الأحد 19 مايو 2024

فى ذكرى أكتوبر المجيدة.. أثري يرصد تشكيلات الجيش المصري وتسليحه فى مصر القديمة

فن7-10-2020 | 12:26

كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار عن تشكيلات الجيش المصرى وتسليحه في مصر القديمة، وذلك في إطار الإحتفالات بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.


وقال ريحان -فى تصريح له اليوم الاربعاء -إن الملك في مصر القديمة كان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوزير يقوم بوظيفة وزير الحرب، وكانت الرقابة العامة للجيش تقع على عاتق ضباط قادة وأركان حربهم ، كما كان من بين ضباط الجيش مختصون بعمليات التموين والحسابات والسجلات والمواصلات وكافة الشئون الإدارية، الى جانب رجال المخابرات وجهاز خاص للتجسس على تحركات العدو.


واشار إلى أن الجيش في مصر حتى نهاية الدولة القديمة كان يتمثل فى القوات الخاصة لكل مقاطعة أو كل معبد ولم تكن هناك وحدة بين هذه القوات إلا فى حالة الضرورة، موضحا أنه فى أوائل الدولة الوسطى كان هناك شبه استقلال لحكام الأقاليم وكانت لهم قوات على غرار جيش الدولة، كما كان للملك حرس خاص، والقوات الخاصة بالدولة كانت مسئولة عن الحروب وأعمال أخرى وقت السلم كحماية البعثات التجارية وبعثات استغلال المناجم والمحاجر فى الصحراء.


وأوضح ريحان أنه استمر ذلك حتى عهد الملك سنوسرت الثالث الذى قضى على نفوذ أمراء الأقاليم وأسرع بتكوين جيش ثابت للملك، مشيرا إلى أنه فى عهد الملك أمنمحات الثالث كان هناك كاتبا للجيش واتجه من اللشت إلى أبيدوس ليختار المجندين.


وأكد أن نشوب حرب التحرير ضد الهكسوس كان بمثابة الشرارة الأولى التى أشعلت الحماس فى قلوب المصريين، وشارك كل القادرين على حمل السلاح فى الحرب ضد الغزاة، وتطهير أرض الكنانة من دنسهم، وكانت فترة وطنية شعبية خالصة.


واضاف أنه بعد تلك الفترة برزت شخصية الملك تحوتمس الثالث كأعظم قائد عسكرى فى التاريخ والذى وضع مبدأً عسكريًا جديدًا قلده فيه اللورد اللنبى عام 1918 أثناء الحرب العالمية الأولى أثناء معاركه مع الأتراك حين سلك الطريق الوعر وترك الطرق المتوقع مروره منها ليحقق عنصر المفاجأة والخدعة ، كما حرص على كتمان أخبار جيشه وتحركاته كما فعل الرئيس السادات فى معركة أكتوبر المجيدة.


وأشار إلى ان تحوتمس الثالث استطاع أن يحقق المناورة البارعة فى معركة( مجدو) حين تحرك إلى الشمال الغربى من المدينة فخرج جيش العدو وهزم قبل أن تبدأ المعركة، وقد قلده "المارشال مونتجمرى" فى فكرة بناء السفن فى منطقة بعيدة عن مسرح العمليات ثم نقلها من بيبلوس مفككة إلى قرقميش ، كما أن تحوتمس الثالث هو أول من فكر فى نقل جيش مهاجم عبر النهر وقد قلده مونتجمرى عندما عبر نهر الراين على سفن جاء بها برا من الساحل.


وقال الدكتور ريحان إن الجيش المصرى فى عهد الدولة الحديثة كان يتكون من قسمين رئيسيين، المشاة والعربات الحربية، وكان المشاة هم من يدخلون الأرض المفتوحة ويقيمون الحصون، وكانت تشكيلاتهم من مشاه عادية، وقوات خاصة علاوة على القوات الأجنبية.


واضاف ان الوحدة الرئيسية فى تشكيلات الجيش كانت هى "السرية" التى تنقسم إلى فصائل والفصائل إلى جماعات وكل جماعة من عشرة أفراد ويتلقى قائدها أوامره من قائد الفصيلة الذى يعرف بقائد الخمسين حيث تتكون الفصيلة من 50 جنديا، وقائد السرية وحامل اللواء وأركان حرب السرية ثم كاتبها.


ولفت ريحان إلى أن الكتيبة كانت تتكون من سريتين وكان أفراد المشاه ينقسمون إلى رماه وحملة الرماح، اما جنود القوات الخاصة فكانوا يتميزون بصغر السن ويتلقون تدريبات خاصة وكان لهم دورا كبيرا فى (معركة قادش) 1285 قبل الميلاد، حين تعرض رمسيس الثانى إلى كمين بواسطة الحيثيين.


وكشف عن سلاح العربات أو المركبات منذ عهد الملك تحوتمس الثالث، حيث ظهرت رتبة " حامل لواء مقاتلو العربات الحربية" منذ عهد أمنحتب الثالث وكان لكل عربة قائد ومقاتل منهم من يقود الخيل ومن يرمى السهام من قوسه، وكان على رأس كل فصيلة من العربات قائد كتيبة العربات يشرف عليه ضابط قديم يسمى "قائد الاصطبل الملكى" يعاونه ضباط ومدربون لهم خبرة بالخيول يعرفون باسم" رؤساء الاصطبل" ،لافتا الى ان العربات الحربية كانت تتقدم الجيش خلال المعارك ثم تتبعها المشاه.


واستعرض الاثري ريجان أدوات القتال في مصر القديمة، حيث كانت تشمل( الهراوة) وهى دبوس القتال السلاح الشائع منذ فجر التاريخ لتحطيم رؤوس الأعداء، و(الحراب الطويلة) فى الالتحام عن قرب، و(الدروع أو قميص الحرب) وكان يصنع من الجلد أو البرونز، كما اهتم المصرى القديم بالحصون عند الحدود الجنوبية فى عهد الدولة القديمة وعلى حدود الدلتا الشرقية فى الدولة الوسطى.


ولفت إلى أنه فى عصر الدولة الحديثة أنشئت المدن العسكرية فى الدلتا مثل مدينة "هربيط" الذى أقامها الملك رمسيس الثانى،و موقعها بكفر صقر بالشرقية حاليا، علاوة على سلسلة من القلاع أنشأها رمسيس الثانى فى الركن الشمالى الغربى للدلتا على شاطئ البحر المتوسط.