الأحد 19 مايو 2024

أوسكار وايلد.. من صحافة المرأة إلى علامة بارزة في الأدب الإنجليزي

فن16-10-2020 | 17:42

حظيت أعماله المسرحية بقبول شديد على الرغم من أسلوبه اللاذع، لذا دخل السجن بتهمة البذاءة والفجور، إنه المؤلف المسرحي والروائي والشاعر الإنجليزي الأيرلندي أوسكار وايلد، المولود في مثل هذ اليوم 16 أكتوبر من عام 1854.


ولد المؤلف المسرحي أوسكار فينجال اوفلارتي ويلز وايلد في دبلن، لأبوين مثقفين حيث كانت والدته شاعرة ثورية مهتمة بالفنون وكان والداه رائدًا في جراحة الأنف والعين، اهتما والدا وايلد به كثيرًا فأجاد عدة لغات وكان محبًا للقراءة فلم يكن مهتمُا بالألعاب الصبيانية بل كان غارقًا في حب الأدب الإغريقي والشعر وكلاسيكيات الأدب الإنجليزي، وبدأ يكتب شعره وحصدت قصائده العديد من الجوائز، وبعد تخرجه عام 1871 حصل "وايلد" على منحة المدرسة الملكية للالتحاق بكلية الثالوث في دبلن وقد حقق المرتبة الأولى في امتحانات المدرسة الكلاسيكية وحصل على منحة مؤسسة الكلية والذي يعتبر أعلى تكريم يمنح للطالب الجامعي .


أظهر "وايلد" تفوقًا أكاديميًا وفي هذه الأثناء ظهرت مهاراته الإبداعية في الكتابة، وبعد التخرج من جامعة أكسفورد عاد مرة أخرى إلى دبلن وبدأ كتابة الشعر ونشر أول مجموعة له تحت عنوان "قصائد"، وفي عام 1881، سافر "وايلد" إلى مدينة نيويورك ليشارك في إلقاء محاضرات في عدة ولايات أمريكية، ثم عاد إلى لندن ليستكمل عمله في إلقاء المحاضرات .


عمل "وايلد" بدأب في إلقاء المحاضرات في دول عدة إلى جانب كتابة الشعر التي جعلت منه رائدًا للحركة الجمالية؛ فقد كان له رؤية خاصة، حيث يرى أن الأصل في السعي وراء تحقيق الجمال من أجل الجمال نفسه، بغض النظر عن تعزيز مصلحة أي وجهة نظر سياسية اجتماعية .


تحت ضغط المسئوليات اضطر "وايلد" للعمل محررًا لمجلة عالم المرأة، وفي عام 1887 كتب قصته "شبح كانترفيل"، وفي العام التالي أصدر مجموعته القصصية "الأمير السعيد وقصص أخرى"، وتوالت أعماله في الصدور مثل صورة دوريان جراي التي لم تتلق أي إشادات إيجابية بينما وأسهمت مسرحيته "مروحة الليدي وندرمير" في تخليد أسمه كأحد أهم كتاب المسرح الإنجليزي.


في عام 1892 عُرضت أولى مسرحيات "وايلد" ونالت شهرة واسعة، ولاقت قبولاً كبيرا من النقاد، وفي عام 1895 قدم أهم أعماله "امرأة بلا أهمية، والزوج المثالي، أهمية أن تكون إرنست"، وحظيت هذه الأعمال على شهرة واسعة، إلا أنه حكم عليه بالسجن بتهمة البذاءة والفجور، وتقدّم للمحاكمة بتهمة المثلية الجنسية وقضى عقوبته في السجن لمدة عامين.


خرج "وايلد" من السجن عام 1897، وكانت هذه التجربة لها بالغ الأثر عليه فذهب إلى منفاه في فرنسا، وهناك كتب آخر أعماله "أنشودة سجن ردنغ"، عام 1898، وهى قصيدة طويلة يحكى فيها عن تجربته المريرة  ومعاناته في السجن.


لم يكن عمر أوسكار وايلد طويلاً، حيث توفى في 3 نوفمبر عن عمر يناهز 46 عامًا تاركًا خلفه أعمال أدبية متميزة خلدّت اسمه وجعلت منه أحد رواد الأدب الكلاسيكي الإنجليزي.