الأربعاء 15 مايو 2024

الفائز بـ«جائزة رفاعة الطهطاوي»: القارئ أحد معوقات عملية الترجمة

فن16-10-2020 | 14:05

أكد الدكتور حسن نصر الدين، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، الفائز بجائزة رفاعة الطهطاوي للمترجم عن كتابه "تاريخ البحر الأحمر من ديلسبيس حتى اليوم"، الصادر عن المركز القومي للترجمة، على سعادته بهذا الفوز الذي لم يكن متوقعًا، نظرًا لشدة المنافسة بين المترجمين الآخرين، وهو ما أعتبره أمرًا رائعًا من الدولة وتشجيعًا للمترجمين على استكمال مسيرتهم.

 

وأضاف "نصر الدين" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم": "الترجمة هي لقاء البشر للبشر، فما دام هناك بشر لابد أن تكون هناك ترجمة، تنقل لنا لسان حال الشعوب، وتعبر جسور المعرفة بين الثقافات المختلفة، وبالتالي بدأت حركة الترجمة في مصر مبكرًا، وقد كانت النهضة الحديثة في مصر من بداية القرن العشرين لها بالغ الأثر في ازدهار حركة الترجمة في مصر التي بدأت من مؤسسة التأليف والترجمة والنشر، ثم مشروع سلسلة الألف كتاب الأولى، وسلسلة الألف كتاب الثاني، في ستينات القرن العشرين، وبعد ذلك كانت هناك الدفعة الكبرى في أواخر القرن العشرين من خلال الدكتور جابر عصفور صاحب المشروع القومي للترجمة عام 2000".

 

وواصل الفائز بجائزة رفاعة الطهطاوي: تطور مشروع الدكتور جابر عصفور في الترجمة، إلى أن تحول إلى المركز القومي للترجمة في عام 2006، ويمكننا القول أن مسار الترجمة قبل تأسيس القومي للترجمة كان غير مؤسسي، ولكن بعد خطوة إنشائه أصبحت مؤسسية تحت رعاية الدولة، وبالتالي أخذ دفعة قوية وحقق نجاحات مدوية إلى أن جاءت ثورات الربيع العربي فأعاقت حركة الترجمة في أكثر من منحى.

 

وأكد "نصر الدين" أن أهم المعوقات التي تواجه حركة الترجمة هي القارئ نفسه، فارتفاع نسبة الأمية وتدني مستوى الاقتصادي أحد أسباب كساد حركة الترجمة، وهو أحد أسباب قلة الأعمال المترجمة ومحدودية منافذ البيع، فالفقر قادر على مسخ الإنسان .

 

وأعرب نصر الدين عن الدور البارز لرفاعة الطهطاوي رائد حركة التنوير في مصر الحديثة، مؤكدا أن مصر ما بعد رفاعة الطهطاوي تختلف عن ما قبله، فقد اختلفت على كافة مناحي الحياة وليست الثقافية والعلمية فقظ، حيث حاول الطهطاوي بعد عودته من باريس أن ينقل كل معارفه إلى مصر، فقدم مشروعًا نهضويًا رائدًا، بنى على ما قدمه أجيال متعاقبة استكملت مسيرة النهضة المصرية أوائل القرن العشرين.