الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فن

في اليوم العالمي للفقر.. لوحات فنية تُجّسد المأساة

  • 17-10-2020 | 16:00

طباعة

يعتبر الفنان مرآة مجتمعه، معبرًا بصدق عن أفراحه وانتصاراته، واحزانه وانكساراته، بغض النظر عن القالب الفني الذي يرصد من خلاله هذه الحالة ويوثق لها.

وفي اليوم العالمي لمناهضة الفقر، تتناول "الهلال اليوم"، بعض الفنانين التشكيليين والأعمال الفنية التشكيلية التي رصدت فقر المجتمع، وما يعانيه من سوء أحوال وقدمته في قالب تشكيلي يوثق لهذه الأحوال ويحارب قبح العالم بالفن في آن.

 

بابلو بيكاسو

الفنان العالمي بابلو بيكاسو رسام، ونحات، وفنان تشكيلي أسباني، وله الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية في الفن،  جسد "بيكاسو" معاناة الطبقة المهمشة من خلال لوحة المأساة، والتي تصوّر مشهد أزرق كئيب على حافة البحر، حيث يقف ثلاثة أفراد حفاة الأقدام، يبدو عليهم الفقر، تتجلى من خلال العمل الفني أصوت رجفاتهم ورعشاتهم، وكذلك تُعطي اللوحة إحساس بالبرد لا يخطئه من يُشاهد اللوحة للمرة الأولى.

ففي العمل الفني صور "بيكاسو" كلٌ من الرجل والمرأة،  وهم يقفان مكتوفي الأيدي ومغمضي الأعين، بينما طفل يقف عكس الرجل والمرأة غير مكتوف الأيدي، ولكنه يمد يديه متسائلًا، والجميع يبدو عليهم الحزن الشديد وتنعكس ضربات البرد على ملامحهم، فكل منهم لا يجد سوى جسده النحيل ليضمه، بينما لا يقدرون على مواساة بعضهم البعض.

 

فان جوخ

فنان ورسام هولندي شهير، كانت أعماله ذات طابع جميل وعاطفة ولون مختلف، بالرغم من أنه كافح كثيرا مع المرض العقلي، ففي أحد الأيام زار "فان جوخ" أحد الأسواق الشعبية في باريس، وهناك رأى زوجًا من الأحذية الخشبية البالية، وقرر أن يشتريه وأحضره معه إلى "مونمارتر" مكان مرسمه.

ليس من الواضح لماذا أشترى الحذاء، لكن يمكن أن يكون السبب ببساطة، أنه كان بحاجة إلى زوج جديد من الأحذية، بعد فترة قصيرة قام برسمهم، وسرعان ما أصبح الزوج أشهر حذاء في تاريخ الفن الحديث، بالرغم من فقره الشديد. فالحذاء قد يكون أحيانا مجرد حذاء، ولكنه في بعض الحالات يمكن أن يحمل الكثير من المعاني.

لم يكن فان جوخ يتوقع أن تحظى لوحة الحذاء التي رسمها في باريس عام 1886، على نجاح كبير، وحتى يومنا هذا ما زال الفلاسفة ومؤرخون الفن ينظرون إلى هذه اللوحة، ويطرحون حولها أسئلة تتمحور حول طبيعة العمل الفني.

 

كاثي كولفيتز

اشتهرت أعمال كاثي كولفيتز بالتأمل في مفاهيم مثل الموت والحرب، والفقد، وبشكل خاص فقد الأبناء في الحرب.

معظم الفنانين يميلون إلى إظهار جمال العالم في لوحاتهم أو وجهات نظرهم لكن "كاثي كولفيتز" كرّست وقتها وموهبتها لرسم الجانب المظلم من الحياة، حيث الحزن والمعاناة، وجزء من الحالة الإنسانية.

تعد "لوحة الفقر"، أحد أبرز أعمالها، عاشت هذه اللوحة كشاهد على زمنها الذي اتسم بالاضطرابات السياسية والاجتماعية، وعاصرت حربين عالميتين، ومعاناتها بعد وفاة ابنها الذي قتل في الحرب العالمية الأولى، وحفيدها الذي قتل في الحرب العالمية الثانية، في هذه اللوحة ترسم أماً شابة وهي تنحني بيأس فوق طفلها الذي يحتضر في السرير أمامها، وفي الخلفية عند النافذة، تظهر امرأة عجوز مع طفل آخر وهما يراقبان ما يجري بألم وصمت.

 الأم أيضاً تضع يديها على رأسها في إشارة إلي أنها متعبة وعاجزة وبلا قوة، والطفل يبدو كهيكل عظمي بسبب انعدام الطعام، والمنظر بأكمله يُظهر ما يمكن أن يجلبه الفقر للإنسان من تعاسة وبؤس، الأشياء المظلمة في الغرفة تبدو بلا قيمة والظلام المخيف يعمق الدراما فى المشهد.


    الاكثر قراءة