رغم وضوح كثافة حركة الترجمة في الشرق العربي مؤخرًا، إلَّا أن ما يصل صداه إلى القارئ العربي غير كافٍ أبدًا لإطلاعه على كافة الإصدارات الأجنبية المُهمة التي تتزايد، ولا يصل منها إليه سوى عناوين قليلة، يتعرف إليها عبر الجوائز العالمية. ولهذا السبب تحديدًا - الآن وفي كل عام - نُفَاجَأ باسم الفائز بجائزة نوبل في الآداب، وتبدأ النشرات الأدبية في تتبع سيرته والبحث عن إنتاجه وتعريف غالبية القراء في العالم العربي به، ومن ثم ترجمة أعماله.

في محاولة منّا لتتبع الإصدارات الأجنبية المتواترة، ننشر ترجمة لقائمة من أهم الكتب الروائية وغيرها، التي ستصدر كل شهر ، واختارتها جريدة النيويورك تايمز كأهم الإصدارات.

1 - «الشتاء العربي: رواية درامية»، بقلم نوح فيلدمان 

هل فشلت ثورات الربيع العربي؟ يسود مؤخرًا انطباع عام بأن الاحتجاجات في الشرق الأوسط في عام 2011 قد فشلت في إحداث أي تغيير إيجابي دائم، باستثناء تونس. لكن فيلدمان، الأستاذ بجامعة هارفارد، يرفض هذا الانطباع، ويرى أن الانتفاضات أحدثت تَحَوُّلًا ثقافيًّا وسياسيًّا كبيرًا، ساعد في تمكين شعوب المنطقة، بغض النظر عن نتائجها المأساوية في بعض البلدان، بما في ذلك الحرب السورية وصعود داعش.

2- «قصيدة عن الطيور المغردة والثعابين»، بقلم سوزان كولينز 

في هذا الجزء من "ألعاب الجوع"، يظهر الشرير المعتاد في دور البطل، وتدور أحداثه في "بانيم" قبل 64 عامًا من أحداث ثلاثية كولينز السابقة ذات الشعبية الواسعة. يظهر كوريولانوس سنو، الذي عرفه قراء "ألعاب الجوع" كديكتاتور مدينة "بانيم" الذي لا يرحم، ولكنه يظهر بصورته السابقة من ماضيه كشاب حريص على شق طريقه نحو النجاح والسلطة.

3- «الكتاب المقدس للأطفال»، بقلم ليديا ميليت 

تبدأ الرواية باثني عشر طفلًا ووالديهم في عطلة، عندما تضرب الولايات المتحدة عاصفة ما. حينئذٍ يبدأ الكبار، الذين كانت لهم ذنوبهم بالفعل قبل العاصفة، في التعامل مع الظروف المروعة باستهلاك المخدرات والخمور وممارسة الجنس. وعندما يقترب واقعهم من مشابهة قصص الكتاب المقدس - في نسخته المصورة للأطفال - يهرب الأطفال بحثًا عن السلام والاستقرار وسط الكارثة.

4 - «ديرت: مغامرات شيف تحت التدريب» 

أبٌ وعميلٌ مُتَخَفٍّ يبحث في أسرار المطبخ الفرنسي في ليون"، بقلم بيل بوفورد

في كتابه الأسبق الأكثر مبيعًا - "هيت" - روى بوفورد، كاتب صحيفة النيويوركر، عن رحلته حتى أصبح طاهيًا محترفًا. ثم يعود في هذا الكتاب كي يسرد الخطوة التالية من رحلته التعليمية في مجال الطهي، وهي الدراسة في معهد بول بوكوز في ليون، عاصمة تذوق الطعام في فرنسا، والمعيار الذهبي لتقييم الطهاة في جميع أنحاء العالم. هناك الكثير من التفاصيل لمُحبي الطعام، ناهيك عن كون الكتاب تجربة حكي ممتعة ومُلهمة، تستثير كل محب للسفر والمغامرات.

5 - «نهاية أكتوبر»، بقلم لورانس رايت 

تبدو أوجه التشابه بين رواية رايت وظروفنا الحالية واقعية للغاية: في "نهاية أكتوبر"، ينتشر فيروس قاتل شديد العدوى في العالم. اعتمد "رايت"، المراسل الحائز على جائزة بوليتزر، على بحث دقيق استطاع من خلاله تخيّل الآثار الاجتماعية والاقتصادية والطبية المتوقع حدوثها في أثر هذا الوباء، الأمر الذي قد يجعلها تجربة قرائية مخيفة للغاية.

6 - «عيون صغيرة»، بقلم سامنثا شويبلين. ترجمة ميجان ماكدويل

تلك الأجهزة الإلكترونية المُصَنَّعَة على شكل حيوان، والمسماة "كينتاكيس"، صارت الموضة الجديدة في البلاد. تقوم اللعبة بخلق علاقة جديدة وغريبة بين صاحبها و"ساكنها"، وهو مستخدم يتم تعيينه بشكل عشوائي للتحكم في الجهاز. يمكن لساكن اللعبة رؤية محيط مالكي اللعبة وسماع أحاديثهم، مما يثير عبر الأحداث أفكارًا جديدة مريبة حول المراقبة والحميمية والحب. شويبلين، هي كاتبة أرجنتينية مشهورة بإنتاجها في مجال القصة القصيرة، وفي روايتها "فيفر دريم"، تناقش شويبلين هذه الأفكار عبر سلسلة من الفصول سريعة الأحداث، التي تركز على "كينتاكيس" في جميع أنحاء العالم، والعلاقة بين "ساكن" يرى الثلج لأول مرة، وبين امرأة هجرها صديقها الفنان، ووجدت راحة وطمأنينة مع لعبتها و"ساكنها".

7 - «موجة عظيمة لا تُقَاوَم: النضال الملحمي حول الهجرة الأمريكية، 1924-1965»، بقلم جيا لين يانغ 

أصدر الكونجرس عام 1924 أحد أكثر قوانين الهجرة تقييدًا على الإطلاق، وهو يستهدف أن يكون كافة سكان البلاد من البيض، معتنقي الديانة البروتستانتية والأنجلو سكسونية فحسب. ذلك الإجراء حَدَّ من نسبة المهاجرين من جنوب وشرق أوربا، وحظر الناس من جميع أنحاء آسيا تقريبًا. عبر صفحات الكتاب، ترسم يانغ، نائب رئيس تحرير صحيفة التايمز، ذلك الجهد الذي استمر أربعة عقود لتعديل مبادئ التشريع، واستمر طوال الحرب العالمية الثانية وأزمة اللاجئين بعد الهولوكست، بهدف إنشاء معيار جديد للمساواة في الهجرة، وهو ما أثمر في نهاية المطاف عام 1965 عن قانون الهجرة والجنسية. على طول صفحات الكتاب، تنسج يانغ قصة عائلتها، وتبرز فساد فكرة تقديم أمريكا كأرض للمهاجرين منذ اللحظة الأولى. 

8 - «بيلوسي»، بقلم مولي بول 

تتتبع بول، وهي مراسلة سياسية لصحيفة تايم، كيف حاربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي التحيز الجنسي والتحرش والنفاق، لتصبح أقوى امرأة في معترك السياسة الأمريكية. كتبت بول في خاتمة الكتاب: "إن كان لهذا الكتاب مبدأ أصيل يرسّخه، فهو حقيقة أنه ليس عليك بالضرورة أن تتفق مع سياسات نانسي بيلوسي لكي تحترم إنجازاتها وتقدِّر مسيرتها التاريخية".

9 - «رودهام»، بقلم كورتيس سيتينفيلد

تتخيل سيتينفيلد كيف كانت ستتغير حياة هيلاري كلينتون لو رفضت عرض زواج بيل كلينتون وسارت في طريقها الخاص. تقنية الحديث عن التواريخ البديلة لأشكال الحياة الواقعية تُعَدُّ أرضًا مألوفةً لدى سيتينفيلد وقلمها الروائي. وقد سبق لها أن قدمت التيمة ذاتها – في رواية "الزوجة الأمريكية" - عن السيرة البديلة للسيدة الأولى لورا بوش. رواية "رودهام" قد تحوز إعجاب هؤلاء الذين كانوا يتمنون – ذات يوم - أن تسفر انتخابات 2016 عن نتيجة مختلفة.

10 - «شريدة»، بقلم ستيفاني دانلر

الرواية الأولى لدانلر، التي تحكي سيرتها الذاتية، والصادرة تحت اسم "حلو ومُرّ"، حققت نجاحًا مذهلًا. حكت الرواية سيرة النادلة الشابة في شوارع نيويورك، وحَقَّقَتْ لستيفاني شُهرة نادرًا ما تُمنح لكاتب شاب في أولى تجاربه، (وصفها أحد محررينا بأنها النسخة الحديثة من كتاب "كيتشن كونفيدينشال" لأنتوني بورداين الطاهي والكاتب المعروف). أمّا في مذكراتها الجديدة، التي ستصدر تحت اسم "شريدة"، فتروي ستيفاني عن الأشخاص الذين شكلوا شخصيتها عبر سنوات عمرها الفائتة: أمّ مدمنة على الكحوليات، وأب غائب، وعشيق متزوج.

11 - «الكارثة الترامبية: استعادة الديمقراطية الأمريكية»، بقلم ديفيد فروم

يعمل فروم صحافيًّا في جريدة "ذا أتلانتك"، وينتمي للتيار المحافظ، وله رأي معارض وصريح في انتقاد الرئيس الأمريكي: "إن إهمال ترامب وتهوره يعرّض الولايات المتحدة إلى مآسٍ ومعاناة لا يمكن تصورها". يُخضع فروم آراءه السابقة للمناقشة، وكيف أن دعمه السابق لبعض المواقف السياسية بعينها قد أدت إلى فوز ترامب. في الجزء الثاني من الكتاب، يقدم فروم مقترحات معقولة عن الطريق الذي على البلاد أن تتبعه بالنظر إلى موقفها الحالي.

نشر الموضوع بالتعاون مع مجلة عالم الكتاب - عدد 44 - مايو 2020