موهبته أهلته لأن يقدم أدواراً، لم يجسدها غيره، أو مجاراته فيها، فتارة تجده «قائداً للتتار»، وأخرى «صعيدياً» بـ«الجلباب والنبوت»، أو مؤدياً لدور الأسد «ملك الغابة» بمسلسلات الأطفال فى التسعينات، وبالرغم من قوته التي تظهر فى جميع أعماله، إلا أنك تجد عينيه تلمعان بالدموع بمنتهى السهولة.

«الهلال اليوم»، التقت الفنان الكبير أحمد ماهر، يكشف خلاله عن كواليس حياته الفنية، والشخصية، وعلاقته بنجله الفنان محمد أحمد ماهر، والأعمال التي يحضر لها لعرضها في الفترة المقبلة.

 

فإلى نص الحوار:

  

** لقبت بـ«فارس المسرح».. حدثنا عن رؤيتك له مع فارق الزمن بين الماضي والحاضر؟

الكلام عن المسرح يطول، ولكن المسرح في زمن جمال عبدالناصر والسادات، يختلف المسرح في زمن مبارك، وفي الوقت الحالي، عبدالناصر اهتم بالفنون وبالمسرح بشكل قوى، ودليلاً على ذلك يُنسب إليه أكاديمية الفنون التي تجمع تيارًا عظيمًا من الفنون والتي تشمل معاهد الفنون، السينما، الكونسير، الباليه،«الفنون الشعبية»، والتي أنجبت لمصر جيشا وبنية تحتية من المبدعين.

 

والمسرح حالياً ترعاه الدولة من خلال قلعة حصينة لا زالت قائمة وهى "وزارة الثقافة"، و الفارق بين الماضي والحاضر أنه كان يوجد كـُتاب مثل عبدالرحمن الشرقاوي، يسري الجندي، ميخائيل رومان، أما اليوم أين الكُتاب، ولكي أكن منصفاً أين ذهبت عنا الكلمة، نحن الآن فى زمن غابت عنه الكلمة الهادفة، لأن الفن هو عملية مُنظمة كلاً .

 

** هل يلجأ إليك نجلك محمد  في أموره دائماً؟

إطلاقاً، يلجأ دائماً إلى والدته لأنه معها وهى دينامو حياته.

 ** كيف تدعم نجلك كـأب وفنان ذو خبرة ؟

 ذات يوم أتى إليّ وأبلغني بأنه يريد أن يمثل، وقال لي أنا نويت أمثل، وأنا في حقيقة الأمر لم أر مطلقاً أنه سيكون فنانا، لأنه لا يوجد لديه أي مقدمات لذلك منذ صغره وحتى دراسته لا علاقة لها بالفن، فكان ردي عليه«نويت تصلى لكن مافيش نويت أمثل»، فقال لي سألتحق بكلية الإعلام، وبالفعل التحق بها وتخرج منها في قسم الإخراج، ووقتها كنت لا أعلم أن كلية الإعلام تضم قسمًا للإخراج، وذات يوم دعاني الإعلامي محمود مسعود، لحضور عيد ميلاد ابنته، وتفاجأت بوجوده وفي ذلك الوقت كنت أشارك معه في مسلسل "ليلة قتل العمدة"، وطلب مني أن يشارك محمد معنا، وفالحقيقة صُدمت لأن من الطبيعي أن أفعل أنا ذلك وأطلب منه أن يدعه يشارك معنا، وبعدها بالمنزل لمدة 16 يوما متصلة لا أتحرك من المنزل لكى أعطيه خبراتي وأعلمه كيف يقوم بأداء الدور، وعندما جاء يوم المشهد، كان ذلك اليوم أصعب يوم مر بحياتي كلياً، وانتهى المشهد بجدارة وأخبرني محمد وهو يتصبب عرقاً، بأنه شعر بأنه مضروب من كثر الضغط العصبي الذي عاشه في المشهد للمرة الأولى .

 

** من هو الفنان أو الفنانة من الجيل الحالي الذى تراه يقدم فنًا مثل فناني الزمن الجميل؟

"منى زكى، أحمد حلمي، كريم عبدالعزيز، أحمد السقا، وبعد ذلك أكتفى بــ«لا تعليق».

 

** ما الذى تخطط له في الفترة المقبلة؟

أدير حالياً أكاديمية ترعى الموهبين فنياً، وأقوم بعمل دورات تدريبية لمن يريد أخذ تصريح من النقابة لكى يمارس المهنة ويصبح ممثلا.