الجمعة 22 نوفمبر 2024

أخبار

أحمد كريمة: الأزهر الشريف هبة مصر

  • 11-10-2020 | 18:51

طباعة

معهد العلماء, ومتعهد الحكماء, له فى خدمة الدين لامذهب فى الدين, شرف عظيم, ومقام كبير من ألف وقرن من الزمان- أكثر من ثلثى عمر الشريعة الإسلامية الخاتمة – يقوم على خدمة الدين الحق وعودة ودلالة وإرشادا دون كلل ولاملل دون مذهبية علمية ولاطائفية دينية ماخرجت معه حركات باطنية ولافرق طائفية ولاجماعات عنف فكرى ولافصائل عنف مسلح.


الأزهر الشريف الحاضن والحارس للثقافة الإسلامية والهوية المصريةالأصيلة التى تتميز بالتنوع الفكرى والرسوخ العلمى والجموع بين الأصالة بثوابتها والمعاصرة بمتغيراتها, بآلية علمية منضبطة , واضحة المعالم والوسائل والمقاصد.


فى رحاب الأزهر الشريف مناظرات ومقارنات وفق أسس منهجية, فلا انكفاء على حقبة زمانية, ولاتعبد بأقوال بشرية مجردة, ولا ذوبان فى مبادئ مذهبية تحصر الدين الحق فى رؤاها وأهدافها.


الأزهر الشريف الدور الفاعل فى الوحدة الإسلامية للأمة المسلمة دون اعتبار بتباعد أقطاروأمصار, أو تنوع أعراق وجنسيات, فالعلوم الإسلامية العريقة نتاج أئمة العلم والهدى فى الأعصار والامصار يقدم الأزهر الشريف خلاصتها دون تمايز بين مدارس علمية العقيدة والشريعة مع إحسان ظن والتماس عذر على القاعدة الذهبية" كلامى صواب يحتمل الخطأ وكلام المخالف خطأ يحتمل الصواب" للإمام مولانا الشافعى رضى الله عنه, والمنهجية العلمية الأخلاقية" رفع الملام عند الأئمة الأعلام" للإمام ابن تيمية- رحمة الله تعالى عليه وينظر إلى قوة الدليل وتحقيقه مصلحة ودفعه مفسدة.


والعلوم الأزهرية تحرر الثقافات للمجتمعات المسلمة من"ازدواجية الثقافة" وتحرر الثقافة الإسلامية من العصبية المذهبية وكل هذا يؤمن الأمن الثقافى للمسلمين.


الثقافة الأزهرية القائمة على فقه دقيق عميق للأصول والمصادروالأحكام ومقاصد الأحكام, تعطى الدلائل على ثراء العلوم الإسلامية, وربانية الشريعة الغراء.


إن الثقافة الأزهرية فى مناهجها المعتمدة والمعتبرة, ترسخ الإخاء الدينى وزمالة الشرائع, والتسامح وقبول الآخر, والوحدة الوطنية, وتطبيق قيم العدل والكرامة والسلام العالمى.


وستظل الثقافة الأزهرية معينا لاينضب لصفاء العقيدة وسمو الشريعة ومكارم الأخلاق, ستظل الحصن الحصين وخط الدفاع الأول ضد معاول الإلحاد والإشراك, والإفساد فى الأرض.


ارتضى المسلمون من عقود وعهود الأزهر الشريف مرجعية إسلامية كبرى لدلالة الخلق على الحق, وسيظل منارة هدى رغم كيانات هزيلة ونعرات مذهبية, تسعى لإقصاء مصر عن دورها الريادى فى العالم الإسلامى بإضعاف أو تحجيم أزهر مصر أزهر الإسلام.


وإن الأحداث والوقائع والشواهد تؤكد مجتمعة على أن الأزهر الشريف هبة الإسلام نبت وترعرع وازهر بخير أجناد الأرض وستذهب المحاولات العبثية لأذناب التمذهب وعملاء التحزب وأذيال التعصب فى نفايات الذكريات تحقيقا لوعود الله عز وجل" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض".


نظمت قوانين رسمية الوسائل والمهام والمقاصد للأزهر الشريف المرجعية الإسلامية الكبرى المعتمدة والمعتبرة للعالم الإسلامى عامة ومصر خاصة أذكرها فى وجازة ليكون الجميع على بصر وبصيرة فيما يراد للأزهر الشريف من استقلالية لمزيد من العطاء لخدمة الثقافة الإسلامية الأصيلة وتذكرة للساعين للإقصاء والإحلال لأهداف تنال من هوية مصر ودورها الريادى القيادى بأزهر الإسلام أبقاه الله وأدامه وأعانه:


أولا: القانون رقم 10 لسنة 1911:تناول هذا القانون المهام الدراسية الأزهرية وجعلها مراحل وجعل لكل مرحلة نظاما وعلوما وزاد فى مواد الدراسة وحدد اختصاص شيخ الأزهر وأنشأ هيئة مجلس الأزهر الأعلى وأوجد هيئة كبار العلماء وجعل له نظاما خاصا ونظم الأعمال العلمية والإدارية فى المعاهد الأزهرية.


ثانيا: القانون رقم 49 لسنة 1930: عنى هذا القانون بإنشاء كليات أزهرية رئيسية وجواز إنشاء كليات أخرى وأنواع الدراسة ومددها فى المعاهد والكليات الأزهرية ودراسة علوم مدنية مضافة للعلوم الإسلامية الأصيلة.


ثالثا: القانون رقم 26 لسنة 1936م: نظم هذا القانون الدراسة بالمعاهد والكليات الجامعية وحدد العلوم الرئيسية للكليات الأزهرية الشريعة, أصول الدين, اللغة العربية وبين الشهادات الممنوحة ووضح الدراسات العليا للحصول على درجة العالمية.


ربعا: القانون 103 لسنة 1961م: عرف هذا القانون بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها, وعرف أيضا بقانون التطويروقد نص فى الباب الأول منه وفى مادته الثانية على أنه: "الأزهر هو الهيئة العلمية والإسلاميةالكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وأثره فى تقدم البشرية ورقى الحضارة وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس فى الدنيا والآخرة كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمى والفكرى للأمة العربية وإظهار أثر العرب فى تطور الإنسانية وتقدمها وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية وتزويد العالم الإسلامى والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأى فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافة الدينية والعربية ولغة القرآن وتخريج علماء عاملين متفقهين فى الدين يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح – كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة والربط بين العقيدة والسلوك وتأهيل عالم الدين للمشاركة فى كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة وعالم الدنيا للمشاركة فى الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة, كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية والإسلامية والعربية والأجنبية وفصل القانون منصب شيخ الأزهر وشروطه وهيئات الأزهرالشريف القائمة وهى: المجلس الأعلى للأزهر, مجمع البحوث الإسلامية, جامعة الأزهر, المعاهد الأزهرية, واختصاصات كل، والمبادئ التى تكفل الوفاء بهذا الدور.


وقد صدرت لوائح تفسيرية كلها تؤصل وتكشف وترسخ الدور الريادى القيادى للأزهر الشريف بهيئاته.


وأجمع العالم بأسره مسلموه وغير مسلميه بشعوبه ومؤسساته المتنوعة على ريادة ومرجعية الأزهر الشريف.


وإذا كان من فريد أداء فعال لخدمة الإسلام ونفع المسلمين فأهل الأزهر البررة الأوفياء الذين صانوا أنفسهم عن التلوث المذهبى والعصبية البغيضة والتبعية لتيارات سياسية وغيرها هؤلاء أدرى بشؤون أزهرنا ليبقى بحر العلم الزاخر للإسلام وعلومه الأصيلة ومقاصده الرصينة حائط سد لحماية والحفاظ على هوية مصر.


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة