الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

فنانون‭ ‬د‬عموا‭ ‬الوطن في حرب أكتوبر وما قبلها (صور)

  • 17-10-2020 | 15:00

طباعة

يعتبر الفن من القوى الناعمة، التي يمكنها التأثير بسرعة في جموع الشعب، فللغناء والسينما سحر خاص يساعد على زيادة الانتماء وحب الوطن، وهذا ما لمسناه بالفعل فيما قدمه الفن من روائع الأغاني والأفلام والمسرحيات والدراما.

 

لكن ما يبهر جموع الشعب أيضاً، هو نزول الفنان من إطار العمل الفني إلى أرض الواقع؛ ليلتحم بالجماهير من أجل دعم ومساندة الوطن في كل أزماته وقضاياه، وهذا ما رأيناه خلال حرب أكتوبر التي تحل ذكراها العطرة، وأيضاً في العقود التي سبقت حرب أكتوبر.

 

وفى السطور التالية، نلقى الضوء على ما قام به نجوم الفن لخدمة الوطن والجيش في الحقب الزمنية المختلفة مع نوادر الصور.

 

أم كلثوم.. صوت الوطن

 

لا يختلف أحد على الدور الوطني، الذى قامت به كوكب الشرق أم كلثوم، فرحلتها فى حب الوطن ودعمه بدأت منذ عام 1927 بأنشودة «ذكرى سعد» «إن يغب عن مصر سعد»، وتأجج دورها الوطني مع نسمات فجر 23 يوليو 1952، فقد كانت أول فنانة تذهب صباح يوم الثورة إلى مقر مجلس قيادتها لتحييهم وتعلن دعمها لهم.

ففي الوقت الذى حوصر فيه أبطال الفالوجا وتم سؤالهم عن أي شيء يريدون فكانت المفاجأة، فقد طلبوا سماع أغنية لأم كلثوم، وبسرعة تم التواصل معها وغمرها عظيم الفرحة، وسارعت إلى مبنى الإذاعة لتغنى لهم أغنية تم بثها على موجة قصيرة التقطها أبطال الفالوجا على اللاسلكي.

 

من هنا بدأ الرباط المقدس بين أم كلثوم والمجهود الحربى، فكانت أول من استقبل الأبطال في فيلتها ودعتهم على الغداء عند عودتهم إلى مصر، وبثت لهم كل ما يريدون سماعه من أغنياتها في حديقة منزلها.

 

وكانت أم كلثوم قد غنت أنشودة «مصر تتحدث عن نفسها» في 6 ديسمبر 1951 عقب أحداث القنال، في أول حفل يدعم ثورة يوليو في 30 أكتوبر 1952، ومنذ ذلك التاريخ جندت فنها وكيانها لخدمة الوطن، فمع جلاء آخر جندي بريطاني عن مصر في 18 يونيه 1956 شدت بقصيدة الجلاء «يا مصر إن الحق جاء»، ومع العدوان الثلاثي شدت بأغنية «والله زمان يا سلاحي».

 

وفي الذكرى الأولى لاستلام المرشدين المصريين القناة في 14 سبتمر 1957 غنت «ما أحلاك يا مصري وأنت ع الدفة»، وشدت أيضاً للقوات الجوية نشيد الطيران، وفى وحدة مصر وسوريا غنت قصيدة «الوحدة» وأنشودة «بعد الصبر ما طال» ثم غنت أنشودة السد كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً، وفى أول يونيو 1967 غنت «راجعين بقوة السلاح»، وبعد تكشف المؤامرة على مصر غنت «إنا فدائيون» «سقط النقاب عن الوجوه الغادرة»، ومع بدء الاستعداد لخوض معارك الاستنزاف والاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة غنت «أصبح عندي الآن بندقية»، ثم أنشودة «أجل إن ذا يوماً لمن يفتدى مصرَ».

 

أما على الجانب الشخصي، فالجميع يعرف ما قامت به من حفلات من أجل المجهود الحربي، ولم تقتصر الحفلات على القطر المصري فقط، بل كانت كل حفلاتها الخارجية بعد1967 والتي كان يعود إيرادها للمجهود الحربي، ومنها رحلاتها إلى باريس في نوفمبر 1967 ثم الكويت في أبريل 1968 وتونس في مايو 1968 والسودان في ديسمبر من نفس العام ثم ليبيا في مارس 1969 وأبو ظبي في نوفمبر 1971، ثم حفلات لبنان في عامي 1968 و1970، جمعت أم كلثوم كل إيراد تلك الحفلات داخل وخارج مصر ووهبته للمجهود الحربي.

 

العندليب.. ابن مصر

 

أكد المؤرخون والنقاد أن الفنان عبد الحليم حافظ هو ابن ثورة يوليو، فمع ميلادها وُلد فن العندليب وظهر دعمه القوي للوطن، فقد غنى روائع الوطنيات ومنها «أحلف بسماها وبترابها» و«المسئولية» و«أهلاً بالمعارك» و«بستان الاشتراكية» و«صورة» و«حكاية شعب»، ومع انتصارات أكتوبر 1973 غنى «صباح الخير يا سينا» و«عاش اللي قال للرجال عدوا القنال» وغيرها من الأغاني التي تشحذ الهمم وتعبر عن فرحتنا بنصر أكتوبر.

 

ولم يقتصر دور حليم فقط على أغانيه، بل هو من أوائل نجوم الفن الذين ذهبوا إلى الجبهة ليغني للجنود، وهناك اُستقبل بفرحة عارمة من أبطال مصر ووصلتهم الرسالة بأن شعب مصر ونجوم الفن يدعمونهم، ونضيف إلى ذلك الجهد الذى بذله حليم جانباً آخر وهو إقامة حفلات غنائية لدعم الجيش.

   

شكوكو.. ابن البلد

 

عرف عن الفنان محمود شكوكو حبه الشديد للوطن، ففي الحفلات التي كانت تقام في أعياد ثورة يوليو من كل عام كان يشارك بالغناء والاسكتشات التي تنمي الوعي عند الجماهير.

 

سيدة الشاشة.. مضيفة الحفلات الخيرية

 

أما السيدة فاتن حمامة فلها رصيد وطني من المشاركة في الحفلات الخيرية من أجل مصر وأبنائها، ومنها على سبيل المثال حفل عيد الجلاء، فقد وزعت بنفسها الحلوى على ضيوف مصر من الملوك والأمراء والرؤساء، ثم صعدت إلى المسرح لتحمل علم مصر ومعها تحية كاريوكا وهند رستم لتطوف على المسرح حاملة العلم بين فقرات نشيد الجلاء الذى شدا به الموسيقار عبد الوهاب والمجموعة.

 

وفي حفل خيرى آخر بسينما «ريفولي» نزلت بنفسها وسط الجمهور لتبيع لهم الورود، أما في أيام حرب أكتوبر فكانت أول المسارعين إلى المستشفيات التي استقبلت جرحى حرب أكتوبر لتعمل فاتن بالتمريض وتساعد في استشفاء أبطال الحرب، علاوة على مرورها على كل مريض وجريح لتخفف عنها وتهديهم الورود، عرفاناً منها بدورهم في نصر أكتوبر.

 

كاريوكا.. كبيرة الممرضات

 

يعلم الجميع الدور الوطني الكبير الذى كانت تقوم به الفنانة تحية كاريوكا، فمع العدوان الثلاثي عام 1956 كانت أول المتطوعين لتمريض الجرحى لأبناء مدن القناة، ومع حفلات دعم الوطن كانت تشارك بفنها، ومع نشوب حرب أكتوبر أقامت تحية فى المستشفى وارتدت زي ممرضة، وكانت تدير بنفسها شئون التمريض، علاوة على مرورها على أقسام الجرحى لتهنئتهم بالنصر ودعوة من يشفى منهم إلى العودة مرة أخرى إلى الجبهة.

 

فرقة رضا.. على الجبهة

 

استمدت فرقة رضا فقراتها ورقصاتها من البيئة الشعبية المصرية، فقد عبرت عن ريف مصر وصعيدها وعن أجواء القاهرة وعراقتها، واستقبل الجمهور حفلاتها بالترحيب داخل مصر، ولتكون أيضاً سفيرة للفنون الشعبية خارج مصر، بما أقاموه من حفلات نشرت فيها فنون وتراث مصر الشعبي وأيضاً الفرعوني، وقبل حرب أكتوبر كانت فرقة رضا موجودة بقوة على أرض الجبهة المصرية، وذلك للترفيه عن الجنود وسط الجو القاسي من الجبال والصحراء، وفى المعسكرات الحربية أيضاً كانت تقام حفلات دون مسرح، حيث يؤدى نجوم الفرقة فقراتهم على أرض الصحراء، وكان لتلك الحفلات أثر طيب على نفوس أبناء الجيش لدعمهم ورفع معنوياتهم.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة