الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن

ثورة 1919 التى يعيدها التاريخ

  • 15-10-2020 | 13:47

طباعة

من وصايا الحجاج بن يوسف الثقفى لطارق بن عمرو: "لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها.. وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب.

وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل، ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض.

وأتقى فيهم ثلاثاً:

1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.

2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.

3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.

وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله".

فحتى لو لم تثبت صحة هذه المقولة فهى مأثورة تصدق في وصف المصريين، ففي التاسع من مارس 1919 فاجأت مصر الأمبراطورية البريطانية المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى بانفجار في الشارع المصرى بقيادة سعد زغلول، الذى ولد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا) كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر "سعد" خمس سنوات، فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية، تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م.

تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى، ثم عمل معه في الوقائع المصرية لينتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية، لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي، وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة، دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلى، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية، تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر، وتعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته، ثم توظف "سعد" وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين، ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.

انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة"، في عام 1906 تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عيّن في عام 1910م ناظرا للحقانية، وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها، ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907م، أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية، بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة "جماعة الوفد" فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية، تسبب غياب زغلول في الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م.. حسب ويكيبيديا.

عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م، حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان، والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية، حيث وجّه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة،

وتقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب، تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية، أن تسحب القوات المصرية من السودان، وأن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا، ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر، وافق سعد زغلول على النقاط الثلاث الأولى ورفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته. وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان، ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء، فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م، وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927م.

الجماهير تعتبر زغلول الزعيم الوطنى، وزعيم الأمة، البطل القومي وقد فقد خصومه مصداقيتهم على حد سواء كما أنهم تضاءلوا في أعين الجماهير، وهذا ما حدث في 30 يونيو، حيث ثار الشعب المصرى ضد الفاشيست الدينى واعتبروه احتلالاً، ورفعوا صورة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسى، كما رفع الشعب نفسه صورة الزعيمين سعد زغلول وجمال عبد الناصر في ميادين مصر، ولو نظرت للأحداث وترتيبها ستجد المخططات نفسها مازالت تدار فى هذه المرحلة من عمر مصر، فستجد أنه مازال هناك من يريد أن يحصل على مقدرات شعوبنا ونفس مخططات التقسيم، وكذا نفس المخطط لتناحر البلدان العربية وتفتيتها، فقط تغيرت الأساليب لكن الله حافظ على هذه البلاد فيخرج من أبنائها من يقوم بواجبه نحوها ويحافظ عليها ويحميها ويفديها بروحه.

عزيزى القارئ فقط أنظر للتاريخ الذي ما يلبث يمضى حتى يرجع مرة أخرى، لكن بطرق وتكتيكات مختلفة.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة