إن عظام الإنسان مثل الكائن الحي الذي يمر بمراحل مختلفة في أثناء العمر ففي مرحلة الطفولة يزداد طول الإنسان عن طريق مراكز النمو الموجودة في أطراف العظام، وكذلك يزداد سمك العظام ويرتفع هذا المعدل في مرحلة البلوغ حتي يتم اكتمال التكوين العظمي وعندئذ يكون النسيج العظمي في حالة توازن بين البناء والهدم بشكل مستمر والذي يعتمد على عوامل كثيرة من أهمها وجود الكميات الكافية من الكالسيوم وفيتامين (د) بالإضافة إلى التوازن الهرموني والحركة والنشاط المستمر، ومن الجدير بالذكر أن السيدات اللاتي وصلن إلى سن انقطاع (الطمث) أو الدورة الشهرية يحدث لهن خلل هرموني مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الهدم بالعظام أو الخسارة اليومية للكالسيوم الموجود بالعظام، وبالتالي يؤدي إلى تناقص الكتلة العظمية بشكل تدريجي دون ظهور أية أعراض مرضية واضحة أو شكوى معينة وتستمر هذه العملية على مدار سنوات مما يصل بالسيدة في النهاية إلى حدوث الوهن أو ما يسمى بهشاشة العظام أي فقدان الروابط العظمية مما يضعف من قدرة العظمة على تحمل الإصابات فتحدث الكسور بسرعة ومن إصابات بسيطة جداً.
ولا يستثنى الرجال من الإصابة بهذه الهشاشة ،فهم أيضا معرضون لها ولكن في سن أكبر من السيدات أي في حوالي السبعين عاماً ، ولكن بنسبة أقل بكثير من حدوثها عند السيدات. ومع ذلك فهناك أسباب أخرى عديدة قد تؤدي إلى حدوث نفس المشكلة في السن الصغيرة مثل تناول عقار (الكورتيزون) لفترات طويلة أو بعض الأدوية الأخرى، أو حدوث بعض المشاكل الهرمونية ويجب في هذه الحالات علاج السبب بالإضافة إلى تناول الكميات الكافية من الكالسيوم، مع ضرورة الالتزام بنمط غذائي يشمل تناول الألبان ومنتجاتها من الأجبان والزبادي والأسماك والأطعمة البحرية، وكذلك لا ننسى التعرض للشمس لفترة كافية يوميا، بالإضافة إلى العلاج الدوائي والذي يشمل مثبطات تكسير العظام أو محفزات البناء أو كليهما، كما يجب أيضاً تغيير النمط الحياتي اليومي ليشمل المشي والحركة المنتظمة يومياً، لأن ذلك مهم جداً لبناء وحماية العظام من الإصابة بالوهن أو الهشاشة في جميع مراحل العمر.