أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن تنظيم عملية الإنجاب "تنظيم الأسرة" ضرورة وطنية وشرعية تتجاوز قضية الحلال والحرام؛ لأن ذلك أصبح ضرورة، لافتا إلى أن معدل الزيادة السكانية في مصر هذا العام أكثر من تعداد بعض البلدان في العالم.
وأوضح وزير الأوقاف- في أولى حلقات منتدى الحوار الثقافي، الذي تنظمه الوزارة؛ لمناقشة ثاني أكبر تحد للدولة المصرية بعد مواجهة الإرهاب وهي القضية السكانية، وبخاصة موضوع تنظيم النسل كضرورة واقعية، بمقر أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين- أن الزيادة المضطردة للسكان تؤدي إلى مشكلات لا حصر لها، بما يعد أخطر تهديد لبرامج ومسيرة التنمية.
وأشار إلى أن الزيادة السكانية هذا العام نحو مليون و800 ألف نسمة زيادة، ومن ثم فإننا نحتاج إلى نحو 2000 مدرسة، ونحو 40 ألف معلم، و10 آلاف عامل وهذا في مجال التعليم فقط، وهناك دراسة تقول "جامعة لكل مليون نسمة" أي نحتاج جامعتين لهذه الزيادة، و900 ألف وحدة سكنية.
وأضاف "إننا وفقا لهذه المعدلات نحتاج لإنشاء دولة جديدة كاملة تستوعب هذه الزيادة"، مؤكدا أنه كلما زاد مستوى الوعي ندرك ما معنى الإنفاق، في الصحة والتعليم، حتى نخرج جيلا سويا ومتمكنا، فرب الأسرة الذي لديه وعى يدرك ذلك ويدرك أنه يمكنه أن يحيى ابنه حياة كريمة بدلا من زيادة النسل".
وطالب وزير الأوقاف أجهزة الدولة الدينية والثقافية والصحية والإعلامية والثقافية والتربوية لبيان خطورة الزيادة السكانية وأهمية عملية تنظيم النسل وبيان ما يترتب على التأخر في ذلك من آثار لا تحتمل، مع بيان الرأي الديني بوضوح في مشروعية هذا التنظيم الذي يرقى في مثل ظروفنا الراهنة إلى درجة الوجوب؛ حفاظا على حق الطفل والأسرة والمجتمع والوطن وأهله في حياة كريمة، وتفنيد المقولات الخاطئة التي يرددها البعض التي يقول فيها "أنا لدى القدرة على الإنفاق على أكثر من طفل، نقول له القدرة لا تقاس بمقياس الأفراد فقط وإنما بقدرة الدولة، ثم إنك يجب أن تتخلص من الأنانية من أجل النفع العام".