منذ
وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة بتركيا ويحاول الحزب بشتى الطرق المشروعة
وغير المشروعة بسط نفوذه على منطقة الشرق الأوسط، مستغلاً حالة الانهيار التي
أصابت المنطقة مع ظهور مع عرف آنذاك بـ "الربيع العربي" مع بداية عام
2011، ولا تفوت السلطات التركية أي فرصة للتغني بأمجاد السلطنة العثمانية واستعادة
دورها، تلك السلطة التى تعلم تماما أن العالم يدرك أن تاريخها مليء بالجرائم
الإنسانية التي تقشعرّ لها الأبدان.
وثمة
ما يمكن ملاحظته أن الأطماع التوسعية للدولة العثمانية، كانت دائما ًمرتبطة بنشر
ثقافة الموت، ابتداء من فكرة الجيش الانكشاري الذي كان يقوم على فكرة أن الطفل
الضعيف يستحق الموت، وصولاً إلى المذابح المرتكبة بحق الشعوب الأخرى، والأقليات
الطائفية والدينية. جرائم الاحتلال التركي فضحها كُتاب وباحثون، حول ممارسات
السلاطين من استبداد وقمع ومذابح بحق سكان المناطق التي احتلوها خلال أربعة قرون
وكشفت الوجه القبيح لحكم الأتراك واستحواذهم على السلطة والثروة، دون وازع من دين
أو دم.
ولا
شك أن الثورات العربية التى شهدتها المنطقة مطلع عام 2011 ساهم في صعود التركي
الجديد ودفع إلى العودة لتاريخ الدولة العثمانية في المنطقة، لكن من دون أن يخطر
على بال أحد عن أي دولة هم يتحدثون، وخصوصاً في هذه المرحلة التي يشهد فيها الشارع
التركي أيضاً نقاشاً مثيراً عن ماهية هذه الدولة، والتى يحاول حزب العدالة
والتنمية بشتى الطرق مستغلاً أن له أبواقاً إعلامية في مختلف الدول العربية بدعوة
إعادة النفوذ التركي للدول العربية التي كانت تابعة بدرجات مختلفة لسلاطين الدولة
العثمانية.
ومن
الحقائق التى لا يمكن إنكارها في الوقت الذي تتنكر فيه تركيا لجرائمها أن أكثر
الكلمات التى استخدمت إبان الاحتلال العثماني للدول العربية، هي كلمات “غزو، قتل،
مذابح، فساد، رشوة”، وذاك هو الميراث الذي تركه لصوص الدولة العثمانية في ذاكرة
العرب، طوال ثلاثة قرون من الاحتلال، حيث عانت المنطقة العربية من القتل والقمع والتشريد
والتسخير والنفي الجماعي لأهلها، في ظل ظروف إنسانية كانت الأسوأ على الإطلاق، حيث
تفشت الأمراض والأوبئة التي كان الفقر عاملاً مهما في انتشارها، والتجنيد الإجباري
للرجال والشبان وزجهم بالحروب في سبيل أطماع العثمانيين التوسعية، ناهيك عن انتشار
الشعوذة والدجل والخرافة وتراجع دور العلم، بل واضطهاد الطبقة المثقفة ما أدى إلى
هجرة الأدمغة، فضلاً عن الفقر والضرائب الباهظة، التي كان ينهبها جنود الانكشارية
ورعاع الترك.
*تدين العثمانين .. الدين غطاء للجريمة