كتب- محمد علاء:
يعقد متابعون للمفاوضات الجارية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا بشأن سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا قرب حدودها مع السودان، آمال بانتهاء الخطوات الإجرائية كافة خلال الجولة الحالية، المنعقدة في مصر.
وأوضِّح مصدر مطلع على سير المفاوضات، لـ«الهلال اليوم» أن الاجتماع الحالي يستعرض مسودة التقرير الاستهلالي للدراسات، التي تركز بالأساس الاتفاق على البنود المرجعية وتحديد آليات عمل المكتبين الاستشاريين الفرنسيين «بي. آر. إل» و«أرتيليا» خلال دراساتهما للتأثيرات السلبية لسد النهضة على دولتي المصب، مصر والسودان.
وأشار المصدر، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، أن مكتب بي. آر. إل أعلن في مارس الماضي نقص البيانات المقدمة إليه من جانب إثيوبيا عن السد، مضيفًا أن التقرير سيتضمن استعراضا للمعلومات والدراسات الفنية المقدَّمة من كل دولة عن السد الإثيوبي وتداعياته عليها.
وأكد أن بالاتفاق على آليات عمل المكتبين سيبدأ خبرائهما في زيادة مواقع المنشآت المائية على نهر النيل في السودان ومصر للوقوف على مدى تأثرها حال تشغيل السد.
وأضاف المصدر أن خارطة الطريق المتفق عليها تتضمن عقد اجتماع دوري بين ممثلي المكتب وأعضاء اللجنة الثلاثية لإيفائهم بكل جديد في الدراسات، المفترض أن تنتهي خلال 11 شهر؛ يصبح بعدها لدى الدول الثلاثة دراسة وافية ومحددة بتأثيرات سعة وحجم السد الإثيوبي على تدفق المياه لدولتي المصب، مصر والسودان، بالإضافة إلى الآلية المثلى لملء الخزان وتشغيل السد.
وكان بيان لوزارة الموارد المائية والري، أصدرته، مساء أمس، أكد احترام البلدان الثلاثة لتوصيات اللجنة الدولية للخبراء في عام 2015، والتي تضمّنت الحديث عن أهمية إجابة الدراسات عن أهم شواغل الدول.
واحتفلت أديس أبابا مطلع الشهر الجاري بمرور ست سنوات على وضع حجر أساس السد، الذي أعلن مسئولون إثيوبيون الانتهاء من نحو 57% منه، وأكدت وكالة الأنباء الإثيوبية بدء تخزين المياه في بحيرة السد بالصيف المقبل؛ تمهيدًا لتشغيل عدد من توربينات توليد الكهرباء الملحقين بالسد.
وأعلنت إثيوبيا في الثاني من أبريل من عام 2011 وضع حجر الأساس لبناء سد النهضة، بسعة تصل إلى نحو 74 مليار متر مكعب، بغرض توليد 6 آلاف ميجا وات من الكهرباء، قبل أن تعلن نهاية فبراير الماضي عن إجراء بعض التعديلات في مواصفات إنشاء السد، بحيث تزيد قدرته الإنتاجية للكهرباء إلى 6 آلاف و450 ميجا وات.