د. عبير عبد السلام:
خسارة الوزن تحافظ على الأنسجة والعضلات.. وتناول الكركم وأوميجا 3 والزنجبيل والتونة مهم
الرياضة تحسّن صحة العظام.. والنوم الجيد وتناول قدر كاف من المياه
د. أحمد الغباري:
- هناك حالات متوسطة ينصح فيها بتناول مضادات الالتهابات بحذر
التغذية السليمة والرياضة منذ الصغر يساعدان في الوقاية من خشونة المفاصل
نفيسة سعيد
تعد خشونة المفاصل من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم، خاصة مرض خشونة الركبة، ورغم أن هذه الأمراض تحدث بمعدلات أكبر بين كبار السن (خاصة المصابين بالسمنة)، إلا أن الكثير من الشباب وصغار السن يعانون من خشونة وآلام المفاصل في هذه الأيام. في هذا التحقيق نرصد لكم علاقة التغذية بهذا المرض الشعبي.!
تقول الدكتورة عبير عبد السلام أخصائي الصحة العامة والتغذية العلاجية إن خشونة المفاصل أحد الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى الإحساس بالألم كلما تحرك المفصل المصاب.. ففي الحالة الطبيعية يكون المفصل مغلفا بطبقة غضروفية تعمل كوسادة لحماية العظام وتساعد المفصل على التحرك بسلاسة وتحميه من الاحتكاك ؛ ولكن في حالة الإصابة بالتهاب العظمي المفصلي للمفصل المصاب بالخشونة فأن الغضروف يتحلل ويصبح رقيقا فتصبح العظام دون حماية ليحدث الاحتكاك مما يحد من سهولة الحركة بالمفصل و تحدث الالتهابات المسببة للألم.
ومن العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بخشونة الركبة: العامل الوراثي، المرحلة العمرية ،زيادة الوزن ،الإجهاد، دور الغذاء وأسلوب الحياة الخاطئ في المحافظة على المفاصل ....من هنا نستطيع التنبيه لأهمية دور الغذاء في الوقاية وعلاج خشونة الركبة والمفاصل والحد من التآكل وتقليل الاحتكاك الذي يحدث بينهما ويجب التغلب على السمنة والمحافظة على الوزن الطبيعي لأن السمنة تتسبب في زيادة الضغط على المفاصل وتفاقم الأعراض وعلى العكس فإن فقدان 10 في المئة من وزن الجسم ليس فقط يخفف الألم ولكن سيحسن الصحة العامة.
كما أن اتباع نظام صحي متوازن يحافظ على العضلات مع خسارة الوزن ومن ثم مهم جدا الاهتمام بالأطعمة المضادة للالتهاب مثل الكركم والذى ننصح بتناول ملعقة يوميا، وأيضا تناول الزنجبيل وأوميجا(3) الذى يتوفر في أسماك السالمون والسردين والماكريل والتونة، حيث ينصح بتناولها مرتين أسبوعيا، بالإضافة إلى استخدام بذر الكتان والزيت الحار وزيت الزيتون وتناول عين الجمل، كما ننصح بتناول الأناناس حيث إن له فائدة كبيرة جداً وأيضا الكيوي والأفوكادو والتين والقنبيط والسبانخ واليانسون والبصل والثوم مهم جداً، حيث إنه يحتوي على مضادات الالتهابات أيضا تناول الرمان والتوت لهما دور في حماية المفاصل، كما أن هناك أطعمة ومشروبات كثيرة تحتوي على مضادات الأكسدة منها الشاي الأخضر وأيضا تناول مصادر فيتامين ج الذى يتوفر في الفاكهة والخضراوات وتناول مصادر فيتامين(ه) الذى يتوفر في المكسرات والخضراوات الورقية وتناول فيتامين ( أ) الذى يتوفر في الجزر والفلفل الأصفر والبطاطا ولا ننسى أيضا هناك منتجات الألبان قليلة الدسم التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين ( د ، أ)والتي تكون قليلة الدسم حيث تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
كما تشير د. عبير إلى أن الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة من (٨:١٠) حصص يوميا ، حيث إنها مصادر غنية بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات فيجب ألا نترك وجبة بدونهما مع استخدامهما بين الوجبات ويفضل تناولهما ثمرات عن استخدامهما كعصير مع عدم المبالغة في النقع عند غسلهما الذى لا يتعدي ال 10 دقائق وأيضا لا يفضل تقشير أية ثمرة حتى يتم الاستفادة بفيتامين ك الموجود بالقشرة كما يفضل اختيار الثمار داكنة اللون ومحاولة تناول خمسة ألوان متنوعة على مدار اليوم من الخضراوات والفاكهة ومن الأفضل تناول يوميا ثمرة خضراء اللون مثل البروكلي والسبانخ وثمرة خضار برتقالية اللون مثل الفلفل الالوان والجزر والبطاطا، كما أننا ننصح بالحرص على تناول البقوليات على الأقل خمس مرات أسبوعيا والحرص أيضا على تناول المكسرات أسبوعيا على أن تكون غير محمصة وغير مملحة كما أن الصيام مرة كل أسبوعين لمدة 12 يوما يحسن من الأعراض .
وأيضا اتباع النظام النباتي مرتين أسبوعيا له دور في تحسين الأعراض .
وأيضا الحد من الإفراط في تناول السكر الأبيض والملح والدقيق الأبيض والأطعمة المصنعة، والتعرض لأشعة الشمس له دور في تحسين صحة العظام والغضاريف من 10-15 دقيقة يوميا من 10 صباحا حتى 3 عصرا هذا للحصول على قدر كاف من فيتامين د ..
أيضا من الأعمال التي لها دور في تحسين صحة العظام دور الرياضة بشكل منتظم هذا يساعد في الحفاظ على صحة المفاصل وتقوية العضلات التي تقوم بدعم المفاصل فلا يقل ذلك عن أربعة أيام أسبوعيا على الأقل نصف ساعة في اليوم في كل مرة ومن أنواع الرياضة ( المشي والهرولة وتمارين الدراجات والتمارين الهوائية خاصة المائية والسباحة ويفضل مراجعة مريض الخشونة للطبيب المعالج لتحديد نوعية الرياضة التي تناسب حالته، أيضا محاولة الحفاظ على الوقوف بشكل سليم وتجنب البقاء في وضعية واحدة لفترات طويلة من الوقوف، والحفاظ على ساعات النوم التي لا تقل عن (٨) ساعات يوميا لأن هذا يحافظ على الصحة بشكل عام .. وعلينا الاهتمام بالصحة النفسية والبعد عن القلق والتوتر والضغوط النفسية بقدر الإمكان .. والاهتمام بتناول الماء بقدر كاف ..
خشونة الركبة
آلام الركبة من الأمراض الشائعة التي تصيب جميع الأعمار ولها الكثير من الأسباب منها الإجهاد وأسلوب الغذاء ومنها أسلوب الحياة الخاطئ الذي يعيشه كثير من الشباب ومن هنا علينا التعرف على هذه الأسباب لكي نتجنب كل هذه الآلام .
يقول الدكتور أحمد فؤاد الغباري أستاذ الباطنة والروماتيزم والمناعة طب بنات الأزهر وعضو وزميل كلية الأطباء الملكية بلندن إن آلام ومتاعب الركبة أصبحت أكثر انتشارا في سن الشباب أي في سن 25 عاما حوالي من 20 إلى 50 %، من الشباب يشكون من آلام الركبة والتهاب المفاصل، ومن عمر60 عاما حوالى من 60 إلى80 % من السيدات يشكون من آلام خشونة الركبة ... كما يشير إلى أن جسم الإنسان يتكون من الجهاز الحركي وهذا يشمل العظام والغضاريف التي تغلف العظام والأوتار والأربطة التي توصل بين العظام والعضلات ثم الغضاريف الموجودة على سطح العظام داخل المفصل ثم الغشاء الزلالي الذي يعمل على ليونة عضلة المفصل وتكوين مادة زلالية داخل المفصل لتنظيم حركة عضلة المفصل ... ويضيف أن أكبر مفصلين في جسم الإنسان هما مفصل الركبة ومفصل الحوض.
كيف تحدث الخشونة
يوضح د. أحمد أن الركبة تتكون من أجزاء متحركة عظم الفخذ وأعلى عظمة الساق وكل منهما يتكون من نتوء يسمى أنسى وهذا داخلي ونتوء يسمى وحشي وهذا خارجي وبينهما تتحرك هذه الأجزاء وتقوم بحمايتهما الغضاريف الموجودة وتعتبر بمثابة وسادة لمنعها من الاحتكاك في بعضها البعض حتى لا تحدث الآلام، ولذا عند تلف هذه الغضاريف تفقد الركبة هذه الوسادة الرقيقة وهذا يؤدي إلى الآلام والتورم وأحيانا تظهر النتوءات العظمية وكل هذا يؤدي إلى صعوبة في المشي ويفقد المريض الرغبة في الحركة، لكى يتجنب الألم عند الحركة.
الأسباب التي تؤدى للخشونة
يشير د. أحمد أن خشونة الركبة لها عوامل كثيرة مؤدية لها منها: السمنة المفرطة والعامل الوراثي وعامل اجتماعي وأسباب ميكانيكية في الجسم وعيوب خلقية في المفاصل أو عيوب عظمية أو جزء من أمراض عامة روماتيزمية في الجسم أعنى أن يكون هناك خلل أو إصابة في الجهاز الحركي وبعض أمراض الالتهابات مثل الروماتويد أو تيبس العمود الفقري أو الذئبة الحمراء أو مرض الروماتيزم التفاعلي الذي يحدث بسبب حالة إسهال شديدة أو التهاب في مجرى البول أو التهابات في الجهاز التناسلي، وأيضا هناك كثير من الأمراض التي تسبب ذلك، ونحن صنفنا الأمراض الروماتيزمية إلى حوالي 200 مرض منها مناعي ومنها نتيجة إصابات وأخرى نتيجة خلل في التمثيل الغذائي أو خلل في الهرمونات أو الغدد .
ويضيف د. أحمد أن هناك أسبابا أخرى لآلام الركبة مثل الإصابات كما ذكرنا من قبل وخاصة الإصابات الرياضية والإصابات المباشرة أو سوء استخدام المفصل، وهذا يحدث نتيجة التواء القدم..
العلاج
يشير الدكتور الغباري إلى أن هناك عدة أنواع للعلاجات ولكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص لكي يصف لكل حالة ما يناسبها، وهناك حالات متوسطة ينصح فيها تناول مضادات الالتهابات ولكن يجب تناولها بحذر حتى لا تحدث مضاعفات ولا سيما مع كبار السن ومرضى بعض الأمراض مثل الضغط والقلب والسكر، وهناك أكثر من طريقة علاجية منها الدوائي ومنها المسكنات وهى عبارة عن كريمات أو مراهم لتخفيف الألم والتورم والدواء عبارة عن حقن وهي متوفرة وهناك علاجات طبيعية ينصح بها الطبيب حتى يقلل من أعراض الخشونة وهى إنقاص الوزن الزائد وممارسة الرياضة وكمادات الماء الساخن أو البارد حسب حالة المريض وشدة الآلام، والعلاج الطبيعي عبارة عن تدليك مكان الألم ، ويضيف أن هناك علاجات أخرى وهي الجراحة وهذا أخر ما يلجأ إليه الطبيب فهناك الجراحة بالمنظار أو جراحة استبدال مفصل الركبة وهذا نادرا ما يحدث حسب حالة تهتك الركبة، وفي النهاية ينصح د. أحمد على كبار السن أن يحافظوا على ما تبقى بممارسة الرياضة وأبسط أنواع الرياضة وهي رياضة المشي وتناول الغذاء الصحي، أما الشباب فينصح د. أحمد لكى يقوا أنفسهم من خشونة الركبة في الكبر أو في مرحلة الشباب عليهم استخدام الطرق السليمة وتغيير أسلوب الحياة الخاطئ وعليهم أيضا تحسين أسلوب الحياة اليومية في الجلوس أمام الكمبيوتر واستخدام الموبايلات حيث اصبحت وسائل الأساليب الحديثة الآن تستخدم استخداما خاطئا يضر بصحة الإنسان.
أكتوبر 2020