السبت 18 مايو 2024

الحضارة المصرية القديمة.. استثمرتها هوليوود وتجاهلتها السينما المصرية

فن11-10-2020 | 21:13

الحضارة المصرية القديمة، من أعرق الحضارات وأكثرها استمرارية وأثرا، حيث استمرت لأكثر من 7000 عاما، أهدت فيهم البشرية كثيرا من معاني التقدم والعلم والمدنية، لذلك كانت هذه الحضارة ملهمة دائما لصناع السينما حول العالم، خاصة في هوليوود، التي استثمرت هذه الحضارة، واهتمام الجمهور بها،  فصنعت مئات الأفلام التي حققت مليارات الدولارات.


وبدأ اهتمام السينمائيون بالحضارة المصرية القديمة مبكرا، مع السنوات الأولى لاكتشاف السينما، وكانت البداية مع فيلم "كليوباترا"، للمخرج الفرنسي جورج ميلييه عام 1899، وهو فيلم قصير صامت، من أوائل أفلام الرعب، ويدور حول عودة الروح للمومياء الخاصة بكليوباترا.


وكان هذا الفيلم بداية عدد كبير من الأفلام التي صنعت عن كليوباترا، التي ألهمت  قصتها الدرامية وقصة حبها لأنطونيو كثيرالمبدعين .


ففي عام 1908، عرض فيلم "أنطونيو وكليوباترا"، بطولة موريس كوستيللو وفرانس لورانس، ودار حول قصة الحب بين أنطونيو وكليوباترا.


وبعد ذلك بتسع سنوات عرض فيلم كليوباترا Cleopatr""، سنة 1917،  وهو فيلم أمريكي، مأخوذ من رواية "كليوباترا" للأديب هنري رايدرهاجاردالتيصدرت في سنة.


وكانت الحضارة المصرية موضوعا لعدد كبير من أفلام الرسوم التحركة، منها  الفيلم الأمريكي (The Prince of Egypt)، الذي عرضعام 1998، بطولةفالكيلمر، رالففاينس، ميشيلفايفر، ساندرابولوك، ويحكي عن بعثة النبي موسى إلىبنيإسرائيل.


بالطبع، هذه ليست كل الأفلام التي تناولت الحضارة المصرية القديمة،  ولكنها بعض النماذج، التي توضح اهتمام السينما العالمية بها، واستثمارها، في الوقت الذي لم تستفد منها السينما المصرية، سوي في قلة قليلة من الأفلام، نذكر منها "كليوباترا" عام 1943، بطولة بدر لاما وأنور وجدي،  وزوزو نبيل وأمينة رزق وإخراج إبراهيم لاما. 


وفيلم "عروس النيل" ،  عام 1963 ، إخراج فطين عبد الوهاب، وبطولة رشدي أباظة، ولبنى عبد العزيز ،  ثم فيلم "الموميا" لشادي عبد السلام  عام 1974، وعدد قليل جدا من الأفلام ، منها مؤخرا فيلم "الكنز" للمخرج شريف عرفة  التي ظهرت فيه شخصية حتشبسوت، لكن المستوي الفني للفيلم كان ضعيفا.


 فيما عدا ذلك فإن السينما المصرية تجاهلت هذه الحضارة تماما، فلم تقدمها في أعمال تتوازي مع قيمتها الحضارية والتاريخية والسياحية، ربما يكون السبب هو التكلفة المادية والتقنية العالية، خاصة أن السوق المصري السينمائي ضعيف، ولن يتمكن من تغطية تكاليف مثل هذه النوعية من الأفلام، إلا أن الأمر يحتاج التفكيربطريقة  أكثر إيجابية، فلو تم إنتاج فيلماقوياعن الحضارة المصرية القديمة  حتى لو بالاستعانة بخبراء أجانب، لكي يظهر بشكل جاذب، مع خطة تسويق وتوزيع جيدة، سيلاقي الفيلم إقبالا كبيرا في دور العرض العالمية، ويمكن عمل نسختين من الفيلم إحداهما مدبلجة باللغة الإنجليزية.


 ولا يمكن أن نطالبمنتجي القطاع الخاصبذلك، فمثل هذه الأفلام تفوق إمكانيات أي منتج خاص، لذلك لابد من تدخل الدولة، حتى لو كان الهدف من الفيلم ليس الربح قصير المدى، فإنه بالتأكيد سوف يحقق أرباحا طويلة االمدى، سواء على مستوى السياحة، أو على مستوى التعريف الحقيقي بهذه الحضارة العظيمة، خاصة أن هناك بعض الأفلام التي شوهت هذه الحضارة سواء عن عمد أو عن غير قصد بهدف زيادة التشويق والإثارة.


    الاكثر قراءة