الإثنين 30 سبتمبر 2024

صناعة الثقافة بين توليد الإعاقة وتشكيل الخيال الإيجابى

فن11-10-2020 | 21:23

أقوى دليل على رسوخ الهوية هو التواجد الثقافى والفنى على المستوى العالمى. يمكن للثقافة أن تفرض ذاتها بدون حروف...بدون كلمات، بدون الحاجة لمترجم. فربما لحن موسيقى ينقلك من حالة لحالة أخرى ويغزو مشاعرك بسرعة تفوق الخيال. وربما لوحة بصدق تعبيرها وشفافية ألوانها تغير من فكرك.


إيقاع التعليم هو إيقاع حركات عقارب الساعة لأى مجتمع. ربما ينمى ويحافظ على الثروة البشرية وربما يولد إعاقة وعاهات عقلية. حينما يصبح التعليم مسدود القنوات، هش المحتوى، فقير الموارد لا يسعى لتطبيق معلومة، ضعيف المستوى.


ينتج كائن إنسانى ضعيف المستوى ناقم على الثقافة ممسوخ وممسوح الهويه فى العقل الجمعى للعالم الافتراضى يتناقل المعلومات دون الرجوع للمرجعية والأصول هنا تكمن الخطورة الكبرى فى توليد الإعاقة.


  وحول دور البحث العلمى وارتباطه بالقضايا المجتمعية وأهمية وتفعيل النقد فى الموضوعات الحياتية، كانت الدراسة حول موضوع بعنوان : صناعة الثقافة وأخلاقيات تلقي الأدب الأجنبي والاستفادة منه في تشكيل الخيال الإيجابي.  الذي حدانى لتناول هذا الموضوع التساؤل الدائم حول دور تلقى القارئ الأجنبي للأدب.وتتضح إشكالية دراسة الموضوعمن خلال التداولية والتفاعل بين الكاتب والقارئ؟ كيف يساهم الأدب في تكوين الخيال الإيجابي والبحث عن بناء الإطار الثقافي للقارئ الذي يتلقى أعمال أدبية أجنبية تختلف عن ثقافته؟ 


      وتتجلى خطورة العمل الأدبي عندما يتبنى القارئ النص فيجعله تعبيرًا عما يختلج في نفسه وفى ذاته، وقد يصاحب هذا الإسقاط تقمص شخصية المتكلم، غير أن هذا المتكلم قد لا يكون بالقطع منتج النص الواقعي.باختصار كما تقول مار كلير كيرارت : " قل لي ماذا تقرأ ؟ أقول لك من أنت" ؟


       ويقول الدكتور زكي نجيب محمود في أحد كتبه إن سبب تأخر الشرق ليس في قصوره العلمي بل يرجع إلى فقر الشعوب العربية الوجداني وعدم الاهتمام بالثقافة خاصة بالجانب الفني منها، وعدم إدراك مدى تأثيره في إذكاء روح البحث سواء كان بحثًا علميًّا أو أدبيًّا. وتزداد تلك الأهمية مع سيطرة العالم الافتراضي واستخدام الفيس بوك كجورنال يومي.


ويرى جون بيسير أهمية هذا الموضوع لسببين: أولهما العالمية وتعدد الرؤى الأخلاقية والسبب الثاني هو ظهور تيار نقدي يهتم بالإيديولوجية الأخلاقية في مجال النظريات الأدبية المعاصرة.


   كما يهتم ڤانسون ﭼوف باستراتيجيات رد فعل القارئ تجاه العمل الأدبي وكذلك تأثير الشخصية في القارئ على مستويات عديدة. لدرجة أن الشخص يمكن أن يدفع القارئ أن يعيش في خياله رغباته المكبوتة.


هل يجب تحديد إطار أخلاقي للكاتب؟ هل على النقاد دور في وضع أطر أخلاقية حفاظًا على النفس البشرية؟

   والمحور الأول للبحث يرتكز على البطولية وما ضد البطولية وأثرها في الشخصية. تركز مارى كلير كيربارت على دور البطل باعتباره الشخصية الرئيسية التي تؤثر في القارئ. 


ويرتكز المحور الثاني للبحث على تصنيع الذوق الثقافي للقارئ الأجنبي وتشكيل الخيال. ويرى في هذا الصدد الكاتب فريدريك بيج بيدر مؤلف كتاب" تسعين سنتيم" أن شركات الدعاية والإعلان تقوم بمهمة خطرة للغاية تسهم بها في تشويه القيم الروحية والإجبار على إرادة وحب ما لا حاجة إليه والإيهام بضرورته التي لا غنى عنها.

 

 ولتصنيع الذوق الأدبي للقارئ الأجنبي يمكن تحليل وانتقاء دروس مستفادة من حياة الكتاب والمبدعين الذين مروا بظرف عصيبة في الحياة  ولكن اجتازوها وحققوا نجاحا وتركوا لنا من التراث الفكري ما وصل إلى الأدب العالمي.


ولتقريب القارئ الأجنبي للأعمال الأدبية هناك بعض الأفكار يمكن استغلالها : من لعب أدوار بين مذيع وكاتب، لرسم النص، لحكاية رواية،لعمل معرض لبورتريهات الكتاب ورسمهم والتركيز على تغيير هيئتهم من العصور السابقة حتى اليوم.