الثلاثاء 30 ابريل 2024

الذئبة الحمراء.. المرض الممل!

سيدتي16-10-2020 | 14:16

الذئبة الحمراء تصيب المناعة مما تسبب التهابات بأنسجة الجسم .. والجانب النفسي أحد الأسباب


هناك أدوية مسموح بها أثناء الحمل لتتحكم في نشاط المرض.. مثل جرعات الكورتيزون الآمنة


العلاج يعتمد علي عقار الكورتيزون ويمكن استخدام علاج الملاريا واستحدثت أخيرا العلاجات البيولوجية


أنصح مرضى الذئبة بعدم التعرض لأشعة الشمس لأنها تستفز المرض!


الذئبة الحمراء من الأمراض المناعية  الذاتية التي تهاجم أعضاء الجسم وتسبب ضررا يصل إلى حد التلف بتلك الأعضاء كالرئة والكلى على سبيل المثال أو أي عضو آخر من أعضاء الجسم، ولكن يتم السيطرة على هذا المرض بالأدوية الحديثة المستخدمة حاليا.


لكن هذه الأدوية لا تقضى على المرض بشكل نهائي ويصبح التعامل مع هذا المرض على أنه مرض مزمن لاستمرار المريض على تناول العلاج مدى حياته، ويظل يتابع مع طبيبه المختص، وإلى الآن لا يعرف الأطباء أسبابا واضحة للإصابة بهذا المرض ولكن  العوامل الوراثية والبيئية تعد من أهم أسباب الإصابة،  واكتشاف هذا المرض مبكرا يحمي أعضاء الجسم من مضاعفات كثيرة قد تصيبه.


      


الدكتورة علا رجب أستاذ الروماتيزم والتأهيل جامعة القاهرة أكدت أن مرض الذئبة الحمراء هو عبارة عن إصابة الجهاز المناعي به مما يسبب التهابات بأنسجة الجسم المختلفة مثل المخ والكلى والرئة والمفاصل وهذا نوع، وهناك نوع آخر يصيب الجلد. وقالت الدكتورة علا رجب إن الذئبة الحمراء ظواهر نفسية وعصبية  وهي تمثل جانبا مهما من المرض مثل القلق والاكتئاب والصداع المستمر والشلل.


وأوضحت أن هذا المرض يحدث نتيجة حدوث خلل بالجهاز المناعي يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم المختلفة   ومن بعض أعراض هذا المرض التهاب الرئة المتكرر والتهاب الكلى والحساسية من الشمس واحمرار الوجه وتساقط الشعر بكثافة، بالإضافة إلى أن هذا المرض كان في الماضي من الأمراض النادرة الحدوث أو الاكتشاف، ولكن مع وجود تحاليل طبية تساعد  على اكتشاف الإصابة به وتشخيصه مبكرا ومع زيادة وعي الأطباء بالمرض ارتفعت معدلات حدوثه خلال العقد الأخير وأوضحت أن نسبة الإصابة بين الناس حوالي  1 لكل 100 ألف شخص،  وفي السابق كان هذا المرض يتسبب في وفاة المريض خلال خمس سنوات على الأكثر من بداية حدوث المرض بسبب تلف الكلى ،ولكن بسبب الاكتشاف المبكر للمرض في الآونة الأخيرة مع وجود أدوية حديثة أصبحت نتيجة الشفاء ونسبته تصل إلى 80%   ويتم السيطرة على المرض في معظم الحالات التي تم اكتشافها مبكرا بتلك الأدوية الحديثة، ولكن لا تقضي على المرض إلا في بعض الحالات، حيث إن المريض لا ينقطع عن تناول الأدوية طوال حياته.


  كما أكدت الدكتورة علا رجب أن إصابة النساء بهذا المرض أكثر من الرجال، حيث إن النسبة 10نساء إلى 1من الرجال والسن التي تصاب فيه الفتيات من سن 15سنة إلى 40 سنة، وهو يعتبر من بداية سن الخصوبة إلى اقتراب سن انقطاع الطمث. 


علاج الذئبة الحمراء


أوضحت الدكتورة علا رجب أن علاج الذئبة الحمراء يعتمد على عقار الكورتيزون ويمكن استخدام علاجات أخرى مثل الأدوية التي تستخدم في علاج الملاريا واستحدث أخيرا استخدام العلاجات البيولوجية وهي تستخدم في الحالات الشديدة من المرض والتي لا تحقق نتائج او استجابة مع الأدوية التقليدية السابقة والعلاج البيولوجي يستخدم أجسام مضادة أحادية وهو من أهم العلاجات الحديثة التي يمكن أن توقف مضاعفات الذئبة الحمراء.


       كما أوضحت أن الذئبة الحمراء نوعان، النوع الأول:  الذئبة الحمراء العضوية أو الجهازية وهي التي تصيب أجهزة الجسم، والنوع الثاني: الذئبة الحمراء القرصية والتي تصيب الجلد وهذا النوع الثاني يسهل علاجه وهو أقل ضررا من النوع الأول، وأن الاكتشاف المبكر للمرض وتشخيصه جيدا  مهم جدا حتى لا تحدث مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي وتكون المشكلة أكبر بكثير في هذا الوقت المتأخر من الاكتشاف .


وأكدت أنه يجب على مريض الذئبة الحمراء عدم التعرض لأشعة الشمس والحرارة، ويستخدم دهانات للوقاية من حرارة الشمس قبل خروجه من المنزل في الصباح، ويجب على المريض عدم الانقطاع عن طبيبه المعالج له، ويجب متابعته باستمرار لأن هذا المرض من الأمراض المزمنة والتي يجب فيها متابعة المريض حتى لا يتعرض لمضاعفات خطيرة. 


وأشار  الدكتور حسام الشنوفي أستاذ أمراض النساء والتوليد جامعة القاهرة إلى أن أمراض المناعة أثناء الحمل تسبب مشاكل للجنين، والحمل نفسه يؤدي إلى نشاط زائد للأمراض المناعية  ويعتبر الجهاز المناعي هذا الجنين جسما غريبا على الرحم فيهاجمه.


 وأضاف أن التشخيص المبكر لمريض المناعة والمتابعة الجيدة  والدقيقة قبل حدوث الحمل مع طبيب المناعة متعاونا مع طبيب أمراض النساء يمنح المريضة الأمان في حملها الذي كان يفشل من قبل، وأضاف أنه من المؤكد زيادة نشاط مرض الذئبة الحمراء أثناء الحمل، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم مما يسبب نزيفا بالرحم، ويحدث تسمم في الحمل ويؤثر علي حياة الجنين أو إجهاض أو تأخر في نموه، مشيرا إلى أن هناك أبحاثا عالمية جديدة توصلت إلى اكتشاف المرض مبكرا قبل حدوث الحمل، وذلك يسهل من وضع استراتيجية أو خطة للمتابعة والعلاج قبل الحمل وأثناء وجوده،  وذلك يحدث بالتعاون بين طبيب المناعة والنساء والسيدة الحامل وزوجها حتى نتأكد من تنفيذ خطة العلاج والتعليمات والالتزام بالأدوية  التي أوصى بها الأطباء وتناولها في وقتها المحدد، وتكوين هذا الفريق المتكامل من هذه العناصر يؤدي إلى نجاح الحمل بنسبة تصل إلى 90% وتقليل معظم الآثار الجانبية على الجنين والسيدة الحامل ويمكنها أن تكرر مرات أخرى آمنة وناجحة.


  كما أوضح أن هناك بعض الأدوية المسموح بها أثناء الحمل لتتحكم في نشاط المرض ولا تؤدي إلى تشوهات في الجنين مع أخذ جرعات آمنة من أدوية الكورتيزون وهي 20ملليجراما في اليوم، حيث إنها لا تتسبب في أية آثار جانبية للجنين وضرورية لعلاج السيدة الحامل المصابة بالذئبة الحمراء، وأكد أن هناك أيضا أدوية مهمة جدا  للتحكم والسيطرة على نشاط المرض وتجنب خطورته على الجنين، وذلك مثل أدوية زاثيوبرين وهيدروكسي كلوروكين وهذه الأدوية تتحكم في نشاط الذئبة دون التعرض للآثار الجانبية على الجنين،  وكذلك تستخدم هذه الأدوية بعد الولادة وفترة الرضاعة  تجنبا لحدوث مضاعفات للمرض أثناء هذه الفترة، كما لا يجب التعجل في اتخاذ قرار الحمل والتخطيط له إلا بعد التأكد من خمول نشاط المرض بمدة لا تقل عن 6 شهور قبل الحمل، ويجب الالتزام بالأدوية الآمنة والالتزام بمواعيدها وتشجيع الرضاعة الطبيعية وزيادة الكالسيوم  وفيتامين "د" وينصح بعدم التعرض لأشعة الشمس لأنها تقوم بإثارة المرض.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa