الثلاثاء 18 يونيو 2024

أحمد بديوي يكتب: رئيس لا يكتفى بالتقارير.. ومواقع عمل لا تعرف المستحيل!!.. بروح المقاتل الذى حقق المعجزة التنمية الشاملة تنتصر على الحرب النفسية!!

تحقيقات7-10-2020 | 22:19

تعانقت الثقة والرضا وهو يقول: «أنا سعيد جدا، والحمد لله.. أنسى متاعب العمل مع كل إنجاز يتحقق.. أراجع البوستة أثناء التنقل بين مواقع العمل.. تفرض علىّ الظروف، لعدة أيام، أن أبيت الليل فى سيارتى.. أتلقى اتصالا يوميا، قبل طلوع الشمس، من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.. يسألنى عن آخر ما تحقق.. يناقشنى فى التفاصيل.. يبدى الملاحظات التى تشكل، دون مزايدة، إضافة لما يتم إنجازه.. السيد الرئيس، لا يكتفى بالتقارير، ولا الاتصالات التليفونية.. يفاجئ مواقع العمل بالزيارات الميدانية فى أى توقيت.. يستهدف التحفيز قبل التفتيش، والوقوف على طبيعة ما يتم...».


المقتطف السابق سمعته من الفريق كامل الوزير، عندما كان رئيسا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة (قبل توليه وزارة النقل، حاليا).. وهى سمة أساسية فيمن تتابعوا على المنصب منذ بدء مشروع التنمية الشاملة (اللواءات: طاهر عبدالله.. عماد الألفي.. كامل الوزير.. إيهاب الفار)، كون الهيئة الهندسية للقوات المسلحة (التى هدمت خط بارليف الحصين خلال حرب أكتوبر 1973)، تضطلع بدور إشرافى مهم فى كل ما يتم (عبر إداراتها: المشروعات الكبرى، الأشغال العسكرية، المهندسين العسكريين، المساحة العسكرية.. المياه...) وبنفس روح أكتوبر القتالية.


فى إحدى المرات سألنا عن طبيعة مهام عمال يحملون عبوات متوسطة الحجم.. يمارسون نشاطهم بدقة واجتهاد واضِحَين.. عرفنا من مشرفى الموقع أنهم يحملون مواد متفجرة.. هم متخصصون فى تحويل المرتفعات الجبلية إلى تربة منبسطة لإقامة طرق، ومشروعات.. تذكرنا المشهد نفسه، ونحن نصعد إلى قمة جبل الجلالة لمتابعة المنشآت (السكنية، التعليمية، والخدمية...)، عبر طريق ممتد ومرصوف بعناية، بعدما كان قبل عام مجرد تبة صخرية، تتدرج حتى ارتفاع 700 متر فوق مستوى سطح البحر!


استنهاض إرادة النصر، هو «كلمة السر»، التى تفسر كيف يتحقق هذا الكم الكبير من الإنجازات المتنوعة خلال سنوات قليلة.. المشاهد والتعايش على أرض الواقع يكمل مقاطع الصورة.. علاقة التلاحم بين العسكريين والمدنيين (مئات الشركات التى تنشط فى مواقع العمل على مستوى الجمهورية).. الكل يعمل كـ«خلية نحل» لتنفيذ المطلوب.. جميعهم يتبنى الثلاثية التى رسخها الرئيس عبد الفتاح السيسي: «أقل مدة تنفيذ.. أقل تكلفة مالية.. أعلى جودة فى تنفيذ المشروعات».


مرور 47 عاما على نصر أكتوبر العظيم، لم تغب الروح القتالية، التى وجدت من يُعيد لها الحياة مجددا.. إرادة المقاتلين تتبدى فى الجهود الاستثنائية (على صعيد التوقيت، والإمكانات)، التى تتم شرقا وغربا.. كلها توثق معانى البطولة والتضحية وقهر المستحيل وتحويله إلى فرص متاحة.. إنه التطور الطبيعى للإنجاز القتالى للقوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر عام ١٩٧٣.. النصر المؤزر، الذى شغل الخبراء العسكريين، عالميا، بعدما غيّر العقائد الراسخة حول فنون القتال واستراتيجيات الحروب، وأضاف للأكاديميات والمعاهد العسكرية نظريات، وغيَّر مناهج (تكتيكية، وإستراتيجية).


روح أكتوبر، ولدت فى يونيو ١٩٦٧.. رويت بالدماء الطاهرة للجنرال الذهبى الشهيد، عبدالمنعم رياض (ورفاقه من أهل التضحية والفداء).. ترعرعت فى أجواء حرب الاستنزاف، بعدما اصطف الجميع وراء الهدف الأساسى (إعادة بناء القوات المسلحة، وإزالة آثار العدوان)، عبر محطات المجهود الحربى المشرفة، التى كشفت عن إرادة وتضحيات شعبنا العظيم، ومن ثم لم يكن غريبًا أن تتوج هذه الروح بنصر أكتوبر.. الحالة نفسها تبدت منذ يناير 2011، شعب راح يتحدى اليأس.. يقهر الإحباط.. واجه مؤامرة كبرى حاولت السطو على حاضره ومستقبلة؛ لكنه أبدا لم يستسلم.. لم يعلق أوجاعه قبل 30 يونيه 2013 على شماعة المظلوميات والبكائيات (التى تتاجر بها جماعة الإخوان من الماضى إلى الحاضر للإيقاع بضحايا جدد).


نجحت الإرادة الوطنية (الشعب، والمؤسسات)، بعد 30 يونيه، فى تحويل ذكرى النصر من مناسبة للاحتفال المعنوى إلى مواسم للفخر بالإنجازات الجديدة (فى مجالات الطاقة الكهرباء، البنية التحتية والطرق، والإسكان والمرافق، الصحة، والتعليم، واستصلاح الأراضى والمشروعات الاستثمارية الكبرى والمتوسطة والصغيرة...)، جنبا إلى جنب مع تعقب الظواهر الدموية (التطرّف، والإرهاب)، رغم سطوة من يمارسون التضليل والكذب، ويحاولون استقطاب بسطاء العقل والتفكير بوعود زائفة.


30 يونيه، كان لحظة استحضار روح أكتوبر، فى مواجهة الحرب النفسية والدعاية السوداء التى تستهدف إرادة شعبنا على مدار الساعة.. دول وأجهزة استخبارات تخطط لمنع مصر من أن تكون على قلب رجل واحد.. تحاول قتل روح التفانى والتضحية والقناعة الكاملة بالاستشهاد من أجل الأرض والعرض؛ لكن الجهود التى تتم فى مواقع العمل المفتوحة (شرقا وغربا)، كانت الرد العملى على هذه المخططات؛ حيث لا مجال للاستقطاب أو الانقسام.. فقط، الاصطفاف ومواجهة التحديات بالعمل والإنتاج.. والإنجاز.


من هنا، كان العنوان الأهم الذى يركز عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مرة يخاطب فيها الشعب المصرى: قابلوا التشكيك بمزيد من العمل والإنجاز.. يدرك أن الروح المعنوية القوية قادرة على مواجهة توحش الحرب النفسية متعددة الأشكال.. يفضل الرئيس (بحكم إدراكه لأهمية موقعه، ومكانة بلده) ألا يذكر من يتآمرون على مصر بالأسماء.. يعيد تذكير الشعب بمنهجهم الدموى (يا نحكمكم.. يا نقتلكم).. إنه الشعار الذى حولته جماعة الإخوان وحلفاؤها إلى أسلوب حياة، خلال الفترة الممتدة من ٢٥ يناير ٢٠١١ إلى ٣٠ يونيه ٢٠١٣، بل وبعد التاريخ المذكور وإلى الآن.


تحذير الرئيس دائمًا من أن الهدم سهل، وإعادة البناء صعبة جدا، رسالة لها ما يبررها.. هو لا يتحدث تفصيلًا عن النهج الذى تتبعته جماعة الإخوان (المتحالفة مع قطر، تركيا، وجماعات المصالح الدولية الراغبة فى تحويل دول العالم إلى مجرد أسواق لمنتجاتها، ومن ثم إجهاض أى اقتصاد ناجح).. منذ الإطاحة بها من السلطة (بإرادة وتحرك شعبيين)، لم تلجأ الجماعة الإرهابية إلى استخدام العنف فقط؛ لكنها راحت توظِّف سلاح الشائعات، بفتوى داخلية مفادها «جواز الكذب» على الظالمين (تتهم كل خصومها، وأعدائها بهذا الوصف).. يتم تعميمها على العناصر والقواعد، لتبرر عمليات الكذب التى يجرى ترويجها على مدار الساعة، لضرب الروح المعنوية.. وتمييعها!!


عند طرح مشروع قناة السويس الجديدة على الرأى العام، زعمت جماعة الإخوان أنه مجرد «سراب»، وأن الهدف إلهاء الناس عن ملفات أخرى.. بعد بدء التنفيذ راحت اللجان الإلكترونية والإعلامية للجماعة (فى الداخل والخارج)، تؤكد أن المدة الزمنية المحددة (عام واحد)، ليست كافية، وأن المشروع لن يرى النور.. عند مبادرة المصريين بالمساهمة فى قناة السويس الجديدة (ماليًا)، بادرت الجماعة بتوظيف مشايخها فى عرقلة المشروع عبر إصدار فتاوى تحرم شراء شهادات الاستثمار، والتشكيك فى فتوى الأزهر المؤيدة للشهادات، غير أن فتاوى الإخوان السياسية لم تمنع المصريين من التدفق على البنوك لشراء الشهادات وتوفير المبلغ المطلوب (وأكثر)؛ لتنفيذ المشروع.


قبل الافتتاح (شاركت فيه زعامات دولية وإقليمية فى حفل عالمى)، روّج الإخوان على نطاق واسع ما قاله شيخهم وجدى غنيم (الذى يتنقّل بين قطر وتركيا)، إن مشروع قناة السويس الجديدة مشروع وهمى، وأن «طشت أمه» أوسع من القناة الجديدة.. بعد الافتتاح روّجت الجماعة شائعات مفادها أن الأوضاع الاقتصادية للدولة لن تسمح بصرف فوائد شهادات الاستثمار، وهو ما ثبت كذبه فى وقت لاحق؛ لأن عملية صرف الفوائد لم تتوقف!!

حتى تسليح القوات المسلحة الذى تفرضه الظروف الإقليمية الصعبة تعمدت جماعة الإخوان خلال السنوات الأخيرة ترويج العديد من الشائعات التحريضية فى محاولة للتهوين والتسطيح من أهمية ما تقوم به القوات المسلحة لرفع كفاءة القوات على مستوى التسليح والتدريب، والزعم بأن تسليح الجيش يسبب أزمة اقتصادية، علما بأن معظم الصفقات العسكرية للجيش لا علاقة لها بموازنة الدولة.


استمر التزييف والتلفيق بعد إعلان الدولة عن تنفيذ مراحل حى «الأسمرات»، السكنى فى المقطم لدمج سكان العشوائيات فى حياه أفضل؛ حيث بادرت الجماعة بتوجيه اتهامات جارحة لسكان العشوائيات بأنهم غير مؤهلين للمعيشة فى هذه المناطق السكانية النظيفة.. فى ملف استصلاح المليون و٥٠٠ ألف فدان (ضمن ٤ ملايين فدان تخطط الدولة لاستصلاحها)، لم تتوقف شائعات ومزاعم الإخوان.. زعموا أن «الفرافرة الجديدة»، مجرد مسطحات من النجيل الأخضر، بعد زيارة الرئيس للمشروع (خلال موسم حصاد القمح والشعير) بهتت الجماعة؛ لكن شائعاتها لم تتوقف.


الأكاذيب الإخوانية تواصلت بعد حل أزمة الكهرباء (التى كانت دائمة الانقطاع معظم الفترات خلال اليوم الواحد).. زعموا أن شبكة الطرق (المهمة استراتيجيا، واستثماريا)، لا داعى لها.. قالوا أيضا: يجب على القوات المسلحة ألا تتدخل فى ملف ارتفاع الأسعار (عبر الدور الذى تقوم به منافذ السلع الثابتة والمتحركة لجهاز الخدمة الوطنية حتى لا يصبح المواطن ضحية للعرض والطلب من المحتكرين).. قالوا إن الجيش يجب أن يتفرغ لمهمته الأساسية، وكأن عناصر جماعة الإخوان هى من تحمى الحدود حاليا!!!


بروح أكتوبر يجرى تنفيذ مئات المشروعات على قدم وساق.. الرؤية الإستراتيجية تحدد خطة التنمية الشاملة (شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا).. المشروعات القومية (اقتصاديًا.. وزراعيًا.. وخدميًا...)، تستهدف تعويض سنوات الاحتكار والتهميش.. الطريق إلى التنمية كان مليئًا بالمطبات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية فضلا عن تراجع الأداء المؤسسى لأكثر من ٤٠ عاما، غابت خلالها الرؤية الإستراتيجية (تشخيص الواقع.. الإمكانات.. المخاطر.. دور القطاعات والمؤسسات.. الفرص المستقبلية.. الغايات والأهداف...)؛ لكنها إعادة الاعتبار لروح أكتوبر قهر المستحيل.


فى كل المشروعات التى يجرى تنفيذها فى عهده (مدنيا.. عسكريا)، لا يكتفى الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوجيه الشكر لكل من أسهم فى الإنجاز؛ لكنه يناقشهم فى كل صغيرة وكبيرة.. يرسخ لضوابط مهمة فى عملية التنمية الشاملة التى يجرى تنفيذها على مستوى الجمهورية، مؤكدا ضرورة توافر جميع العناصر الأساسية لأى مشروع قبل وضع حجر الأساس له، لاسيما الدراسات الفنية والمالية الجادة، ووصول جميع المعدات اللازمة للتنفيذ.. قد لا يتذكر البعض أن الرئيس رفض افتتاح مشروع فى دمياط (الميناء)؛ لعدم وصول المعدات اللازمة، حينها، وقال لن أفتتحه قبل الانتهاء من التجهيزات الكاملة للمشروع.


فى نقاشه المتواصل (مع المسئولين) يركز الرئيس على المصداقية والشفافية بين الدولة والمواطن.. يؤكد أن العمل والثقة والصبر هى مفتاح النجاح لهذا البلد، والفترة المقبلة سوف تشهد حجم عمل وجهدا كبيرا جدا على جميع المستويات، وسوف يتم افتتاح مشروعات عملاقة.. لابد أن يعرف المصريون التفاصيل المتعلقة بالمشروعات التى يتم تنفيذها.. الشعب حمَّلنا الأمانة ونحن نحاول أن نكون مخلصين وأمناء وشرفاء فى حمل الأمانة.. لابد أن نشرح لهم مواصفات ما يتم (الأهداف، التكلفة، وقت انتهاء المشروع).


يتساءل البعض أحيانا، كيف يقدم الرئيس السيسى على هذه القرارات المصيرية؟.. ألا يخشى على شعبيته من الحرب النفسية التى يتعرض لها؟.. ألا يهتز للحظة من حجم التشويه الذى تتفنن فيه القوى المعادية لمصر، بأدواتها المتعددة فى الداخل والخارج؟.. هنا، نستحضر الخلفية العسكرية التى تبادر بدراسة الموقف الكامل أولا، ثم وضع الخطط الأساسية والاحتياطية قبل التحرك والحسم؛ حيث لا مجال للتردد أو الاهتزاز فى مواجهة القرارات المهمة والمصيرية، لأنها أولًا وأخيرًا لصالح الوطن.. والشعب.


يتساءل البعض أحيانا، كيف يقدم الرئيس السيسى على هذه القرارات المصيرية؟.. ألا يخشى على شعبيته من الحرب النفسية التى يتعرض لها؟.. هنا، نستحضر الخلفية العسكرية التى تبادر بدراسة الموقف الكامل أولا، ثم وضع الخطط الأساسية والاحتياطية قبل التحرك والحسم؛ حيث لا مجال للتردد أو الاهتزاز فى مواجهة القرارات المهمة والمصيرية، لأنها أولًا وأخيرًا لصالح الوطن.. والشعب.