الأربعاء 22 مايو 2024

شاعرة جزائرية: كثيرات صعدن بأنوثتهن

28-1-2017 | 19:05

أقام المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لقاء خاص مع الشاعرة حنين عمر، اليوم السبت، وهي شاعرة جزائريّة، لقّبت بـ«تلميذة نزار قباني»، وهي من أتباع المذهب الرومانسيّ في التعبير عن مشاعرها وصياغة أشعارها، ومحور قصائدها تدور حول المرأة وأدار الحوار الكاتب والقاص هشام أصلان.

بدأت الشاعرة الجزائرية بالحديث عن الشاعرات النساء، معتبرة أنه لا يوجد شاعرة في الصف الأول للمشهد الشعري، مثلما نرى شعراء رجال يتصدرون الصف الأول مثل محمود درويش، أو نزار قباني، مؤكدة أن هناك مشكلة حقيقية في الشعر النسائي، لم نرى سوى "نازك الملائكة" في الستينيات، لكن لم نجد شاعرة في الصف الأول من بعدها.

وأوضحت أن هناك وجود كثيف لشاعرات تصعد للمشهد الأدبي بأشياء أخرى غير موهبتها، كالجمال والأنوثة –على حد وصفها- قائلة: "هنا تكن الكارثة، نريد من النقد تقييم النص بغض النظر عن صاحبه، لأن الشاعرات الحقيقيات يواجهن مأساة فعلية، من حيث التجاهل، وعدم تقييم أعمالهم من قبل النقاد.

وأكدت على ضرورة علاج النظرة السيئة للمرأة على أنها جزء من جماليات المكان، ورؤيتها بمكانتها الحقيقية على إنها جزء من عجلة الإنتاج، مؤكدة أنها حصلت على كل ما تريده في حياتها دون أي تنازل.

وانتقلت الشاعرة حنين عمر من الحديث عن الشعر النسائي، إلى اللغة العربية في الجزائر، وإشكالية الكتابة بالفرنسية، نافية وجود أزمة حقيقية للأدب الجزائري المكتوب بالعربية، قائلة: هناك ترويج زائف لافتعال أزمة، لكن الحقيقة عكس ذلك، فالأدباء الجزائريون المتمكنون من اللغة العربية كثيرون، لكن للأسف يتم تغيبهم لصالح أسماء أخرى لا تمتلك اللغة العربية لكن يتم تصديرهم من قبل الإعلام والنقاد، فيظهر على السطح من لا يكون موجودًا في العمق.

وأشارت الشاعرة الجزائرية، إلى مشكلة توجيه القارئ لأعمال بعينها، معتبرة أن هذا تقصير من الإعلام، والنقد الذي أصبح مجاني، إما يهدم عدوه، أو يبني صديقه، رغم أن مهمة الناقد مهمة حساسة باعتباره قارئ ثاني للنص، يفتح الأبواب لنرى أشياء لا نراها، وغياب النقد أدى لوجود فوضى.

ومن النقد إلى ثنائية الرواية والشعر، كونها كاتبة للرواية بجانب الشعر، فأوضحت الفرق بينهما، قائلة: "إن الشعر فلسفة داخلية معبرة عن مشاعر الشاعر، وهو يأتي دفعة واحدة، عكس الرواية فهي تعبر عن أشخاص آخرين، عبر رغبة مُلحة في السرد، ورأت أن الشعر العربي في تدهور، وانحرف عن الواقع، وانعزل عن الحياة اليومية، في حين ظلت الرواية جزء من الحياة، لأن الناس تبحث عن يتحدث عنها".

وانتقلت للحديث عن قصيدة النثر، ورأت أن تسويقها في العالم العربي لا يتم كما يجب، ويعتقد كثيرون أنها تقليد لنصوص مترجمة، هي بالأصل كانت نصوص موزونة إلا أن الترجمة السيئة أخلت بوزنها وحولتها لنثر، مؤكدة أنها تقف موقف إيجابي من قصيدة النثر ضد من يعبثون بها، ويفهمونها بطريقة خاطئة، وخاصة هؤلاء الذين يتخذون من لقب شاعر وسيلة للتباهي، كأنهم مرتزقة – حسب وصفها- يسعون لإقران أسمائهم بأسماء الشعراء الكبار.