الخميس 23 مايو 2024

"فتاة آل عثمان".. رواية تكشف جوانب جديدة من نهاية الخلافة العثمانية

فن9-10-2020 | 02:05

شغلت نهاية الخلافة العثمانية وأسبابها الكثير من الباحثين والمؤرخين، لكن الأديب نقولا حداد جعل هذا الحدث فكرة لروايته التي أسماها "فتاة آل عثمان".

الرواية التي تصدر قريبا عن "بورصة الكتب" للنشر والتوزيع، قال عنها الباحث محمد أبوبكر: إنها أشبه بترجمة ذاتية جديدة للسلطان عبدالحميد الثاني، وفق معلومات لم تتح في كتاباتٍ سابقة.

وأكد الباحث الذي عكف على تحقيق ودراسة الرواية تاريخيا، أنه بدءًا من التاسع والعشرين من مايو عام 1922م بدأت مجلة اللطائف المصورة في نشر رواية بعنوان (فتاة آل عثمان) لمؤلفها نقولا أفندي الحداد، على مدار اثنين وثلاثين حلقة أسبوعية.

وأشار إلى أن "فتاة آل عثمان" تمتلك أهميةً مزدوجة في سياق اهتمام الإبداع برصد التحولات السياسية والثقافية في المجتمع المصري والعربي، حيث إنها نُشِرَت في توقيت مبكر وعهدٍ قريب بحدثين كبيرين، الأول هو الانقلاب العثماني عام 1908م والثاني هو الحرب العالمية الأولى، وللحادثين أهمية كبري وانعكاس خطير على مصر والمنطقة العربية.

وأكد أن الانقلاب العثماني كان تتويجًا لنشاط حركاتٍ سياسية ضمت تياراتٍ متعددة في الدولة العثمانية، كانت تطالب بتحديث نظام الحكم وتمكين الدستور والديمقراطية وإطلاق الحريات.

وأضاف أن هذه الرواية تأتي بمشاركةٍ حماسية من مؤلفها نقولا الحداد صاحب المشروع التنويري، وأحد المبشرين بأفكار الحداثة الأوربية في العلم والفكر والفلسفة، والذي مثَّل له الانقلاب العثماني وتمكين الدستور أهميةً خاصة جعلته يقرر العودة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر أملاً في انطلاقةٍ جديدة صوب التنوير والحرية للشعوب العربية.

"فتاة آل عثمان" رغم أنها تأتى في طورٍ بدائي من الناحية الفنية، فضلاً عن الخطابية والتعليمية المباشرة في لغتها وحواراتها، إلا أنها تمثل وثيقةً تاريخية، ليس حسب في تاريخ الرواية العربية، وإنما هي وثيقة هامة في التاريخ الحديث، حيث تكشف جانباً من جوانب شخصية السلطان عبد الحميد الثاني، الذي اشْتُهِرَ بالدهاء السياسي والرؤى الإصلاحية التي لم تسعفها الظروف في التحقق على أرض الواقع.

الجانب الذي توضحه (فتاة آل عثمان) هو العقلية التي حكمت سياسة عبد الحميد في الاعتماد على غيبيات وخروقات المتصوفة في إدارة واستشراف الوقائع السياسية.

وبحسب أبوبكر، فإن الرواية تقدم جوانب جديدة للسلطان عبد الحميد الثاني كآخر الخلفاء العثمانيين، ومن ثمَّ طرح مشهد النهاية من جديد مع ضم الشخوص الأكثر ضلوعاً في إخراج هذا المشهد وأهمهم شيخ مشايخ السلطنة أبو الهدى الصيادي، صاحب الشخصية الغرائبية والجدلية.