إن علاقة القضاء بالأدب علاقة وثيقة توطدت أواصرها في طبيعة عمل القاضي والأديب إذ قد يستخدم القاضي في كثير من الأحيان أدوات الأديب في التعبير عن العمل القضائي الذي يمارسه وهو ما يتجلى في مرافعات النيابة العامة أمام المحكمة وسردها واقعة الدعوى وأثرها على المجتمع بشكل أدبي يحمل في طياته القيم المجتمعية التي تدافع عنها النيابة العامة وهي الأمينة عليها.

كما يظهر ذلك في الكثير من الأحكام القضائية التي تعد مقطوعات أدبية في جمال اللغة وحيثيات الحكم وإسناد الجريمة لمرتكبها كما أن القضاة يحملون بالإضافة إلى رسالتهم السامية في نشر العدل في ربوع المجتمع تذوق فني وهوايات رائعة وراقية في كافة صنوف الأدب والإبداع إلا أن طبيعة العمل القضائي تحول في كثير من الأحيان ما بين نشر القاضي هذه الإبداعات على عموم الناس وهو ما حدا بنادي قضاة مصر إلى توجيه الجهود في اللجنة الثقافية لإبراز هذه المواهب الكبيرة وهذه الإبداعات الراقية فقام نادي قضاة مصر بتنظيم مسابقات في الشعر والقصة القصيرة والمقال والتصوير ورسم الكاريكاتير والرسم داخل نادي القضاة حتى يستطيع القضاة  إظهار ونشر مواهبهم في بيتهم القضائي ومتنفسهم نادي قضاة مصر وقد أبهرنا الكثير من السادة القضاة بأعمالهم المتميزة في كل مجال مما ذكر وهو الأمر الذي شجعنا وزادنا ثقة في طرح هذه الأعمال في عدد خاص للمجلة لتوثيق هذه الأعمال في مجلة عريقة لها تاريخ طويل في الثقافة والإبداع وإذ يسعدنا أن نطرح هذه الأعمال القيمة فإننا نؤكد في الوقت ذاته على أن رسالة القضاء هي ولاية عظيمة يجتبي رب العباد القائمين عليها وهم في سبيل أدائها قضاة عدول لا يبتغون في أداء الرسالة إلا إحقاق الحق ونصرة المظلوم والدفاع عن كافة الحقوق التي كفلها الدستور وإعلاء سيادة القانون إلا أنهم في ظل أدائهم هذه الرسالة السامية لا يهملون جانبهم الأدبي الذي يبدعون فيه مما كان لزاما علينا أن نطرح هذه الأعمال المبدعة التي نتمنى من الله أن تحوز على رضاء القطاع العريق من قراء هذه المجلة العريقة التي نقدم للقائمين عليها جزيل الشكر والامتنان  لإصدار هذا العدد التاريخي الذي نأمل أن يكون باكورة أعداد قادمة يظهر فيها الجانب الأدبي والإبداعي لقضاة مصر سدنة الحق ونساك العدالة.