الأحد 2 يونيو 2024

ذكرى «معركة الفردان».. عندما اعترف العدو الصهيوني بالفشل

تحقيقات8-10-2020 | 18:28

تحل اليوم 8 أكتوبر، ذكرى وقوع معركة الفردان، والتي كانت إحدى المعارك البارزة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والتي وقعت في شرق الإسماعيلية، وانتهت بسحق شامل للواء 190 مدرع إسرائيلي، وأسر قائد اللواء العقيد عساف ياجوري ونحو 8 دبابات سليمة .

 

حينها، وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها معركة الرعب، حيث دارت بين فرقة أدان وفرقة حسن أبو سعدة، فكانت فرقة أبراهام أدان المكونة من ثلاث لواءات مدرعة حوالي 300 دبابة، حاولت بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة واللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبي حافظ في قطاع شرق الإسماعيلية الجيش الثاني.


تفاصيل المعركة

 

وعن تفاصيل ما جرى في هذه المعركة، قال محمد عبد الغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973، إنه اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان قائد الفرقة التي يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع في النجاح.

 

وتابع: إنه فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة، وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية.

 

ووفقا لما أكده المشير الجمسي، في مذكراته، كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل.

 

ولم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب.

 

ووصف الجمسي شعوره بعد هذه اللحظة، قائلا "لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة، اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ، وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو".


صدمة الجيش الإسرائيلي

 

ووصف الجنرال إبراهام آدان في كتابه على ضفتى قناة السويس، هذه المعركة بأنها كانت أكبر أخطائه، قائلا: "كانت أكبر أخطائى هو هجومى في اتجاه القناة، لقد أحسست في الثامن من أكتوبر بضغوطهم على بينما لم يكن يحدث مثل ذلك في الحروب السابقة، ولم يكن أمامى مفر سوى أن أستجيب، لم اعرف أن الخطة المتفق عليها في اليوم السابق قد تغيرت.

 

وتابع: "لست أتنصل من مسئولية ما حاق بالفرقة المدرعة التي توليت قيادتها من فشل، فقد كان الأسلوب القتالى للفرقة متخلفا، وكان التنسيق والسيطرة من جانبى على قواتى غير كافيين، وفي الهجوم الثاني لم أنجح في تدعيم لواء نيتكا حتى لا يهاجم العدو بمفرده، وكان قادة ألويتى المدرعة على نفس هذا الحال، فقد كانت سيطرتهم وتنسيقهم بين قواتهم غير كافيين، ولم يكن هناك مبرر ليدفعوا بنا للهجوم على مقربة من القناة في الوقت الذي كان علينا أن ننتشر جنوبا، لقد كان أساس الفشل أننا هاجمنا وحدنا بلا مشاة وبلا مساعدة سواء من المدفعية أو من الطيران".