الإثنين 20 مايو 2024

ناصر جابر يكتب: الفنان‭ ..‬وقضايا‭ ‬المجتمع

فن18-10-2020 | 02:06

 


لا يختلف اثنان على أن للفن والفنان دوراً وواجباً تجاه وطنه ومجتمعه ، فعلى مدى تاريخنا الفنى الطويل والذى يضرب بجذوره مئات السنين سطر الفن والفنان المصرى والعربى سطوراً من نور وسجل صفحات ناصعة البياض من مواقف وتفاعل إيجابى مع كل القضايا التى مر بها المجتمع المصرى والعربى على حد سواء.

 والفن دائماً لا يعكس أو يعبر عن الوضع الحقيقى والصورة الحقيقية لمدى التقدم والازدهار فى المجتمع فقط بل يساهم فى خلقها بكل أدواته سواء كانت أغنية أو دراما تليفزيونية أو سينمائية أو مسرحاً او حتى فناً تشكيليا .لذلك لم يخطئ من وصف الفن والفنان بالقوى الناعمة التى تمتلكها مصر وسلاح قوى تواجه به كل الأفكار المتطرفة والسلوك الشاذ والمرفوض اجتماعياً وأخلاقياً وأيضاً قانونياً ويلعب وعى الفنان ومدى إدراكه لأهمية دوره كفنان وكنجــم جمــاهيرى فى اختياراته الفنية والتى تصب وتهدف إلى خدمة المجتمع ويكون مثلا أعلى وسفيراً غير عادى لبلده ومجتمعه ويخلق صورة إيجابية مؤثرة فى كل جماهيره وأذكر فى أوائل التسعينيات وكنت أخطو خطواتى الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة أجريت حواراً طويلاً مع النجم والفنان الراحل كمال الشناوى وقص علىّ موقفا تعرض له مع جماهير دولة تونس الشقيقة فى الستينيات من القرن الماضى ذات مرة كان يسير بسيارته فى أحد الشوارع وإذ بالجماهير تلتف حول سيارته كى يعبروا له عن حبهم له لدرجة أن السيارة توقفت عن السير وإذ بالجماهير التونسية تحمل السيارة وترفعها به من على الأرض هكذا يكون الفنان الذى استطاع بما يقدمه من فن راقٍ وهادف أن يكون صورة مشرفة لبلده ووطنه.


أبدا لم يكن الفن والفنان المصرى بعيداً عن قضايا وهموم وطنه ومجتمعه  فلا يمكن أن ننسى أبداً ما فعله وما قدمه الفن والفنان المصرى منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضى وحتى الآن فقد كان نجوم الفن جنوداً مجندة فى خدمة المجتمع فقد سطّروا حروفاً من نور فى المجهودات التى قاموا بها لخدمة المجهود الحربى وكذلك ثورة 23 يوليو  وتأميم قناة السويس وحرب 1956 و 67 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم 1973، فسوف يذكر التاريخ الدور القومى لسيدة الغناء العربى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وكل نجوم هذا الجيل العظيم وسوف يذكر التاريخ أيضاً ما قام به الفن والفنــان المصــرى من تبرعات ومجهودات حتى اكتمل بناء السد العالى الذى نقل مصر نقلة حضارية وسياسية واقتصادية كبيرة .

وكما تشكل المدرسة والجامعة فكر وسلوك وشخصية الإنسان فإن الفنان وما يقدمه من فن سواء أغنية أو فيلماً سينمائياً اومسلسلاً دراميا تليفزيونياً  لوحة تشكيلية فإنه أيضا يشكل فكر وسلوك ووعى المواطن.

 

لذلك على الفنان أن يعى ويدرك أن دوره شديد الأهمية فالفن وسيلة للترفيه والتسلية ولكن له دور تثقيفى وتوعوى فهو يمتهن مهنة شديدة الأهمية والتأثير لأنه يخاطب العقل والعاطفة معاً وكلما كان صادقاً فى فنه وما يقدمه من فن فى كافة مجالاته وكل أبواقه المتعددة كلما صدقه جمهوره وقدم شيئًا لوطنه ومجتمعه وهذا واجبه وحق وطنه ومجتمعه عليه.