديدا، في 10 أغسطس 1973، أن "خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة ما بقي من قواتها" .
وفي السياق ذاته قال رئيس الأركان دافيد بن إليعازر: "إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري" .
تحطيم خط بارليف:
بعد العبور العظيم للقوات المصرية في السادس من أكتوبر 1973، وتدمير الخط خلال ساعات من بدء الهجوم، فقد الجيش الإسرائيلي توازنه، حيث تبرأ موشى ديان من هذا الساتر الترابي، قائلا: "إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهشة ".
ومن جانبها، وصفت وكالة اليونايتد برس سقوط خط بارليف الحصين بأنه أسوأ نكسة عسكرية أصيبت بها إسرائيل فى تاريخها، موضحة أن الجنود الإسرائيليين الذين أقاموا وراء خط بارليف كانوا يقولون دائما إنهم يشعرون باطمئنان تام وإنهم آمنون وراء حصن لا يمكن اقتحامه، وفي 6 أكتوبر أصبح هذا الحصن فى أيدى المصريين .
فيما قال شالومو ياناي، رئيس إدارة التخطيط بالجيش الإسرائيلي، إنهم كانوا يعتقدون أن الجيش المصري سيهرب في اللحظة التي يرى فيها دبابات إسرائيلية، لكن الواقع كان عكس ذلك.