أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، أنّ "الجزائريين هم وحدهم من يستطيعون ترجمة تطلّعات الحراك الشعبي في الاستفتاء على تعديل الدستور المقرّر إجراؤه في الأول من نوفمبر المقبل".
وقال لودريان، بعد اجتماعه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، خلال زيارة أجراها امس في الجزائر، إنّ "الرئيس أعرب عن طموحاته في إصلاح المؤسسات لتعزيز الحوكمة والتوازن بين السلطات والحريات".
وأضاف أنّ "الجزائريين هم، وهم وحدهم، من يستطيعون ترجمة التطلعات التي تمّ التعبير عنها بتحضّر وكرامة، في مؤسسات قادرة على جعلها ملموسة".
ومن المقرر أن يتوجه الجزائريون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الأول من نوفمبر المقبل في الاستفتاء على تعديل الدستور الذي يفترض أن يؤسس لـ"جزائر جديدة" تستجيب لتطلعات الحراك، الانتفاضة السلمية غير المسبوقة التي ولدت دون قيادة في 22 فبراير الماضي من تراكم غضب الجزائريين الذين يطالبون بتغيير جذري لـ"النظام" الحاكم منذ عام 1962.
وأوضح لودريان أن "فرنسا تتمنى النجاح والازدهار لهذا البلد الصديق مع الاحترام الكامل لسيادته".
ورحّب الوزير الفرنسي بإعادة بعث العلاقات الثنائية منذ انتخاب الرئيس تبون في ديسمبر 2019، بعد عام من التململ في ذروة الاحتجاجات الشعبية.
وصرح لودريان، الذي يقوم بثالث زيارة له إلى الجزائر منذ انتخاب الرئيس تبون، قائلًا "يسعدني أن أشير إلى أن علاقتنا الثنائية تشهد زخمًا جديدًا"، مشدّدًا على أنّ "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ عام 2017 في النظر باستبصار لتاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر (1954-1962)". وأشار إلى أنه "من الضروري النظر بصفاء وهدوء للماضي".
وعلى الصعيد الاقتصادي، شدد وزير الخارجية الفرنسي على أهمية أن تتمكن الشركات الفرنسية من ترسيخ مواقعها في الجزائر التي أصبحت الصين المورد الرئيسي لها متفوّقة على فرنسا.
ورحّب الوزير الفرنسي بإعلان الرئيس تبون "عن إصلاحات من أجل تنويع الاقتصاد الجزائري وتيسير الإجراءات ودعم الشركات المبتكرة".